الإقلاع عن التدخين ...هل يحتاج مساعدة طبية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الدكتور وائل والدكتور محمد المهدي؛
بعد التحية طبعا ما أوردته عن سبل مكافحة التدخين رائع جدا يا دكتور محمد ولكن أنا أعرف شخصا من مستشاري موقع مجانين بصورة شخصية وهو من المدخنين طبعا هو شخصية متدينة لأقصي حد ومحترم جدا ورائع في عمله، بصراحة حاولت أن أنصحه بترك التدخين لكني لم أجرؤ على ذلك.
لذا اقتراحي لك يا دكتور وائل أن ترسل هذا المقال (لدكتور محمد المهدي) إلى إيميل كل مستشاري مجانين، لعلنا بهذا قد نكون ساهمنا في نصيحته للإقلاع عن التدخين.
وأرجو ألا أكون قد ضايقتكم بهذا الطلب، جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم
15/04/2008
رد المستشار
"الأخت العزيزة" بعد التحية شكرا على هذه اللمحة، فكثيرا ما نقابل أشخاصا فضلاء ورائعين ولكنهم متورطون في آفة التدخين والوضع يكون أكثر حرجا وإيلاما حين يكون هؤلاء من الأطباء أو المعالجين أو المستشارين الذين يقومون بواجب الحفاظ على الصحة الجسدية والصحة النفسية والصحة الروحية لغيرهم من الناس، وبالتالي يتوقع الآخرون منهم أن يكونوا في موقع القدوة في كل شيء من حيث محافظتهم على القواعد الصحية والدينية والأخلاقية.
وفي واقع الحياة نرى أن بعض الرموز التي نحترمها ونقدرها متورطة في التدخين (أو في غيره من نقاط الضعف)، وربما يشعرون بهذه الورطة ويحاولون التغلب عليها ولكنهم غير قادرين بسبب القوة الإدمانية للتدخين أو بسبب ظروفهم الشخصية أو الاجتماعية.
وعلى من ابتلي بهذه الآفة ممن لهم صفة القيادة والريادة أو ممن يثق بهم الناس ويستشيرونهم في مشكلاتهم، عليهم أن يواجهوا نقاط ضعفهم ويعترفوا بها ويعتذروا لمن يعرفهم عنها، ويواصلون العمل على محاولة التغلب عليها والخروج من أسرها، وإذا نجحوا في ذلك فإن إرشادهم وتوجيههم للناس يكتسب مصداقية أكثر وأعمق... أما إذا استسلموا لضعفهم أو برروه أو وسعوا دائرته فإن ذلك يضع مصداقيتهم مع أنفسهم ومع غيرهم محل تساؤل وربما شك.
والتدخين بالذات مشكلة صحية ومشكلة نفسية ومشكلة اجتماعية ومشكلة اقتصادية وفوق كل هذا اجتمع غالبية علماء الدين على تحريمه ومن هنا أصبح من الصعب قبوله من الشخصيات التي تمارس دورا توجيهيا أو إصلاحيا في المجتمع، إذ كيف يتفق الإصلاح والصلاح مع كل هذا التلوث الجسدي والنفسي والروحي الذي يحدثه التدخين، وكيف تخرج الكلمات الذكية والعبارات الطاهرة من فم لوثته النفايات الخبيثة والمسرطنة والمحرمة للسيجارة؟!
أخيرا ندعو للجميع بالهداية وأن يمنحهم الله القوة للتغلب على ضعفهم، ويمنحنا القدرة لمساعدتهم والصبر عليهم وعلى ضعفنا دون أن نصمهم أو نساعد الشيطان ليستقوي عليهم.