العاشقة الخائفة من الله..!
السلام عليكم..
شكراً على هذا الموقع الرائع..
أنا بنت عمري 15 سنة وأحب "ولداً" منذ 3 سنوات تقريباً لكني لم أعترف له بذلك خوفاً من الله تعالى، كما أشعر أنه لا يبادلني نفس الشعور. علماً بأني لم أكلّمه يوماً لكني رغم ذلك أحبه.
وفي يوم رأيت في المنام شخصاً قريباً مني قد توفي وأكد لي أني سأتزوج هذا الولد, ودينياً يعتبر كلام الموتى في المنام حق، مما جعلني أخاف أن أحب غيره! ما يقلقني أنه دائماً بالمقاهي ويدخن، وقد شاءت الصدف أن أحببت شخصاً آخر وهو يحبني أيضاً، لكن دائماً لا أعترف بذلك..
أنا قلقة لأني ما زلت أشعر بالحب تجاه حبي الأول. وأكثر من ذلك كلمات ذلك الحلم دائماً أمامي وأنا مرتبكة ولا أعرف من منهم أحب؟! أنا أدرس هذه السنة في نفس المعهد مع الذي أحببته منذ 3 سنوات ولا أعرف كيف أنظر إليه حتى..
أرجو مساعدتكم..
شكراً...
24/08/2008
رد المستشار
عزيزتي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
أولا: كل عام وأنت بخير وسكينة وسعادة، نحن في رمضان الآن، أيام مباركة، تجعلنا أكثر قدرة على اكتشاف جوانب القوة فينا، فالتزامنا (الخاص) أثناء نهار رمضان، بطقوس وأخلاقيات الصوم يجعلنا نلمس بدليل نعيشه قوتنا على التعامل مع رغباتنا الحسية والمعنوية، هذا المعنى سمعته من الشيخ علي جمعة في برنامج يسألونك في قناة الرسالة، وقد لمسني جدا، وأحببت أن أنقله لك هنا، لأقول لك إن هذا الشهر فرصة مهمة لتعزيز الجوانب الإيجابية في تعاطينا مع ظروف حياتنا المختلفة، هذا بالنسبة لك سيكون أكثر سهولة من غيرك ممن يمرون بنفس تجربتك..
تعلمين لماذا، لديك رقابة داخلية تساعدك على اتخاذ قرارات صائبة، وتمنعك من الدخول في علاقات قد توقعك فيما يكدر طهارة نفسك فاحمدي الله على ذلك، لا سيما أن عمرك صغير، أنت صغيرة على الحب حقا، ليس فقط لأن الظروف المادية والاجتماعية لا تناسب الارتباط، ومن ثم الدخول في علاقة طويلة الأمد أمر غير محمود العواقب، لكن أيضا لأنك في عمر لم تنضج فيه أفكارك، واختياراتك، وهي قابلة للتبدل بين عشية وضحاها، ليس لديك، كما أنه ليس لدى الفتى من نفس عمرك أو يقاربه هذا النضج الذي حدثتك عنه، والتقلبات التي هي طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين بها، ستجعل أية علاقة، غير دائمة، وغير مكتملة..
رفقا بقلبك الغض يا عزيزتي، ولا تجعلي التفكير في هذه الأمور يستنزف مشاعرك ووقتك، أنت في مرحلة تكوين مهمة، لا تجعلي هذه الشواغل تعطلها، أنا لا أنكر عليك مشاعرك، لكن أطلب منك أن تدركي طبيعة ما تمرين به، هذا سيساعدك على وضعه في حجمه الطبيعي، وعليك بالدعاء بأن يهبك الله السداد والحماية، وأن يرزقك الزوج الذي ترتضينه ويرتضيك في الوقت المناسب لذلك..
أما عن الرؤيا التي ذكرتها، فرغم ما يتداول من أن كلام الموتى حق، إلا أن هذا ليس في جميع الحالات، بمعنى أن رؤياك قد تكون ملتبسة بحديث النفس، فيختلط الحق فيها بالباطل، هذا الكلام نبه عليه بعض العلماء..
"خلي بالك من نفسك" يا عزيزتي، واحفظي قلبك، وبصرك، وتواصلك، ليحفظك الله في أمورك كلها، هذا أمر يحتاج إلى مجاهدة، وصبر، ومصابرة، وأسأله تعالى أن يكرمنا جميعا بها....وتابعينا بأخبارك....لنطمئن عليك..