صديقاتي سبب مأساتي..!
السلام عليكم؛ أشكرك القائمين على الموقع....
مشكلتي زميلاتي وهن متزوجات ودائما يلمحن بنية حسنة إلى الزواج والجنس ويتصنعن الحرج بسب صحبتي لهن كما أن منهن من تتحدث باستمرار عن العنوسة والإنجاب المتأخر وأنا أجاريهن حتى لا أشعر بالعزلة وأحيانا يلمحن لي أنه لا يجوز أن أتحدث في ذلك لكوني آنسة وهن على العموم على خير.
مشكلتي أنني عندما أعود أتذكر كل كلمة وأبكي وأدعو الله أن يعجل بالفرج.....
أرجوك لا تذكريني بالشهادات والمكانة العلمية فأنا مقتنعة أنها تأتي في المرتبة التالية دائما.
19/6/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
عزيزتي: لقد عبرت بتعبير دقيق، وهو "زميلاتي"، لم تعبري بلفظ "الصداقة"، إذن، فالتحفظ مع مثل هؤلاء خير من مخالطة تنقص من رصيد تقديرك لذاتك، واعتزازك بما لديك من نعم، وتذكري أن الآخرين يعاملونك بالطريقة التي تسمحين لهم بها، واجعلي غناك بعد الله بنجاحاتك على الصعيد الشخصي والعائلي والتواصلي مع صديقات تستقر نفسك معهن.
الشهادات والمكانة العلمية احتياج نفسي، كما هو الحاجة إلى السكن بصحبة زوج يفهمك ويحبك، لا أوافقك أن الأمر على إطلاقه من حيث كون الشهادات في المرتبة الثانية، نعم هي قد تكون كذلك إذا كان الأمر مقابل الحفاظ على زوج يستحق أن تبذلي لأجله، وأبناء تتحملين مسؤولياتهم، أما ما سوى ذلك، وفي مثل ظرفك، يصبح الحديث عن أولوية الزواج، مكانه حيث تقدم الشخص الذي يناسبك، أما قبل ذلك، فمن الطبيعي أن تعترفي لنفسك بحاجتك إلى السكن....
وأقول السكن وليس الاستقرار، لأن الاستقرار روافده كثيرة، والسكن مع زوج محب هو أحد هذه الروافد، لديك روافد العلاقات العائلية الجيدة، والصداقة الإيجابية، والقراءة المتنوعة، والسماع موسيقى أو أناشيد، وحضور الندوات، أو الحفلات، أو الخروج للتنزه، أو متابعة المستجدات الثقافية، أو العمل المنزلي، أو الأعمال التطوعية، كل هذه روافد للاستقرار، الزواج أحدها وليس جميعها، نعم الاحتياج إلى الزواج قد يضغط بشكل دائم، حاجة للأنس الخاص، والسكن الخاص، لكن تفعيل الروافد الأخرى، يقلل كثيرا من ضغط الإحساس بالوحدة؛
إذن العلاج فيما أرى هنا هو الاعتراف بهذا الاحتياج النفسي، بشكل واع، لا يسمح له بأن يستغرق وقتك، أو يعطل روافد استقرارك الأخرى، وبعض الألم يجعلنا أكثر إنسانية، وأكثر استشعارا للانكسار بين يدي الله عز وجل، ولا تيأسي، فالدعاء، لا تنقضي فوائده في الدارين، وانظري فيمن حولك، ستجدين من تزوجت في عمر متقدم، زواجا أكثر ودا وألفة من كثير من الزيجات العشرينية، وستجدين من لم تتزوج لكنها أثرت حياتها وحياة من حولها، استعيني بالله، ولا تعجزي، ولا تتركي قيام الليل ليصلح الله لك حالك، ويستجيب دعواتك، ويوفقك لصداقات حقيقية، وزوج يقدرك ويحبك. والله يكرمك بما تحبين في رضاه، و"طمنيني" عليك.
ويتبع>>>>>: صديقاتي سبب مأساتي: ما جدوى شهاداتي؟ مشاركة