أحييكم على هذه الصفحة
أردت فقط مشاركة شيء ما بألطف طريقة ممكنة، لأن هذا الموقع بصراحة، من الأماكن النادرة على الإنترنت التي لا تزال تشعر بالإنسانية. يأتي الناس إلى هنا ويعبرون عن مشاعرهم الحقيقية، وحيرتهم، وألمهم، وأخطائهم، وبطريقة ما، يجد هذا المجتمع دائمًا طريقة للرد بلطف أو بصيرة أو حتى بروح الدعابة. هذا ما يجعل هذا المكان فريدًا.
مع أنني لاحظت مؤخرًا شيئًا بسيطًا، إلا أن بعض التعليقات تبدو... مثالية جدًا، مصقولة أكثر من اللازم، كما لو أنها من تأليف الذكاء الاصطناعي بدلًا من أشخاص حقيقيين. وأنا أفهم ذلك، يمكن لأي شخص استخدام الذكاء الاصطناعي، حتى المستشرين أنفسهم، لكنهم يختارون هذا المكان لأنهم يريدون الدفء الإنساني، والحوار الصادق، والنصائح النابعة من التجربة لا من الخوارزميات. وأنا لا أشكو إطلاقًا، فأنا في الواقع أحب هذه الصفحة كثيرًا لدرجة أنني أردت تسليط الضوء عليها بكل حب. ما يجعل مجانين مميزًا هو الأصوات الحقيقية، والتعاطف المهني، والتجربة المعاشة.
آمل أن نتمكن من الحفاظ على هذه الروح حية، لأنه بصراحة، لم تعد هناك العديد من الأماكن على الإنترنت التي تقدم هذا النوع من الصدق والتواصل الإنساني. وهو شيء يستحق الحماية...
وأخيرًا، أنتم الأفضل وأتمنى لكم كل التوفيق أينما كنتم!
30/11/2025
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
من الصعب هذه الأيام أن نتفحص موقعا أو صحيفة أو نسمع نشرة أخبار إلا ونجد الحديث عن الذكاء الاصطناعي. لا يمكن إنكار أن كثيرا يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي هذه الأيام في حل مشكلة أو الحصول على رأي ثاني أو ثالث قبل أو بعد استشارة طبيب. يمكن القول إن العقد الثالث من الألفية الثالثة يشهد ثورة الذكاء الاصطناعي في كل مجال وهو أشبه بثورة ما يسمى دوت كوم dot.com في العقد الأول من هذه الألفية. ما حدث قبل عشرين عاما كان أشبه بفقاعة كان لها دورها السلبي في الركود الاقتصادي وربما فقاعة الذكاء الاصطناعي سيكون دورها كدور دوت كوم
دور الذكاء الاصطناعي في جميع الاختصاصات الطبية لا يزال محدودا ولكنه بدأ يتكاثر رغم جميع التصريحات الصادرة من الجهات الرسمية والإعلام. يستعمل الطبيب أحيانا الذكاء الاصطناعي لحل معضلة تشخيصية وتوصية علاجية والمراجع بدوره يستعمل الذكاء الاصطناعي لمواجهة من يستشيره وتوصياته. الكارثة هي أن الطبيب ومراجعه يستسلمون لتوصية الذكاء الاصطناعي بدلا من استعمال العقل والالتزام بالتوصيات الطبية العامة.
هذا الأمر أصبح يتكاثر في اختصاص الطب النفساني وتدريجيا قد يؤدي إلى تدهور كفاءة الطبيب النفساني. وفي مجال علم النفس والعلاج النفساني بدأ ينتشر استعمال الذكاء الاصطناعي أيضا. فهناك من يلجأ الى الذكاء الاصطناعي لمعالجة عقده النفسانية وهناك من المعالجين من يستعمل الذكاء الاصطناعي للتحضير لجلسات العلاج النفساني.
ما يغفل عنه الجميع هو أن العامل الرئيسي لنتيجة العلاج النفساني هو العلاقة بين المراجع ومعالجه وهذا ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي عمله. الاستشارات التي تصل الموقع هي للتشخيص وصياغة الاستشارة التي تعتمد على عوامل عدة. الذكاء الاصطناعي قد يعطي الإجابة ولكنه لا يستطيع صياغتها والرد عليها في إطار نفساني بحت. رغم ذلك فإن الكثير قد يستعمل الذكاء الاصطناعي لأن هذا هو عصره ولا يصرح بذلك.
الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى عقل الإنسان لكي يبقى ويزدهر ولكن مع كثرة استعماله فإن الأمر قد ينتهي بعدم وجود العقول لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وفقك الله.