الحيرة
أنا أبلغ من العمر 17 عاماً، كلّما تقدّم لي شاب أشعر بحالة انقباض، أو بمعنى أصح كلّما اقترب موعد الزفاف أشعر بضيق في الصدر وأبدأ بالتراجع! وهذه الحالة تكررت معي أكثر من مرّة.
في آخر مرة تقدّم لي شاب مناسب جداً وكل من حولي يقرّون بذلك إلا أنا، أجد ميلاً غريباً جداً لمن هم أكبر سناً! فمثلاً رجل عمره 38 عاماً ولديه 3 أولاد ومنفصل عن زوجته، أجد نفسي أميل إليه وعندي رغبة أن أعيش معه، وهو الآن متقدم لي رسمياً ويطلب الرّد في أقرب فرصة، مع العلم أنّه مطلق لزوجته الأولى 3 مرات وتزوج بعدها زوجتين أخرتين.
فبم تنصحونني؟
أرجو الرد في اقرب فرصة.
7/9/2008
رد المستشار
غاليتي،
مرحباً بك، وأتمنى أن نكون خير ناصحين لك، وأن توازني الاختيار والرأي، فالأمر لا يحتاج سوى تعديلاً في أفكارك ووجهة نظرك في الزواج بمن هم مقاربين لك سناَ.
أنت تشعرين بضيق الصدر عندما يتقدم لك عريس يتناسب مع عمرك، وهذا الأمر يثير حيرتي! بالرغم من أنك مازلت صغيرة ولا تقدرين على حسن اختيار شريك الحياة، ولكن أعتقد أن هذا الضيق الذي تشعرين به ناتج عن تجاربك السابقة والتسرع في الاختيار والموافقة.
أنت في سن يغلب فيها التقلّب العاطفي والمزاجي ولا تمتلكين الخبرة الكافية والتفكير والوجدان الناضجين اللذين يساعدانك على هذا الاختيار. وإن كان لأهلك رأيٌ في الاختيار والتشجيع فهذا يحترم، ولكن يجب أن يكون لك حظاً من الاختيار وقدرة على حسم تلك الأمور.
وحتى لو كان المجال مفتوحاً لك لتختاري فليس الآن في هذا السن حتى لا يتكرر الخطأ عدة مرات إن التعدد أمر ليس هين، فتجربة الارتباط والفشل ثم الارتباط ليست سهلة وتترك أثراً سلبياً على النفس يرتبط سلبياً بالزواج بشكل عام، وهذا التذبذب هو الذي دفعك إلى التفكير بمن هو أكبر منك، معتقدة أن العقل والرجاحة في هذا الاختيار، وأنك بالفعل تحتاجين إلى هذا الرجل في حياتك لتشعري بالأمان.
لا أعلم ما هو دور والدك في حياتك؟ أظن أن هناك خللاً ما، أو ربما تفتقدين هذا الدور وتريدين التعويض عنه من خلال حبك لمن هو أكبر منك بعشرين عاماً.
غاليتي،
نصيحتي لك أنك ما زلت صغيرة فلا تتعجلي الارتباط الآن لأنك لا تستطيعين اتخاذ قراراً مصيرياً كهذا في هذه المرحلة، ففارق العمر بينكما كبير ولا يتلاءم معك ومع احتياجاتك ورغباتك، فأنت تذكرينني بفيلم ماجدة الصباحي عندما تزوجت زكي رستم الرجل الكبير (عمو عزيز) وسعدت بالطرحه والفستان والزواج و... إلخ ونسيت أن شبابها قد ذهب في ظل هذه الأطلال، فانتبهي صغيرتي ولا تخافي الزواج ممن يناسب سنك، فما زال الوقت أمامك للاختيار الأفضل والملائم، واهتمي بمستقبلك وصناعة ذاتك حتى تنالي ما تستحقين، ولا تتزوجي رجلاً مطلقاً ولديه أطفال فما أكثر مشاكله..
أنت بنت صغيرة ولا زال العمر أمامك فلا تضيّعي نفسك مع اختيار سيء... أعقلي الأمور ووازني واعتدلي في الرأي، واستخيري الله فهو خير معين.
والله الموفّق,