أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟
السلام عليكم؛
أنا متابعة للموقع دا من فترة طويلة وبحبه جدا وكمان أحب أشكركم على مجهودكم الرائع فيه أنا حبيت بس أكمل على موضوع صاحبة الرسالة لأني أعاني من نفس مشكلتها أنا عمري دلوقتي 19 سنة والمشكلة أني بدأت اكره نفسي واستسلامها وطيبتها زهقت من كتر ما بكلم الناس في حاجه عن قلبي ومشاعري اللي بتحب كل الناس وألاقي الرد إن دا طيبه زيادة عن اللزوم وماينفعش أعيش في الدنيا دي كده حاسه بوحدة بالرغم من وجود ناس حواليا أنا من النوع اللي بيتنازل عن حقه أو عن رغبة ليا علشان أرضي اللي قدامي ومازلت.
بس للأسف بعدها بتضايق من نفسي علشان إتنازلت دايما لما كان بيحصل مشاكل ويكون اللي قدامي غلطان كنت بجيبها على نفسي وأقول لا أنا اللي غلطانة وارضي اللي قدامي لأقصى حد علشان ما حدش يتجرح وبلاقي عليهم سهل أنهم يجرحوا السنة اللي فاتت كنت بهزر وبضحك بس من جوايا مش مبسوطة ولا مرتاحة ووصلت السنة دي أني لا بهزر ولا بضحك حتى على طول مكتئبة حاسة أني في سجن مش متقبله الحياة ولا عارفه أتأقلم معاها سواء في البيت أو بره البيت نفسي في حياة تانية بحلم بيها بس الله اعلم هتتحقق ولا لا حتى لو أتحققت أكيد فيها مشاكل من النوع دا أنا آسفة جدا إني طولت عليكم بس حبيت أقول لصاحبة المشكلة إني حاسة بيها أوي
والسلام عليكم.
1/12/2006
رد المستشار
الأخت المجروحة
شكرا على تعاطفك بصاحبة المشكلة، فأنتما في الحزن سواء وأنتما تجتمعان على نفس المشكلة التي تتجسد في صعوبة التكيف مع الواقع المتلون الذي يحتاج من الإنسان أن يبدل ألف وجه كل يوم بحيث أن لكل موقف وجها!!.
إن المشكلة لا فيك ولا فيها ولا في المجتمع لأننا جميعا الذي صنعناه بأيدينا، إن المشكلة في التوافق والتكيف والتقريب ما بين ما بداخل إنسان من طيبة ووداعة وإحساس بالآخرين وبين أعين النقد والتقييم المستندة على المنافع والفوائد مهما كان التصرف!!.
مشكلتنا جميعا هي غياب الدستور الذي نمشى عليه ونقيم به سلوك بعضنا البعض، لقد انقرض منطق حسن الظن بالآخر وانقرضت معه كلمة الحب في الله أو الفعل لوجه الله!! اللهم قلة مازالت تتوارى ولا تؤثر في حياتنا..........
لا نخوض في أمر شائك وكفى أن تعلمي أن الأمل ما يزال قائما بشرط تقريب وجهات النظر بين ما تشعرين به وبين ما يعجب من حولك، ويمكنك أن تلوذي بالصمت بدل أن تنافقي أو تقولي كلمة تندمين عليها وتلومك عليها نفسك اللوامة. أما لب نصيحتي فهو في التخلي عن أسلوب الكبت الذي تعيشين به، أقصد منطق الحيطة المائلة!!
فأنت يا صديقتي لن تعجبي الناس كلها ولو حرصت!!، فلماذا الكبت إذن مادمت على صواب ومادام الحق معك فلا تصمتي، لأن الصمت يؤدى إلى الكبت ومع الوقت يؤدى إلى خلل بناقلات الأعصاب المخية وهذا أول الاكتئاب. من اليوم مزقي عهدك مع الصمت لأنك تقصدين بصمتك أدبا وإيثارا للغير ونصرة له وهو في نفس اللحظة يرى ذلك ضعفا وجبنا مما يدفعه أن يتمادى في استعبادك وتخرجين من كل المواقف لا سعيدة ولا مشكورة!!
إذن لا صمت بعد اليوم بل تعبير عن النفس وجرأة في الحق، وليذهب من يعترض إلى الجحيم.
أيتها الصديقة الصامتة:
من عنوان بريدك استنتجت أنك طبيبة صيدلانية!! فإن كان ذا فخذي من علمك ومن شهادتك منطق القوة وعبري عن رأيك وخوضي التجربة مع النقد وهذا أكرم من منطق الحيطة المائلة التي تختفين وراءها.
شكرا على متابعتك وعلى إحساسك بالآخرين وليت الآخرين يشعرون!.
ويتبع ..... : أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟ م