أصدقائي الأعزاء...
ترددت كثيرا قبل الكتابة إلى موقعكم هذا فأنا أتردد عليه غالبا أقرأ المشاكل الموجودة فيه وأحدث نفسي عن جدوى الحلول التي توجه إلى أصحاب المشاكل المبعوثة والتي من وجهة نظري لا تنفع بعد حدوث المشكلة. ولكن قررت اليوم أن أغير من نظرتي هذه وأبدأ من نفسي وسوف أتحدث عن مشكلتي وأرجو الصبر على حالي وقراءة المشكلة بتأني.
تبدأ مشكلتي من حيث كلمة الصراحة فأنا عندي مرض وأنا أعتبره فعلا مرض وهو الصراحة لا أستطيع أن أخفي شيء أريد أن أتكلم مع الملاحظة أنا لست رغاي كثير الكلام في الفاضي والمليان. ولكن أنا أرى نفسي كائن بشرى اجتماعي يحب جذب أطراف الحديث مع أختي مع أخويا مع أي حد _طبعا لما يكون مزاجي رايق_ فأنا من ناحية أخرى عندي مشكلة من وجهة نظري عدم التحكم في الانفعالات.
فعندما يكون هناك خبر مفرح أفرح بطريقة مجنونة لا تتناسب مع حجم الخبر وكذلك العكس تماما فعندما أحزن تحدث لي حالة اكتأب ليست بالعظيمة ولكن أطلق عليه نوع متوسط . مع أنني لست خبيرا في ذلك.
النقطة اللي محيراني حاليا يا جماعة إن أنا عاوزكم ترسموا لي طريق حتى أستطيع أن أتحكم في انفعالاتي سواء مع الفتاة التي أحبها وأتمنى الزواج بها أو مع أختي التي أضغط عليها أحيانا ولا أعلم أنني أفعل ذلك. هذا من ناحية.
الناحية الأخرى هي موضوع الفتاة التي أحبها وحدثت مجموعة من المشاكل التي مرت بنا نحن الاثنين والتي أريد رأيكم فيها بمنتهى الموضوعية والحياد:
بداية تعرفت عليها في مناسبة حفل زواج أخي عرضت الموضوع على عمتي لتفاتح أبي _لمرض الوالدة حينذاك_ والتي استغلت الفرصة حتى تنفث غضبها على لعدم اختيار ابنتها وتقوم بإفشال الموضوع وتم لها ذلك بالفعل وقرر الوالد عدم موافقته.
وبعد مرور عام كامل من المداولات والمشاحنات والخناقات والاضطرابات اقر والدي بالأمر الواقع الذي وافق فيه على الزيجة. طبعا تم ذلك بعد حدوث شرخ في العلاقة مع حبيبتي التي علمت أن والدي رافض للموضوع والذي أثارها أنة لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها أو حتى الزيارة حتى يتأكد من كلام عمتي التي قالته له عن والدتها.
الآن عدنا إلى بعضنا مرة أخرى على أمل حدوث الخطبة بنهاية العام الحالي أن شاء الله. السؤال الذي يطرح نفسه حاليا وهو مرتبط بما سبق وهو:
إلى أي مدى يجب أن أكون صريحا مع حبيبتي؟؟؟؟
هل إلى ابعد مدى أم هناك حدود لذلك.. مع وضع في الاعتبار أنها سوف تكون زوجتي أن شاء الله، وكذلك احد أهم الأسباب التي أدت إلى عودة حبيبتي إلى هو أنني صريح معها في البداية. ولكن الآن هل يجب أن يتغير شيء أم يبقى كل شيء على حالة، ولكن ربما تكون الصراحة بغباء لا أدرى، أنتم طبعا أصحاب الخبرة.
الرجاء الاهتمام برسالتي وتوضيح الحل بصورة مبسطة أستطيع أن أستوعبها. فأنا توجد لدى مشاكل حقيقية في التعامل مع المحيطين بي من هذه النقاط المذكورة والتي تؤدى بي إلى فكرة الاعتزال وترييح الدماغ.
1- هل صراحتي مع أخواتي وحبيبتي مطلوبة أم يجب الاحتفاظ بكل شيء أو بعض الشيء سرا
2- كيف أستطيع أن أتحكم في انفعالاتي خاصة مع حبيبتي
3- حدثني خالي عن أن المواصفات التي وضعتها لشريكة حياتي هيا نفس مواصفات أمي _الله يرحمها_فهل هذا مرض بالنسبة لي..... بمعنى أنني أريد تعويض شخص أمي في حبيبتي على الرغم من أني لم احرم من أمي مع أنها ظلت مريضة طوال 15 سنة.
عذرا للإطالة عليكم
لا تبخلوا على بالرد
10/10/2007
رد المستشار
الأخ العزيز: "أوجى"
شكرا على ثقتك في الموقع رغم ارتيابك في حل مشكلتك!!.
أما عن الصراحة فهي أقصى درجة على مقياس الشجاعة والجبن مقابل الصراحة والمدارة. وبرغم أنها جميلة ومطلوبة، إلا أنها لا تجدي إلا إذا صاحب الصراحة شجاعة وقوة تجعل الإنسان يتحمل تبعات صراحته مهما كانت مؤلمة. حتى وإن كانت الصراحة ستجعل حبيبته على خلاف دائم مع والده!! أو حتى وإن أفقدته الصراحة حبه وحياته!!.
أما وأنت لست على ذلك القدر من القوة والشجاعة!!، أما وأنت مازلت كما صدرت رسالتك (محام عاطل)، أما وألمح في حديثك رائحة السخرية والتهكم على حياتك وعلى الوضع الذي تضعك به الظروف. إذن لا جدوى من الصراحة المطلقة لأنها ستجر عليك كثيرا من الضغوط والأحمال التي لا طاقة لك بها.
الصديق العزيز؛
بعض الصراحة يكفى أن تكون شجاعا وكثيرها قد يجعلك كما قلت غبيا لا يميز بين مواقف الصراحة والمداراة!!. لذا فالعقل والفطنة يمليان عليك أن تدير العقل ولو لثوان قبيل أن تتلفظ بكلمة أنت تعتبرها صراحة وغيرك يعتبرها وقاحة.
إن الأمر ليس معقدا لكنه أمر يحتاج إلى التدريب على قياس المواقف وإعمال العقل في استنباط العواقب، أقصد بلا تعقيد أن تسأل نفسك سؤالا قبيل أن تحرك لسانك (ماذا تفيد هذه الكلمة؟، وهل أقولها متطوعا أم إذا سئلت عنها؟)....فإذا وجدت قولها سيفيدك ولا يضر أحدا فقلها، وان كانت تفيدك وتضر أحدا فلا..، أما إذا كنت لا تعلم لها فائدة فمن الحماقة حقا أن تنطق بها لأن ذلك وسامحني هو تصرف الأطفال فهم الذين ينقلون الكلام لا لمنفعة ولا لضرر، بل لمجرد تقليد الكبار عند تفوههم بذلك الكلام.
أما عن سؤالك عن حبك فتاة بمواصفات والدتك فهذا الأمر له أصول نفسية كما قال خالك. إن الإنسان في مراحل نموه النفسي تكون أول صورة يتخيلها ويرسمها للحب تكون عن والدته، وكذا أول صور للكره والغضب تكون أيضا لوالدته، ثم بعد ذلك تندمج الصورتان فتصبحان أما يحبها ويخافها في نفس ذلك الوقت، ثم بعد ذلك يقيس على نصفها الحلو كل شيء جميل، وعلى نصفها العابث كل شيء قبيح. لذا فأرى أن حبيبتك قد تجاذبت مع النصف الحلو من الصورة النفسية في داخلك.
وأخيرا أيها العزيز؛ أنصحك ألا تكون عاطلا، بل افتح في الشوك لك طريقا وسر، وأرهق نفسك في العمل وجد، واندمج مع الناس فالاندماج مع الناس سيجعلك في محك اجتماعي ساخن بحيث تسايس هذا وتهادن هذا وتقسو على ذاك، ويجعلك تسكت حينا وأنت مخطئ وحينا وأنت صواب، ويجعلك تصبر على كلام الأحمق والعالِم!!، وهذا هو عين التدريب على التحكم في الانفعالات.
تابعنا بأخبارك