تحية من القلب
كم هو رائع أن أجد أمثالكم يا أهل مجانين، حكت لي صديقة من متابعيكم ولم أصدق لكن طلع كلامها صحيح...
أنا هنا لأتكلم عن مشاعري... أنا متعبة جداً، ليس جسدياً، بل نفسياً. أنا البنت الكبرى في العائلة، وأعيش مع والديّ وإخوتي. والديّ من النوع الذي يثير أسوأ ما فيك ثم يلومك على رفع صوتك أو يعتبرك بنت سيئة أو يقول إنك "مخالفة لوالديك". لقد مرّت 20 عاماً وأنا أقاتل من أجل كل شيء في حياتي.
والدي شخصية مسيطرة، يعتقد أنه يجب أن يقول لا لكل شيء، فإذا وافق على شيء، يبدو الأمر وكأنه إنجاز كبير. وهكذا كافحت من أجل كل ما وصلت إليه اليوم. الحمد لله شهادة محترمة ووظيفة مرموقة لكن أبي يريد إبقائي كما كنت أو يعاملني كما كان أيام الثانوي!
أما أمي فهي مصدر مشاكل، تخلق المشاكل من العدم. أنا دائماً البنت السيئة، غير المنضبطة، التي ترفع صوتها، وتجادل، والغاضبة. كل الناس أفضل مني، خاصةً ابنة عمي. نشأت في بيت حيث كنت أُقارن بها باستمرار في كل شيء، حتى أنها كانت شخصية سيئة. لكنهم يرون فقط أنها تحب والدَيها وأنا لا.
بالله عليكم، من يُحب عدوه؟ شخص يُهينك باستمرار ويقول لك أنك غير كافية، وأنك دائماً مخطئة، وأنك غير جيدة بما فيه الكفاية. كيف أكون جيدة وأنا أختلف مع كل ما يقولونه؟ التحدث مع والدي أشبه بالتحدث إلى جدار، طوال حياتي كنت أصرخ لأكون مسموعة. بعد ساعات من النقاش، وهو يكرر كلامه ويقول لا لكل شيء، لا يسمعني إلا عندما أصرخ وأبكي.
عندها فقط يلاحظ أنني إنسان وليست لعبة يسيطر عليها. فقط عندما أصرخ يسمعني. لكن هذا زاد غضبي، وأصبحت البنت الغاضبة التي ترفع صوتها، مع أنهم هم من جعلوني هكذا. أختي تعاني نفس المشكلة، والدي أسوأ معها -متلازمة الطفل الأوسط- وأحاول مساعدتها وحمايتها، لكن والدي يقول إنني من دمر أخلاق البيت وأعطيتها جرأة المطالبة بحقوقها.
وأمي... إنها ربة منزل تعتقد أن دورها كأم يقتصر على الطبخ والترتيب وتنظيف المنزل. لم تحاول أبداً أن تعطينا أي اهتمام أو أن تستمع إلينا، بل إنها تجعل الأمور أسوأ مما هي عليه.
أنا متعبة من التعامل معهم، وأتمنى أن أخرج من هذا المنزل في أسرع وقت، لكنني لا أملك أي خيار سوى التحدث هنا.
لقد استنفدوا كل طاقتي، بينما أنا أحاول بشتى الطرق البقاء على قيد الحياة.
20/11/2025
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ما هو واضح أنك آنسة متوفقة علمياً ومهنياً وأخلاقياً. تتحدثين عن أزمات التفاعل مع والديك منذ الصغر والعيش تحت سقف السلطة الأبوية، ولكن مع مرور الوقت أنت الآن بلا شك ترفضين النظام العائلي الذي لا يلبي احتياجاتك الحالية الآن ومستقبلاً.
نتيجة ذلك الآن العيش مع حمل عاطفي ثقيل يؤدي إلى الشعور بالتعب والألم وتتفاعلين معه بالغضب والإنهاك. ما تطالبين به حق مشروع وهو الاحترام والإنصات، ولكن لا أتصور أنك ستحصلين على هذا قريبا.
هدفك النهائي هو الاستقلال، ولكن في البداية، لا بد من خطوات تساعدك على الحفاظ على طاقتك وتقليل الاحتكاك. عند المواجهة استعملي جمل قصيرة للتعبير عن عدم رضاك وشعورك بالإهانة وإعلام المقابل بأنك غير قادرة الآن على تكملة الحوار وانسحبي. مارسي ذلك باستمرار فله تأثير جيد على المقابل.
الاستراتيجية الثانية هي الصمت مع المواجهة فذلك أفضل لك ويعطي إشارات قوية إلى المقابل.
ولكن الأهم هو خطة خروج تدريجية مع ادخار شهري تلقائي، توسيع شبكة معارف، البحث عن سكن مشارك آمن، تتبع فرص نقل وظيفي/ترقية، تجهيز مستنداتك باستقلالية.
وأخيرا هناك إيقاعك اليومي المنتظم وممارسة تمارين استرخاء ولياقة بدنية يومية.
تذكري أن بيت العائلة لا يلبي احتياجات إنسان متوفق وناجح في عمله ولا بديل لاستراتيجية الخروج من البيت.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الحصاد المر: أبناء الصمت والقسوة
علاقتي بأبي وأمي: بدون مشاعر
أنا وأبي والزمان لمن نقرع الأجراس؟!
أفش شعري فتقول أختي : ابعدي يا مجنونة!!
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا