هي كيمياء.... واضحة جدا
الغربة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
تحياتي لجميع مستشاري الموقع وكذلك زائريه.
بالطبع بما أنني لست بمستشار نفساني فلن أستطيع استخدام المصطلحات النفسانية ولا الحكم على المواقف بصفتي خبير في تلك الأمور ولكن بما أنني خبير في السفر وكذلك شخصية من النوع الذي ذكرته الأخت "عصبي جدا" وبما أنني مررت بظروف شبيهة بأن أسافر في وقت تكون فيه خطيبتي هنا في مصر. يمكن أن أبدي بعضا من الرأي ربما يساهم في إيضاح أمر من الأمور.
أولا: كما ذكرت لا أستطيع استخدام مصطلحات مثل "الشخصية التسلطية" أو "العصبية" ولهذا فكلمة عصبي هنا أقصد بها المصطلح الدارج بين العامة وهو أن يغضب بشدة لموقف قد يراه الآخرون لا يستحق كل هذا الغضب.
ثانيا: نعم يراه الآخرون لا يستحق كل هذا الغضب أما هو فيراه يستحق ربما أكثر فلماذا؟
الإنسان في الغربة يكون أكثر حساسية لما يقابل من مشكلات لا يعيها ولا يستوعبها الأهل أو الأصدقاء في الوطن، فاختلاف العادات وخصوصا عندما تختلف للإغلاق مثل المجتمعات الخليجية يسبب له الكثير من المشاكل فهو لا يستطيع الحركة بنفس قدر الحرية التي يمارسها في موطنه وهذا يسبب له ضيقا ويعتبر عاملا إضافيا ليغضب أسرع.
الخطيبة هنا، في مجتمع مفتوح يتناقض مع تفكيره (أي أن المرأة هنا في حرية وهو الرجل في قيد هناك)، هو لا يعرف كامل مميزاتها وأخلاقها كما هي لا تعرفه تماما. كيف له ضمان سلوكها عندما تخرج للعمل دون إبلاغه بصورة مباشرة.
ربما ما أغضبه هو نفسه ما تفعله الآن كاتبة المشكلة، أي أنها تراسله 50 رسالة وتستطيع الوصول إليه، ألم يكن أحرى بها أن تتصل به قبل أن تذهب للعمل وتخبره؟ أم أنها كانت تدري ردة فعله ورفضه؟ ولو كانت تزعم أنه ليس له الحق في رفض عملها "لأنه ليس زوجها" وأنه ليس له الحق في أن تأخذ رأيه أو لا وأنه ليس له الحق في كذا وكذا.
فهو أيضا أراح نفسه بعد أن غضب طبعا، أنها ليست لها الحق فيه هو شخصيا. وقرر أن هذه الشخصية لا تصلح له، ربما بها كل المميزات ولكن تفقد ميزة هامة له ألا وهي أن تضعه في حساباتها وتدرجه في أولوياتها كأول درجة وليس بعد فعل العمل تذهب لتصالحه.
لو لي أن أنصح، أنصحك بأن تدرسي من يتقدم لخطبتك وتسأليه بأسئلة مباشرة بما يحب ويكره وما هي أولوياته ولا تقبلي خطوبة أو زواجا دون أن تكوني مقتنعة تماما بأن احتمال تغير تلك الصفات لصفات أخرى أحب إلى قلبك ضعيف، وأن تقبلي به كما هو وكذلك توضحين صفاتك وأولوياتك له حتى لا يصدم بشيء قد يعوق نجاح زواجك.
أما بالنسبة لهذا الشخص، فعليك الاستعداد لنسيانه ولا تتعلقي به أكثر إلا لو كانت تلك الصفات بحلوها وشرها لا تضيرك، ربما يرجع لك في أجازاته ويرى أنه يكفي أن تكوني أحسست بخطئك بأنك قربت من فقده. (مرة أخرى أنا لا أحكم عليه بأن هذا جيد أو سيئ ولكنه ربما يكون الواقع، لعلمي أن الكثيرين سوف يقولون ليس له أن يعاقبها أو يفكر بأن فقدها إياه عقاب لها، نعم ربما يكون تفكيره هكذا طبقا لما وصفته به من محاسن هو مدركها ويعلم أنه يستطيع أن يخطب بديلا عنها بسهولة)
إذا حدث ورجع، عليك أمر هام، هو أن لا تعتبري الأمر ماض ومر، بل يجب أن تعتبريه كأنك ترينه لأول مرة وتناقشينه بكل وضوح مثله مثل أي خطيب جديد وتقرري موقفك دون أن تهمي نفسك بفرحة رجوعه لك. حَكِّمي عقلك قبل قلبك كما نصحتك المستشارة.
والله الموفق
23/10/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مرحبا بك أخي الفاضل وأشكرك على مشاركتك الفعالة وعلى رأيك المستنير.. وخاصة أنك قد أوضحت جانبا من المشكلة قد تعايشت معه شخصيا.. فلقد مررت بتجربة مشابهه ومن ثم حاولت تفسير رد فعل هذا الرجل.. وبرغم أنك تبرر تصرفه الأهوج وتسرعه في إنهاء علاقة وجرح مشاعر إنسانة بفسخ خطبتها.. بأنه نابعا من غضبا وضغوط الغربة والعمل.. ربما يكون صوابا وربما يوجد أسباب أخرى وربما وجد من هي أجدر منها وتتعدد الأسباب ولكن هو لا يجيب...
يا أخي الكريم إن مجرد اتخاذ قرار بفسخ الخطبة والابتعاد دون أي تفاهم من أجل هذا السبب لا تبرره ضغوط الغربة وقيود العمل.. وربما كان السبب أقوى لدى السائلة ولكن لم تذكر إلا جانبا منه وهو أنها اتخذت قرار بالعمل دون أخذ رأيه (نعم هو قرار خاطئ منها).. وأنا لا أبرر شيئا لها فكان عليها أن تأخذ رأيه فأنت على صواب.. ولكن ألا يعفو هذا الرجل ويعلم أن الارتباط شيء مقدس وأن التلاعب به من اجل التهديد أو عقاب لا يجوز وخاصة أنها حاولت مرارا وتكرارا مصالحته دون جدوى وخاصة أنهم في فترة التعارف والتجاذب ولا يفضل هذا التصرف... وماذا بعد أن تبدأ الحياة بينهما هل عندما يواجهان مشكلة ما يبتعد عنها وينفصل؟؟ هل بهذا الأسلوب تحل المشكلات الحياتية؟؟ لقد ذكرت مشكلتك أنت يا أخي ولكن لم تذكر كيف عبرت عن غضبك هل تصرفت بنفس المنطق معها؟؟..أنا لا أعلم ما هي ظروف هذا الشخص ولكن لنا الشواهد ولنا المنطق والعقل ولابد من أن نفكر جيدا قبل الاختيار من قبل الطرفين.
أوافقك الرأي فيما تقترح عليها من تصرف اتجاه هذا الشخص فعليها أن لا تعلق أملا على عودته وإن عاد فيجب وضع النقاط على الأحرف وأن بفهم كلا منهما طبيعة الآخر.. وإن لم يعد فعليها أن تتعلم أن تتروى الاختيار وأن لا تتسرع الحكم..والله الموفق
ويتبع........: هي كيمياء.... واضحة جدا مشاركة1