السلام عليكم
أشكركم على إتاحتكم هذه الفرصة لنا لنتمكن من معرفة الإجابة على بعض المشاكل التي تواجه الشباب، ومشكلتي أنا باختصار هو أنه هنالك علاقة بيني وبين فتاة أخرى في الحقيقة هذه العلاقة بدأت من قبلي أنا أولا واستطعت أن أخبرها بما أشعر به نحوها وفي بداية المطاف كانت هي ترفض هذه العلاقة ولكن بمرور ونتيجة إصراري وعدم تركي لها رغم أني قد حاولت مرارا وتكرار الابتعاد عنها ولكن كنت دائما أحن إلى الرجوع إليها والتفكير بها في الفترة الأخيرة أصبحت هي الأخرى تتقبل هذه العلاقة نوعا ما ولكن بحذر، وافقت على اخذ الرسائل مني ولكنها أصرت على عدم أخذ أي هدية أو ما شابه ذلك مع العلم أنه لا يتم اللقاء بيننا إلا نادرا أو في بعض المناسبات العائلية بحكم وجود صلة قرابة بيننا وإنما يتم تبادل الكلام عن طريق بنت أخرى بيننا أنا دائما متتبعا لأخبارها في الدراسة ومع عائلتها وما شبه ذلك أخبرتها بكل ما أشعر به نحوها من مشاعر دون أن أكذب عليها أو أحاول إغرائها رغم أنها تعرفني جيد كما أعرفها منذ أن وعينا بهذه الدنيا.
وصدقوني بيني وبين نفسي ولست مضطرا للكذب عليكم إنني أخاف عليها كأنها أخت لي ولا أفكر نحوها بأي شيء يسبب المشاكل لها أو يضرها لذلك لم أصر على مضايقتها.
وأسئلتي لكم التي من المفترض أن أجيب عليها بنفسي.
- لماذا اخترت هذه البنت من بين الجميع فمجرد بدء علاقة بها لم تعد أي فتاة أخرى تهمني أو تشد انتباهي غيرها؟
- ما هو حكم علاقتي بها من الناحية الإسلامية وهل حرم الإسلام مثل هذه العلاقات الصادقة الخالية من الكذب والمحرمات؟
- هناك حب الإنسان لربه عز وجل ورسوله ص وحبه لوالديه وإخوته وزوجته. فهل هناك حب بين رجل وامرأة، يكون قصده الزواج وليس مجرد التسلية؟
أما بالنسبة لي في حياتي الخاصة عمري 19 عاما أدرس في الجامعة السنة الأولى.
3/11/2007
رد المستشار
نشكر لك رسالتك لأنها ستعطينا الفرصة لإعادة طرح الحب الصادق على الرغم من تكرار عرضنا له وذلك لأننا نرى أن هناك من الموضوعات ما يحتاج لإعادة العرض بين الفترة والأخرى لأهميتها وللتذكير بها... إن رسالتك نموذج لما ندعو إليه على صفحتنا من أن العاطفة الطاهرة الصادقة بين الفتى والفتاة ليست مرفوضة في ذاتها... ولكن ما يترتب عليها من إجراءات أو أفعال هو الذي يجعلها إما طريقا للصلاح أو طريقا للخطأ... فمن تعرف على فتاة من أقاربه من خلال اللقاءات العائلية وشعر بعاطفة نحو هذه الفتاة فعبر لها عن هذه العاطفة حتى تعلم بها وتعلم برغبته في الارتباط بها عندما تسنح الظروف فالحب عندنا من أجل الارتباط الشرعي فقط ولا يوجد حب لمجرد الحب... وبعدها يعود كل إلى حال سبيله فلا تليفونات ولا هدايا ولا رسائل ولا شات... بل انتظار حتى تحين الفرصة للتقدم للزواج... وحرص من الطرفين على احترام الطرف الآخر فالفتاة ترفض الهدايا والشاب لا يحاول مضايقتها أو ضررها أو إغوائها...
هذا نموذج للعاطفة الصحيحة لأنه لم يترتب عليها أي خطأ إجرائي... فالإسلام لا يقف من العاطفة الطاهرة التي تملأ القلوب موقف المناوئ ولكنه يضع الضوابط حتى تتحول هذه العاطفة إلى ارتباط شرعي في النور ينمو أمام أعين الجميع دون حياء أو خجل أو وقوع في أخطاء يورثها الخفاء والستر والتجاوز في القول والفعل...
والإسلام أيضا يسمح لما أسميناه بالزمالة الملتزمة بين الشاب والفتاة في مجال العمل والعلم منضبطة بآيات الحجاب وغض البصر وعدم الخضوع بالقول التي تناسبنا في العلاقة بين الجنسين دون حاجة لإفراط أو تفريط... فالزمالة الملتزمة أو لو تطور الأمر للعاطفة فالارتباط الشعري وغير ذلك يكون نوع من العبث الذي يكون صاحبه مسئولا عما يترتب عنه من أخطاء أو خطايا... ونرجو مراجعة حلولنا السابقة حول هذه القضية العلاقة بين الجنسين بصورة عامة، والحب الصادق بصورة خاصة.
واقرأ على مجانين:
عندما يصلح الحب يصلح السلوك!