السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن أبعت مشكلتي هنا
أنا أعاني من حالة نفسية أني أصبحت شديدة التأثر وأبكي من أقل منظر أو مشهد في التلفزيون أو الموبايل وأنفعل جدا جدا ولا أعرف سبب هذه الحالة
كما أني عندي شلل نصفي نتيجة نزيف وعملية في المخ وآخذ دواء إبانتين للتشنجات ومحرومة من رؤية أولادي الأربعة منذ خمس سنوات ولا أعرف عنهم شيء
وأنا راضية بقضاء الله وقدره وأصلي وأحفظ القرآن
ومع ذلك لا أستطيع الخروج من هذه الحالة
13/11/2025
رد المستشار
الأخت الفاضلة "هالة" أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك.
آلمني جدا تخيل حالتك حيث اجتمعت ظروف المرض المُقْعِد والانفصال عن الزوج والأولاد، وأشك كثيرا في وجود درجة من درجات الاكتئاب الجسيم لكنك لم توردي تفاصيل كافية لتشخيص الاكتئاب ومن المهم بمكان أن تناقشي ذلك مع طبيبك في أول متابعة معه.
الحالة النفسية التي تصفينها هي ما نسميه بسلس المشاعر أو السلس الانفعالي Emotional Incontinence وكثيرا ما يصاحب حالات الجلطات أو النزيف في المخ ويسمى في هذه الحالة بالشلل البصلي الكاذب Pseudobulbar Palsy وهناك بعض العقاقير (كعقاقير الاكتئاب وغيرها) التي تساعد في تقليل نوبات الانفعال المفرط ويمكن لمعالجك -طبيب المخ والأعصاب- أن يصف لك ما يناسبك منها، إضافة إلى بعض الاستراتيجيات السلوكية التي يمكنها أن تُساعد الأفراد على التأقلم مع الانفعالات العاطفية وتعلم كيفية مناجزة ردود أفعالهم، كذلك تفيد استراتيجيات مناجزة الكرب مثل التنفس العميق والتأمل وممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل مستويات الكرب والتوتر بشكل عام، وفي مناجزة تقلبات المشاعر.
أخيرا من المفيد جدا تعلم تقبل المشاعر بدلاً من كبتها إذ يُمكن أن يكون ذلك استراتيجيةً مفيدة، إضافة إلى أن إدراك أن المشاعر "مؤقتة" ولن تُسبب أي ضرر يُمكن أن يُحسّن الصحة النفسية.
أن تشعري بمشاعر سيئة أو حتى تكتئبي هو رد الفعل الإنساني المتوقع رغم رضا الإنسان بقضاء الله وأداء العبادات، ناهيك عن كون السبب العضوي في حالتك واضحٌ، ويفيدك أن تقرئي في ذلك:
المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن
المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي ××
"أبو حامد الغزالي" يعاني الاكتئاب
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على الموقع وتابعينا بالتطورات، على أن يكون ذلك عبر طريق الموقع الرسمي لتلقي الاستشارات.