تعرضت لمحاولة استغلال جنسي, ولا أزال أعاني..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعدكم بالدعاء لكم دائماً إذا ساعدتموني في حل مشاكلي التي سأختصرها لأن الحديث عنها قد لا ينتهي..!
أنا فتاة طموحة جداً وربما هذه هي مشكلتي. منذ طفولتي وأنا أتمنى دخول كليه الطب ولكن حدثت ظروف أدت إلى دخولي قسماً آخر، ومع مرور الوقت ومع تخرجي هذه السنة إلا أنني مازلت أعاني من جلد الذات بسبب ذلك لأنني كنت السبب بطريقة غير مباشرة بضياع طموحي.
غير ذلك تعرضت لمحاولة استغلال جنسي منذ فترة تقارب السنتين نجوت منها ولله الحمد ولكن المشكلة أن الجنس أصبح حاضراً في ذهني مما أثّر في نفسيتي، فبمجرد سماعي أي شي عن الجنس- ولو شيء ليس له علاقة مباشرة بالجنس- تصيبني حالة استثارة، أصبحت الآن أشعر بأنني لست كالسابق في كل شيء حتى الصلاة أضطر لإعادة الوضوء لها أكثر من مرة بسبب تلك الوساوس والأفكار التي تصيبني مما سبب لي حرجاً كثيراً..
وليس هذا فقط بل أيضاً أصبحت أخاف من تأثير ذلك على الغشاء لأنني أشعر أن تلك المنطقة تغيّرت كثيراً عن السابق؛ محاولة الاستغلال تلك أثّرت عليّ كثيراً وقلبت حياتي، فقد لاحظت أنني لا إرادياً أصبحت أقلل من قيمة نفسي واهتزت ثقتي بنفسي كثيراً فتحولت من فتاة طموحة ذات ثقة بالنفس رغم كل شيء ورغم ضياع طموحي إلى فتاة تكره نفسها وتحتقرها عشرات المرات في اليوم لأنني أصبحت أستثار ولم أكن كذلك في السابق رغم أنه ليس ذنبي. أصبحت أشغل نفسي بشغل البيت والطبخ وأذهب إلى مصففة الشعر، أصبحت أفعل أي شيء أفعل أشياء لم أهتم بها أبداً في حياتي فقط لكي أبعد نفسي ولكي أنسى، أصبحت أقرأ القرآن بشكل أفضل من السابق وبحثت في كتب علم النفس عن علاج لحالتي النفسجنسية، وقد قرأت ذات مرة أن ما أعاني منه هو نوع من أنواع القلق، ومنعت نفسي من البقاء وحيدة وها أنا أبحث جاهدة عن الوظيفة كي أؤمن مبلغاً من المال أحقق به طموحي العلمي بدخولي دورات بتخصصات لطالما كنت أحبها وأرضي نفسي وأشغل نفسي أيضاً، ولكن للأسف لم أجد..!
أريد أن أضيف فقط أننا نعاني من عزلة اجتماعية، فليس لدينا أقارب وأهلي محافظون ولا يختلطون بالناس وعدم حصولي على الوظيفة يعني عدم خروجي من البيت وعدم رؤية الناس، وقد عانيت أيضاً من مشكلة عاطفية لم تؤدي إلى أكثر من تعبي النفسي مما جعلني أتخذ قراراً نهائياً بإنهائها مع عدم العودة مطلقاً، فقد تعرفت إلى شخص كنت أعتبره صديقاً لا أكثر رغم أنه كان يحبني ولكن لم أنتبه لذلك وتركته لظروف أصابتني وهي وفاة والدي، وبعد فترة طويلة نوعاً ما التقيت به فتفاجأ برؤيتي وأخبرني أنه خطب ابنة عمه ولاحظت تمسكه الشديد بي الذي لم أجد له تفسيراً لأنه خاطب، وبعد زواجه حاول أن نستمر سوياً كأصدقاء. ظللت معه لفترة كنت أناديه أخي وأعلم أن هذه الكلمة تضايقه وبعد ذلك لم أستطع فقد أحببته من قلبي ولم أتحمّل حديثه عن زوجته رغم أنه كان يتحدث عنها بحكم أنني صديقته أو أخته، تناقضه كان يحيرني كثيراً ولكنني في النهاية تركته لأن هذا ما يجب أن يحدث فعلاقة مع رجل متزوج ليس لها أي معنى سوى العذاب، ورغم رسمية علاقتنا وأنها بمثابة صداقة وأخوة إلا أننا كنا نكتم حبنا في داخلنا.
ذات مرة أخبرني بأن ليس بيده شيء لأن زوجته ابنة عمه وأنا فهمت قصده وبدأت ألاحظ تغيّره وعدم اهتمامه بي تدريجياً، مرات كنت اشعر أنه مازال يهتم ومرات ألتمس له الأعذار فهو متزوج وتغيّرت حياته فمن الطبيعي أن يتغيّر هو ذاته، أكره نفسي لأنني مازلت أحبه وألتمس له الأعذار دائماً.
الآن، وبعد أن تركته بإرادتي لا أدري لماذا تلاشت الثقة بالنفس وأصبحت أتأتئ بالكلام ولا أعرف كيف أتكلّم أساساً، بل بدأت أشعر بأنني مملة ولا يرغب أحد بالحديث معي رغم ذكائي السابق، والآن بعد تجربتي هذه وبعد محاولة الاستغلال تحولت من إنسانة طموحة ذكية واثقة بنفسها إلى لا شيء، وما يخيفني هو تخرجي من الجامعة فبرغم أن تخصصي جيد نوعاً ما- أدب انجليزي- إلا أنني لم أعثر على وظيفة وأشعر بالرعب من فكرة بقائي بالبيت بلا عمل وتضارب الأفكار في رأسي..
أريد أن أشغل نفسي بأي شيء، أريد أن أتغيّر إلى الأفضل.. دعوت الله مراراً وتكراراً بأن ينسيني حبي وكذلك أفكار الهلوسة الجنسية، أنا أحاول أن أغيّر من نفسي دائماً. أتمنى منكم مساعدتي لأعيد الثقة لنفسي وأنسى الماضي...
أريد أن أنسى..
29/06/2008
رد المستشار
أختي العزيزة؛ السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
احترت من أين أبدأ الحديث إليك، ثم قررت أن أترك الحروف تسترسل لتقودني وإياك إلى حديث أرجو أن يكون داعما ومؤنسا لك.
وأنا أقرأ سطورك، شعرت بأنك أمامي، وبأني أريد أن أشد على يديك، وأقول لك بصدق واحترام أنت إنسانة قوية حقا..
ما القوة سوى أن يوفقنا الله إلى أن نجاهد (عثراتنا)، وهذا ما فعلته، بشغلك وقتك، وحسمك لعلاقة تستنزفك نفسيا.. تعلمين؟ أنت تحتاجين إلى أن تدركي قيمة ما تفعلينه، أنت إنسانة قوية، وجيدة، وتستحقين الاحترام، فرفقا بنفسك..
الوصول إلى الاستقرار لا يكون (بضغطة زر)، يحتاج الأمر إلى الكثير من المحاولة، والإصرار، ومع ذلك من الطبيعي جدا، أن يشعر الإنسان خلال ذلك بالإحباط، والكآبة، ومن (القوة) و(النبل) أن يترفق أولا بنفسه، خاطبيها برحمة، قولي لها كم أنت تقدرين صعوبة ما تمر به، وأنك ستساعدينها بكل ما تستطيعين، عاملي نفسك كأفضل ما تعاملين به صديقة مقربة تحبينها كثيرا.
استمري فيما تفعلينه من شغل لوقتك، وحاولي أن تكتشفي أشياء أخرى أيضا تسعدك بشكل خاص، ولو قراءة قصص أطفال مثلا، أشياء ربما تبدو غريبة لغيرك، لكنها خاصة بك أنت .
مسألة الاستثارة الجنسية، أرجو من د.وائل التعليق لو كان للطب النفسي كلام هنا.. ما أود قوله هنا فقط لا تجعلي الأمر يقودك للوسواس، ركزي في أمر واحد وهو أن تتنوع نشاطاتك، وابتعدي عن (المهيجات) إن وجدت، ومارسي حياتك بشكل طبيعي، اعزمي نفسيا على تهميش هذا الأمر.
أعتقد تماما أن جلد الذات خيار، نحن نختار أن نسامح أنفسنا، لأنها جديرة حقا بذلك، أو نختار ألا نفعل، لماذا تقسين على نفسك، أنت بشر، والبشر تقعدهم العوارض النفسية عن كثير من الأمور، ألا ترين أن أكمل الخلق قوة ورحمة وحبا لله، كان يستعيذ بالله من الهم والحزن، ما مضى قد مضى فلا تلومي نفسك على قدر قدره الله عليك، وقدر فيه أن تختاري خيارات هي الخير لك، ثقي بذلك.
عندما نحب، فإننا نظل نلتمس العذر لمن أحببنا، مهما كنا في داخلنا نعلم تجاوزه في حقنا، لكن نحن نصل في النهاية لمرحلة، نعجز فيها عن مواصلة التماس العذر فنتخذ القرارات التي تليق بنا وبكرامتنا، يقول البعض أن لا كرامة في الحب، وهذا في رأيي غير صحيح، لأن الحب الحقيقي هو الذي يحفظ لنا كرامتنا واعتزازنا بأنفسنا، وتقديرنا لها، وإن نال الطرف الآخر من ذلك منا، فهذا يعني أنه غير جدير بحبنا، هذا كلام العقل، ويستجيب له القلب عندما يتجلى له نور من حب الذات وإكرامها، لكنه يضعف أحيانا أخرى، ويلومنا على تفريطنا في حب عشناه، وعدم التماس الأعذار لمن نحب، ويدعونا إلى وصل جديد، سيزري بنا إن استأنفناه، في هذه الحال، نحتاج إلى حكمة حقيقية في التعامل مع القلب، نحن عليه، ونأخذ بيده إلى مناشط متنوعة، ونقول له بحسم وحب معا: ترو فلا تستحق أن ينالك الأذى ثانية .
صديقتي: أريد أن أقول لك، أنك تحتاجين إلى إدراك لطبيعة النفس الإنسانية، وتقلباتها، لسنا آلات حقا، تعلمين؟ فلتكن سطورك هذه إلينا مرفأ يساعدك فيه الحكي على احتضان نفسك، وعدم لومها على تجارب عاشتها، وتعلمت من آلامها، وأضافت إليها كما أخذت منها، وهذه هي الحياة..
بالنسبة للعمل، سيأتي، بحوله تعالى، عليك بقيام الليل، إن ركعتين قبل الفجر، لهما أثرهما، بكرمه تعالى، ما رأيك أن تعملي إعلانا في (الوسيلة) مثلا، قومي بالتدريس في المنزل إلى أن تجدي وظيفة مناسبة، أمر آخر، النت مجال جيد لتطوير لغتك، فلا تهملي ذلك..
بانتظارك يا صديقتي ليس فقط لتطمئنينا عنك، ولكن أيضا لعلنا نكون مرفأ يستقبلك بحب كلما أردت ذلك.
* ويضيف د.وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لديّ إضافةٌ بعد ما تفضلت به مجيبتك الرائعة أ.صفية الجفري غير أن أعلق على ما يعنيه قولك: (الجنس أصبح حاضراً في ذهني مما أثّر في نفسيتي، فبمجرد سماعي أي شي عن الجنس- ولو شيء ليس له علاقة مباشرة بالجنس- تصيبني حالة استثارة،) فهذا إلى حد كبير طبيعي سواء لسببين الأول هو المرحلة العمرية التي تعيشين مع الحرمان من الحق الطبيعي في أن يكون لك رفيق وهذه مشكلة مجتمع وليست مشكلتك وحدك، والثاني كذلك طبيعي أن يحدث ذلك وأن يكون أشد حدة بعد التعرض لمحاولات التحرش الجنسي، وأما قولك (أصبحت الآن أشعر بأنني لست كالسابق في كل شيء حتى الصلاة أضطر لإعادة الوضوء لها أكثر من مرة بسبب تلك الوساوس والأفكار التي تصيبني مما سبب لي حرجاً كثيراً) فهذه العبارة نحتاج إلى تفاصيل أكثر عنها لأنني شخصيا أشم رائحة الوسوسة المذمومة شرعا وحتى تصلنا متابعتك أنصحك بقراءة:
بعد التحرش : هل حب الجنس مرض؟
وسواس الطهارة عند المسلمين مشاركة
وسواس القولون عند المسلمين م
ويتبع ...................: بعد التحرش: هلوسة جنسية أم وسوسة؟ م