السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذه مشاركة في مشكلة عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب والتي أجاب عليها من قبل المستشار الدكتور أحمد عبد الله عدم القدرة على الحب.
أستاذي العزيز، في البدء أشكر لك كل الجهود التي تبذلها من أجل حل مشاكلنا، وباختصار يا أستاذي الفاضل إنني منذ فترة تصل إلى ست أو سبع سنوات كنت أعيش قصة حب جميلة وكنت أيامها في الإعدادية واستمر ذلك الحب لسنتين كانتا أجمل أيام عمري ولكن سرعان ما انتهى ذلك الحلم الجميل!
وتزوجَتِ البنت التي كنت أعدها لتكون زوجة المستقبل، ووقعت تلك المحنة التي أعاني منها حتى الآن، وبعد فترة وجيزة بدأت اشعر أنني محتاج إلى حبيبة جديدة بسبب الفراغ الذي سببته حبيبتي.
وبدأت بشتى الوسائل لكي أعيش قصة حب جديدة لعلها تنسيني حبي الأول وفعلا حدث ما كنت أرجوه وعشت قصة حب ثانية ولكن بعد فترة وجيزة بدأت اشعر بالملل، وأريد أن أقيم علاقة أخرى وفعلا عشت قصة حب ثانية وثالثة ورابعة، ولكن كان شعوري أمام تلك الفتيات شعور عادي ليس مثل ذلك الشعور الذي كان ينتابني مع حبيبتي الأولى، وإلي الآن يا أستاذي الفاضل أصبحت أشعر أنني لا أستطيع أن أحب بصدق، فعندما أصل إلى ما أرجوه وأصبو إليه من الحب أحاول أن أقيم علاقة أخرى.......
وهكذا، فما أشعر به الآن هو أنني لا أستطيع أن أختار امرأة تكون هي زوجة المستقبل، فعندما أختار فتاة لتكون هي زوجة المستقبل سرعان ما ينتابني شعور بالخوف وأن هذه الفتاة ليست هي من أحلم بها وابدأ أن أتحسس عن عيوبها بالرغم من علمي أن لكل إنسان عيوب وأصبحت محتاراً في أمري ولا أدري ما أفعل وأيضا أشعر بأنني غير قادر علي تحمل مسؤولية الزواج مع أنني قادر علي ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
23/11/2003
رد المستشار
الأخ الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعتذر على تأخري في الرد عليك، وأما عن مشكلتك فرغم سطورك القليلة وعدم توضيح طبيعة علاقتك بمن تدعوهن الحبيبات؟ فهل هو شعور لديك أم أنك أقمت علاقات معهن في الواقع؟؟
ولكني مع هذا الغموض أظن أن مشكلتك ليست مشكلة من الأصل ولكن يمكن تسميتها "سوء إدراك للواقع"، فهي شكوى مكررة من كثير من الفتيات والفتيان في مثل سنك، فما تصفه في رسالتك ليس حبا بل هو في الواقع حب للحب في حد ذاته وليس لشخص ما، ففي مثل السن التي كنت فيها ست أو سبع سنوات كما جاء في إفادتك، يبدأ الميل إلى الجنس الآخر ويبدأ القلب يبحث عن من يروي له ظمأ الرغبة في أن يحب وأن يكون محبوبا، فيقع بعض الشباب في حب كل من يشعر نحوه بشي من الإعجاب بدون أدني تفكير هل هذا الشخص يناسبه فعليا؟ ما مصير هذا الحب؟ وهل هو مستعد ماديا ليظهر هذا الحب بشكل شرعي ولائق عن طريق الزواج؟ كما لا يدرك في سنه هذه أنه مع الوقت ستتغير نظرته للأمور وتنضج فما يرضيه اليوم قد لا يرضي عنه غدا...
فمثلك يا ولدي كمثل إنسان شديد الجوع يدخل بستان جميل وتشتهي عينه كل ما يرى من ثمار على الشجر فيرغب في هذه وتهفو نفسه لتلك وراح يفكر أبدا بأكل التفاح أم العنب، التمر يبدو لذيذا بمن أبدأ؟..، وأخذ يمني نفسه ونسي أنه ليس صاحب البستان ولا يملك مالاً ليشتريه أو يشتري بعضا من ثماره، وإن عليه أن يتعب ويكد ليملك مالا يشتري به بعض الثمار..
أرجو أن يكون مثالي واضحا لك فأول ما أنصحك به هو ألا تدخل البستان إلا وأنت مستعد تعرف ما تريد تحديدا ومقدرا لإمكانياتك بمعنى آخر لا تشغل ذهنك الآن بمن تحب وأي الفتيات تختار ولكن ركز تفكيرك في إعداد نفسك لتحمل مسئولية الحب وأن تكون قادرا على تحمل تبعات الزواج ماديا ونفسيا، وجعل هذه المرحلة من حياتك مرحلة الاستعداد للارتباط ومن الواضح إنك كما ذكرت في رسالتك تدرس وتعمل وهذا جيد فأحرص على شغل وقتك بكل ما هو مفيد من أنشطة اجتماعية وثقافية مختلفة،
وغض طرفك واستعن بالله ولا تدخل في علاقات حب في هذه الفترة فهي لن ترضيك أو تسعدك ولن تستمر ولن تجني منها إلا التعب لقلبك وروحك وعقلك ولا ولن تصل فيها للحب الحقيقي أبدا، وبعد فترة ستعرض عنهن جميعا وتطمح نفسك لطهر فتاة عفيفة لم تقم معها أي علاقة خارج أطار الزواج وليس لفتاة سقطت معك في بحر الحب الوهمي لأنك ببساطة ستفقد ثقتك فيها، فكما كانت معك ربما كانت مع غيرك أو هكذا ستسول لك نفسك.
أخي أخيرا أقول لك لا تتعجل الأمور وركز في إعداد نفسك لحب وسعادة حياتك كلها، واستعن بالله ولا تعجز.