المسار المعتاد للوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي كالآتي:
كنت أعاني في صغري- في فترات متفاوتة- من مرض الوسواس القهري؛ فأذكر البداية أني بدأت أشك في صلاتي من حيث خروج الريح، ثم بعدها أصبحت أوسوس في ألفاظ الصلاة، والحمد لله ذهب كل هذا (دون طبيب). منذ حوالي سنتين عدت إلى الوسواس مرة أخرى ولكن هذه المرة عن طريق الخوف من أن جنّيّ يمسني وأنه يسيطر عليّ! استمرت حوالي 4 - 5 شهور حتى شفيت تلقائياً والحمد لله.
الآن ومنذ الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي عادت إلي الوساوس، وهذه المرة أن هناك من يتحرش بي في المدرسة وأن هذا لواط، ثم تطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى تذكرت أني وأخي كنا ننام في صغرنا معاً ونمارس دور الرجل والزوجة على السرير- هذا صحيح حيث كنا نستمتع- ولكننا لم نكن نعرف شيئاً عن اللواط بالرغم من أننا كنا نعرف أن في الأمر عيب ما.
ثم تطورت الأفكار حتى تذكرت أني جعلت عضوي يلامس مؤخرة فتاة ما، وعشت في صراع رهيب من أجل نفي تهمة الزنا، وتعللت بأن هذا تحرشاً جنسياً فقط. وبعدها تطور الأمر ليمتد إلى كل شيء! فصرت أشك في أي لمسة لأي شخص، سواء أنا من يلمس أو يلمسني أحد، حتى أنني صرت أشك في أن أبي يقوم بتقبيل أخي الأصغر على سبيل الشذوذ.
والآن بدأت تقل هذه الأفكار، ولكن عادت مكانها أفكار الصلاة؛ فصرت أشك في خروج ريح، وأشك في خروج البول والمذي. حتى وصل الأمر إلى وسواس الحسد، فباتت كلمة ما شاء الله لا تغادر لساني، كل شيء تقريباً حتى الصفات المذمومة أحولها إلى صفات جميلة وأحسدها، وأي شعور بالفخر أحسبه إعجاب وحسد، حتى بدأت أشعر بالصداع من هذا الأمر.
أرجوكم أريحوني من هذا، هل من أساليب تخفف هذا الألم؟ وهل أستطيع التخلص منه تلقائياً؟ حيث لا أستطيع الذهاب للدكتور لأسباب أسرية، هل من علاج غير كيميائي للشفاء من هذا اللعين؟ وهل تكرار نوبات الوساوس هو دليل أن في الأمر جينات وراثية؟ وشكراً لكم وآسف على الإطالة، إنما هذا من باب شرح المشكلة والأعراض حتى أنال بإذن الله العلاج الفعال والمريح.
أنتظر ردكم المفصل
والسلام عليكم ورحمة الله.
21/12/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخ الكريم أحمد، مرحباً برسالتك، وما أسعدنا بتواصلك معنا.
بداية، وقبل الدخول في تفاصيل الرسالة للرد على ما جاء فيها يحسن إيضاح أن اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المنتشرة بالبيئة العربية والتي يستطيع المعالج النفسي المدرب والخبير أن يتعامل معها بكفاءة حتى يتحسن صاحبها تماماً ويتوافق نفسياً واجتماعياً، ومن ثم فلا داعي للقلق، وخاصة أنك نجحت في التعامل سلفاً وبنجاح مع بعض هذه الأعراض حتى زالت.
من أفضل وأنجح العلاجات النفسية للوساوس والأفعال القهرية هو العلاج السلوكي والعلاج المعرفي، وموقع مجانين من المواقع الثرية ببرامج علاج الوسواس القهري، ويستحق أن ينال شرف الموقع العربي والإسلامي الأول في هذا الميدان، وفي إتاحة خطوات عملية وبرامج محددة للتغلب على اضطراب الوسواس القهري، وخاصة أن غالبية الأعراض التي جاءت بالرسالة قد سبق الرد عنها تفصيلياً ومتاحة عبر الردود على استشارات هذا الموقع، وننصح بضرورة مراجعة معالج نفسي متخصص بعلاج اضطراب الوسواس القهري، وفيما يلي بعض التعليمات التي تساعدك بعض الشيء:
مقاومة الأفكار الوسواسية عن طريق التدريب على فنية وقف الأفكار، وفنية الحوار الذاتي وفنية الحوار السقراطي، وفنية صرف الانتباه. ثم عن طريق الدعاء إلى الله، تغيير المكان الذي أنت فيه، تغيير الحالة الجسمية بمعنى إذا كنت واقفاً يجب عليك أن تمشي، وإذا كنت جالساً قم من فراشك وتمشى قليلاً. عمل جلسات استرخاء، ويستحسن أن تستلقي على أريكة لمدة عشر دقائق وتتخيل أمامك الدنيا شاشة، ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حيث أنه إذا تعادل المجهود العضلي مع المجهود العقلي يخفف حدة القلق، حاول أن تستنشق نفساً عميقة تكتمه وبعد ذلك أخرجه ببطيء.
كل هذه التمارين إن شاء الله ستساعد، ولكن استمر بتنفيذها بوقت منتظم.
الأمر يستحق البحث عن خصائص مرحلة المراهقة وفهمها لزيادة الاستبصار بالعمر الزمني وارتباطه بطريقة التعامل مع أعراض الوسواس القهري، ولم يعد من نافلة القول أن الوسواس القهري اضطراب يمكن السيطرة عليه والتغلب على أعراضه والعيش بتوافق وسعادة، وهذا ما نراه في صاحب الرسالة الذي يحاول ويستمر حتى ينجح، ودوماُ لا يستسلم بل يشعر بقدرته على التعامل ومواجهة ما يمر به.
بالتوفيق والنجاح الدائم.
واقرأ على مجانين:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري(7)
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4