زوجي
الرجاء مساعدتي فقد تعبت نفسي من هذا الحمل الثقيل، الرجاء التواصل معي عبر إيميلي (مشكلة خاصة بخطيبي) وجزاك الله ألف خير.
سوف أختصر خطبت وعقد قراني منذ 5 شهور، وقبل شهر ونصف لاحظت تغير تام على زوجي الذي عهدته دائماً فقد كان يتحدث ويضحك ويمرح، وأصبح مزاجه اكتئابي وتقلباته المزاجية حادة وعصبي، ويتحدث دائماً معي عن الضرب والعنف وتكسير الأشياء، وقد تفاقمت المشكلة ولاحظت عنده قضم أظافر وتوتر عصبي وقلق وقلة نوم ونرفزة.
وهو مبتدئ بعمله منذ 6 شهور، للآن أهله منفصلين، وأمه متزوجة وعلاقته قوية جداً مع أخته، أما أخوه فعلاقتهما سيئة، ويجد وقتاً للعمل والرياضة والجلوس مع أبيه والنوم والزيارات، أما أنا فلا أجد نفسي في حياته، وعندما أتحدث معه فهو يريد معرفة الجديد دائماً وأنا لا أخرج وليس عندي أي نشاط اجتماعي وبيئتي محدودة.
وكان كل شيء معي يسعده و"اتدربكت" الدنيا معه مؤخراً وأصبح إنسان أخاف منه ولا أعرفه ولا أدري ماذا أفعل، وأحياناً يتحدث عن الانتحار والموت.. فهو يائس وبائس ويجد الغد ذا حمل ثقيل وهموم، ولا يشاركني أي شيء في حياته بعد أن كان يصارحني بكل شيء...
قلل التواصل معي لدرجة أنه أصبح يتحدث معي أقل من 5 دقائق كل يوم وكأني واجب يكتبه ويخلص، ويحضر متعب من العمل وينام ثم يستيقظ ليفرغ غضبه في النادي، لم أعهده أبداً هكذا ولا أدري ماذا أفعل وكل ما أدرت التحدث يؤجله ولم يواجهني، مع العلم أني لم أؤذه قط ولو فعلت أحسست بذلك، فأنا مهذبة وذات أخلاق حسنة ومحترمة والحمد لله ولا أحب النفاق وأعرف الأصول، فالرجاء ما الحل؟؟....
ونسيت شيء هام أنه عندما أنفصل أهله كان من 10 سنوات وعاش في أمريكا بعيداً عن المشاكل وعاش بوحدة شديدة وكان معه أصدقاء ولكن لم يكن سعيد.
وعاش في وحدة وعزلة، وقوى صلته بربه هناك، وعندما عاد جلس في فراغ عن العمل وعاش طول حياته فراغ عاطفي وكان يتعرف على الفتيات، وأشعر دائماً بمكره وخداعه، وقد كان متسامح -صادق- ومنذ فترة اعترف لي بأنه يمر بمشاكل نفسية، وعلمت أنه يعاني من مشاكل مادية وعائلية وفي عمله. ولم يقل لي شيء مع أنى حاولت، قال لا أريد أن أتذكر...
فكيف أتصرف؟ وهل أكمل مشواري مع شيء قد يضربني بيوم ما ويهينني؟؟ أم ماذا أفعل؟ وهل هناك من يستطيع التواصل معه ومساعدته دون علمه؟؟ ودون أن أكون أنا من وجدت له مساعدة مرشد نفسي...
وأريد أن أقول أن أمه ليست متزنة في تصرفاتها، وقد تزوجت 3 مرات أما أبوه فقد جلس وحيدا، وهو إنسان ذو دين جيد ويعرف الله ويعرف في التقاليد والعادات. أما أخته فهي محببة للنفس ومريحة، أما أخاه فقد تزوج منذ 10 سنوات ويعيش مع زوجته حياة عصيبة لأنه غريب عن نفسه، وهي تعودت أن لا تقاوم فقد يئست منه ولها أطفال وتعيش بدور الأم والصديقة والمسئولة عن البيت عند غيابه المتكررة لظروف عمله وعند غيابه مع أصدقائه.
وأما زوجي فكان شخص عادي ويتصرف بلباقة وذوق وإحساس، والآن أصبح أناني ولا يتحدث وغير صادق -أحس المكر في كلامه وتعبيراته اللفظية، فهو يريد أن يتفرج، ودائماً يقول لي عقلي ليس معي فهو عندما يحضر جسداً بلا عقل، وأحياناً يضرب رأسه بالحائط وكان وهو 3 سنوات من عمره يعاني من الصرع وعولج ولم يعاوده، إلا أنى أحس أن معظم مشاكله النفسية بسبب عدم التوافق النفسي السوي مع أسرة سوية منذ الطفولة، وعناد وحدة وطفل عاش بغربة وسط أهل لا يهمهم إلا مصلحتهم ولا يعرفون حقوق أطفالهم فلم يتشبعوا حتى من أمهم لأنها لا تدري كيف تدير دفه عطفها، وبرغم علمها إلا أنها مشغولة والحب بالنسبة لها أنها تلبي طلباتهم فقط ولا تعرف كيف تخرج عاطفة الأمومة لهم.
جزاكم الله خير للقراءة وقولوا لي ماذا تريدون من معلومات أخرى إذا استطعت...
أو ماذا أفعل الآن ؟؟؟؟ دون أن أشعره أنني أعرف الكثير عن عائلته وشكرررررررراً جزيلاً.
4/2/2008
رد المستشار
عزيزتي "AZM" في البداية أشكر لك حسن تصرفك وإبداء الرغبة في مساعدة زوجك رغم تطاوله عليك بالضرب والإهانة والإيذاء حيناً والإهمال وعدم الاهتمام حيناً آخر لأنه ربما قد يكون قد عاش خبرة الإهمال هذه خلال علاقة أبيه بأمه وكذلك علاقته هو بأمه وهو ما أدى إلى انفصال الأم عن الأب وزواجها مرة واثنين وثلاثة نظرا لسوء تصرفها وعدم اتزانها, وربما يكون الأمر أكثر من ذلك.
وهذا شيء يعلمه الله وربما أن ذلك هو الذي تسبب في سوء الظن بكل النساء وربما قد يرى في كل سيدة نموذج الأم المستهترة التي لا تستطيع أن تعطي الأبناء الحب والعطف, لأنه يفترض في الأسرة أن تكون مؤسسة إشباعية يجد فيها الإنسان الشعور بالأمن والأمان والعطف والحنان, مما أدى بهذا الزوج إلى ترك الأسرة والسفر إلى أمريكا -عالم ثاني شعر من خلاله أن المرء لابد أن يمسك على دينه كالماسك على الجمر مما جعله يقوي علاقته بالله.
ورغم وجود الأصدقاء هناك إلا أن مشاعر الاكتئاب قد بدأت تتسرب إلى نفسه والإحساس بقرب النهاية, وهذه أمور حائلة بينه وبين عدم توافقه مع نفسه والآخرين (ممثلاً في شخصك) ويبدو أن أخوه هو الآخر سائر على الدرب مع زوجته ويعاملها بصورة عصبية سيئة كما لو كانت نموذج الأم المستهترة التي لا تعي دورها كأم, وربما تكون هي غير ذلك ولهذا لم توفق أم زوجك يا عزيزتي في حياتها مع الأب (أبو الزوج) فلا تستغربي يا عزيزتي مثل هذه التصرفات لأن تاريخ مرضى سابق في مرحلة الطفولة ربما يكون مازال هناك بقايا لهذا المرض مما يدفعه لضرب رأسه في الحائط.
فعليكِ يا عزيزتي بالصبر والدعاء له بجدية عسى أن يعوضك ربك صنيع ما فعلتِ معه, ولكن عليك بعرضه على معالج نفسي ليستطيع سبر أغواره والوقوف على طبيعة مشكلته
ولكِ أطيب تحياتي.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة "AZM" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة تحية عبد العال غير أن أتكلم قليلا من منطلق تخصصي معطيا البعد النفسي البيولوجي للحالة بعدما أفاضت د.تحية في تشريح الجانب النفسي الاجتماعي فأقول باختصار: أنه غالبا يعاني من أحد أشكال الاكتئاب الجسيم على الأقل وربما المصحوب بأعراض ذهانية وبالتالي فهو بحاجة إلى طبيب نفسي يشخص حالته ويعالجها بغض النظر عن الأسباب واقرئي على مجانين:
شيماء.. والاكتئاب الجسيم
أخي مصاب بثناقطبي وأنا أحادي القطب
عراقي مكتئب