حيرة مراهقة عندها 24 سنة!

رد المستشار

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مرحبا بك أختي الكريمة سامية.. أسال الله أن يلهمك حسن الاختيار والصبر على طاعة والديك.
غاليتي قبل أي شيء قرأت بياناتك ولاحظت أن عمرك 24 سنة ما شاء الله وبارك.. إذن فأنت في مرحلة الرشد والنضوج العقلي ولكن تذكرين أنك ما زلت طالبة تدرسين.. فهل حقا مازلت طالبة أم أنك أخطأت في كتابة العمر أم ماذا؟... عفوا فأنا يهمني جدا المرحلة العمرية.. حتى أعلم مع من أخاطبن، ولنفترض أنك مازلت بالجامعة وتدرسين وتنتظرين انتهاء دراستك حتى يحدث الارتباط الرسمي بينك وبين من تحبين فهذا هو رأي والدتك وأحترمه كثيرا فهي تخشى أن تنشغلي في هذه العلاقة وتنسين دراستك ..وهذا الرأي يتفق عليه كثير من الآباء..

ولكن أعتقد أنك إن كنت تحبين هذا الشاب فأعتبر أن التوقف عن الانشغال به أمرا (واقف التنفيذ) أي صعب تحقيقه وخاصة أنه يدرس معك وتشاهدينه كثيرا إذن فالمثيرات العاطفية تحيط بك.. إذن دعينا لنكون أكثر واقعيه ولا نضحك على أنفسنا وقلوبنا ونقول (حاضر هانبطل تفكير) صعب.. ولكن هذا ليس معناه أن الحب يسلب إرادتنا ويحركنا كما يشاء لا.. فالحب شعور جميل وله بريق ويدفعنا دائما إلى النجاح والجد في الحياة ويحمسنا للعمل ولكن إن كان حبا صادقا ويحيطه العفاف بمعنى أن تحترمي رغبة أهلك حتى تكوني راضيه عن نفسك وفي نفس الوقت أن تحتفظي بمشاعرك وتوجهيها جيدا بإيجابيه وذكاء بمعنى أن تنتبهي يا غاليتي أننا في مجتمع شرقي وأن نظرة المجتمع والدين للفتاه تحيطها بهالة من العفاف والالتزام فنحرص ألا نخدش هذه الهالة لأنها تعطي الفتاة المصانة بريقا خاص, فحافظي على نفسك و لا تسمحي لهذا الشاب مثلا أن يتجاوز معك فإن كان يحبك فسوف يحافظ عليك ولا يطلب منك ما لا ينبغي.. وتقولين أنك لست متأكدة من مشاعرك نحوه فهو أول حب في حياتك..

حبيبتي ليس بتكرار التجارب العاطفية نستطيع أن نحدد إن كان حبا أو تعلقا بمعنى أنه ليس شرطا أن يكون حبك الأول أو الثاني لكي تعلمي.. فالحب شعور يبدأ تدريجيا وليس فجأة فهو كالشجرة الصغيرة التي تكبر مع الأيام ومع الاهتمام والرعاية فالحب يبدأ بالإعجاب والتوافق والاهتمام ليكن حبا ولعلك على أعتابه ويمكن استمراره ويمكن أن ينتهي وهذا لا تستطيعين أن تثبتيه لنفسك حاليا فمع مرور الأيام وتعاقب المواقف بينكما حسب تعامله معك ومع اختبارك مشاعرك ومع شدة اشتياقك له و...إلخ تشعرين بمدى الحب الذي قد يزيد مع الأيام أو ينقص.

إذن الحب ليس كلمة مجردة بل هو مظلة كبرى تحوى الكثير من المشاعر والمواقف والأحاسيس المتبادلة بين الطرفين ويجب أن تكون متبادلة حتى تظل قوية وحتى لا يشعر الآخر بالضعف أو الهوان فيقل الحب أو قد يتلاشى...

حبيبتي سامية أنت محتارة بين رأي أمك ورأي أبيك؟؟ هل أنت صارحت والدك؟؟ لا أعلم لماذا تخشين رفض والدك... فإن كان هذا الشاب صادقا في طلبه لا تخافي فالارتباط بمن تحبين ليس عيبا ولكن المهم أن يكون هذا الحب صادقا وقبل أي شيء استمعي لنصيحة أمك واجعلي تلك الفترة بالنسبة لك فترة لاختبار مشاعرك نحوه ولكن دعي الأمور تسير تلقائيا وسوف تظهر لك النتيجة مع الأيام ولا تحدثي والدك الآن إلا عندما يأتي لخطبتك بالفعل (رسميا) وجيد منك أنك صارحت والدتك حتى تكوني دائما في النور واستخيري الله يا أختي الفاضلة فهو أعلم منى ومنك واتخذي أمك صديقة لك فلديها من الخبرة ما تساعدك به.. ونحن أيضا تحت أمرك غاليتي فأتمنى لك السعادة والتوفيق وحسن التصرف.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا بك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ.سها مزيد غير أن أظهر استغرابي لبراءتك الشديدة التي جعلتك تبدين أصغر من سنك الحقيقي ربما بسنوات عشر، وهو ما أظن أنه يعالج بمزيد من القراءة والاشتباك مع الحياة لاكتساب خبرات جديدة، وبداية اقرئي على مجانين: 
أنا في حيرة... لا داعي لها  
كيف نفكر؟! عفوا، وهل نحن نفكر؟!  
أين أجد زر وقف الحب؟ مشاركة 

المستشار: أ. سها مزيد