الجمال
أنا فتاة أعيش في بيت مستقر اجتماعياً، ولله الحمد. مشكلتي الوحيدة ظهرت فجأة... ثقتي بدأت تقلّ ولا أبالغ لو أقول أني فقدتها كلّياً لأسباب عدة؛ الشخص الذي كان يريدني أهله رفضوني بسبب الجمال،
نوعاً ما تأثرت قليلاً، كانت الرعشة غير واضحة، بعض الأشخاص فقط يحسون بها ويخبرونني أمام الجميع بقولهم: لم الرعشة؟؟
مع الأيام زادت لأبعد الحدود لدرجة أن الكل يناظر باستغراب، والبعض بسخرية.
هذي المشكلة جعلتني أكره الاجتماعات والمدرسة والأماكن المليئة، أريد حلاً يخلّصني من هذا الكابوس؟؟؟؟؟؟؟؟.
الرجاء عدم إهمال رسالتي.
02/10/2008
رد المستشار
صديقتي العزيزة، أهلا ومرحبا بك وشكرا لثقتك في الموقع والقائمين عليه....
لك كل الحق في كل هذه المشاعر واللخبطة والقلق بعد تجربة قاسية وصعبة.... وواضح من كلامك أن من رفضوك يفتقدون للذوق فلم يراعوا أن يكون هذا الرفض بدون جرح لمشاعرك وأطلقوا كلمات ومبررات للرفض مؤذية.... لذلك أتفهم مشاعرك تماما وأقدرها.
تعلمت من صديق عزيز جدا أن علينا أن ننصت ونلاحظ جيدا وننتظر رسائل الله لنا خلال رحلتنا اليومية..... فربما مررنا بأزمة ما لا نعرف لماذا تحدث لنا نحن بالذات ولكن لو تأملنا جيدا ما يحدث لنا سنجد أن رسائل قوية جدا تأتينا من الله ولكن للأسف نختار ألا ننتبه لها كثيرا.... وأنا أسألك يا صديقتي هل من الممكن أن تكون هناك رسالة خفية من الله وسط كل هذا الألم؟؟؟
ربما تحتاجين لمراجعة نقاط معينة في شخصيتك.... هذه النقاط جعلت من السهل على بضع كلمات أن تؤذيك وأن تترك أثرا فيك لحد الرعشة..... ربما تحتاجين لرؤية أوسع لحياتك....
للأسف تخلو رسالتك من تفاصيل ولكن ما أعرفه جيدا أن فتاة مثلك ما زالت في بداية حياتها يجب أن تعيش حياة مليئة ومفيدة لها وللآخرين...
في حال استمرت الرعشة تحتاجين عندها لمراجعة طبيب نفسي وربما أفادت بعض العقاقير البسيطة والعلاج النفسي الفردي والجماعي.
أتمنى أن توافينا بالتطورات وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
أزمة حواء العربية... ومقاييس الجمال
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟ مشاركة
أحب.. ولا أملك الجمال
ويتبع........: رفضوني بسبب الجمال: أريد حلاً مشاركة
التعليق: أهلا بك أختي لوليتا
قد أحسنت لمّا لجأت للموقع
كنتِ فتاة تعيشين حياة لوحدك دون حاجة لتقييم "عائلة أو خطيب" ثم فجأة صُدمتِ باختلاف نظرة الخطيب لك. تفاعل لم يخطر على بالك يوما، ومشاعر رفض لم تألفيها. وأتساءل معك هنا، هل رأي ذاك الخطيب وأهله يمثّل الحقيقة المطلقة ؟ يمثل الميزان الكوني في الحكم على شكلك ؟ طبعا لا... فلماذا نضع كأنه وحي منزّل !؟
أقول لك بعضا مما وصل بك لهذا، هو غياب ثقافة واعية واقعية عن الارتباط والزواج، وتصورات الجنس الآخر التي تكون البنت خصوصا في منأى عنها بعيدة عن الضغوط الحقيقة والتحديات الواقعية مكتفية تارة بالخيالات، أو التصورات الاجتماعية الخاطئة، وتارة بالمسلسلات ونماذج الحبّ فيها، والتي لا يجدُ النّمط العادي من الناس فيها أنفسهم. فتدخل الفتاة فجأة إلى تفاعلات وتدافعات وتحدّيات لا يتحمّلها قلبها ولا عقلها ولم تنشأ شخصيّتها على حُسن التعامل معها... فتكون الضربة من حيث لا تحتَسِب...
بعيدا عن الموعظة وإن لم يكُن القصد ذلك، في هذه الدنيا خلق الله تعالى الناس بأذواق وتصورات مختلفة جدا، وهذا من رحمة الله علينا، لكي يجد كلٌّ موطئ قدم في هذه الأرض، وكما أنّك (ربّما) لا تستوعبين ائتلاف بعض الأزواج رغم تكسيرهم للنمط "المعتاد" أو الصورة المنتشرة، فلا يجب أن يفوتك استيعاب أنّ خطيبك ليس هو "الرجال" كلهم ولا يعكس "ذوق الرجال" كلّهم، وبغضّ النّظر عن الضرر الذي ألحقوا بك بكلمة واحدة، يجب أن تكوني قويّة وتستفيدي من الحادثة بشكل إيجابي يزيد نضجك وشمولية الرؤية عندك، وإلا كانت نقطة سوداء في حياتك ستؤثّر على ما تبقّى منها... فاختاري بحزم، وارفعي راية الاحترام والتقدير لنفسك من جديد، فما يُنكّسها إلا أنت ولا أحد غيرُك. وربما كانت فرصة جيدة لتحطيم أصنام لطالما انتصبت في أذهاننا عن الحبّ والخطوبة، وأنّ الرجل العربي هو الكون كله والعالم كلّه لمن سيخطبها من بيتها فيكون حياتها أو مماتها !
خالطي الناس واجتمعي بهم، اعتني بمظهرك كما دون تجاوز الحدّ، فلا أحد يحقّ له "التوقيع" على قابليّتك للعيش على أساس مستوى جمالك! واعلمي أن الناس لا يعرفون ما وقع لك، وحتى إن عرفوا كلّهم فلن يكون لهم نفس رأي ذاك الخطيب، وإيّاك ثم إيّاك أنت تبحثي في تلك المجالس والنشاطات عن تقييم مستمرّ لجمالك حتى لا تقعي صريعة للوسواس واستجداء القبول، وستُلاحظين بعدها أن الناس يتعاملون معك ولا يُهمّهم شكلك كما يهمّك.
مع شيء من عقلنة الحادثة وشيء من بناء الثقة وشيء من المنطق في قبول فكرة أنّ هناك من يرفضني وهذا طبيعي ولا أحد مقبول جملة وتفصيلا عند كل البشر، وبشيء من الوقت ستمرّ هذه الحادثة الطبيعية جدا في نظري، وإن كانت جديدة وثقيلة على نفسك ولا أستصغرها.
عافاك الله وقواك، وخذي بزمام الأمور تحيّتي