السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد وجدت هذا الموقع وسعدت كثيراً أن أجد أحداً يتفهم مشكلتي ويتجاوب معي دون حرج لأني لا أستطيع البوح بما بداخلي لأي أحد ولا حتى أكثر الناس المقربين لدي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاماً لم أتزوج إلى الآن، عندما كنت صغيرة كنت أحب اللعب مع زميلاتي ألعاباً غريبة بها قهر وإهانة، مثل أن أخطف إحداهن وأحبسها، ولا أقدم لها الطعام بل أتعمد أن آكل أمامها ولا أعطيها الطعام. هذه كانت أفكار لألعاب كنا نلعبها سوياً ولم أكن أعلم لماذا أحب أن ألعب هذه الألعاب!. عندما كبرت ودخلت الجامعة لم أكن أعلم شيئاً عن الجنس وما يفعله الأشخاص أثناء الممارسة، وكنت أجد زميلاتي يتكلمن عنه ولكن لا يثيرني لكني كنت أتأثر عندما أرى مشهد اغتصاب أو عندما أجد رجلاً يسيطر على امرأة، ولم أكن أفهم لم أنا هكذا؟!
وعندما كنت أمارس العادة كنت أتخيل أن رجلاً يضربني ويجبرني على الممارسة، وفي إحدى المرات علمت أثناء محاضرة لدكتور علم النفس أن هناك أشخاصاً يتلذذون بالألم وهم المازوخيون، وعلمت وقتها أنني أعاني من مشكلة ما. وعلى النقيض، أحب أن أشاهد الأفلام الرومانسية التي فيها حنان وحب من البطل للبطلة، ولكن البطل يكون قوياً ويغار على البطلة ويوبخها إذا حدث منها شيء لا يعجبه، ولكن أنجذب أيضاً للرومانسية ولكن التي تقترن بالعنف. آسفة لأني أطلت عليكم الكلام، لكن مشكلتي الحقيقية هي أني لا أستطيع الارتباط بأي رجل عادي لأني أرى فيهم أنهم عاديون مثل أي أحد، وأي شخص يتقدم لخطبتي أكرهه لأنني لا أشعر أنه شخص قوي جسمانياً، أو شخصيته تكون ضعيفة، وطبعاًَ لا أستطيع أن أبوح بهذا الأمر لأسرتي لأنه أمر خاص جداً وأهلي لا يتقبلون رفضي للمتقدمين ولا يفهمون ما أعانيه، وأنا لا استطيع أن أتزوج رجلاً عادياً وأشعر بالتعاسة بعد ذلك.
أنا أحب الرجل العنيف القوي الشخصية والجسد، وأشعر بلذة عندما يرفع رجل صوته عليّ أو يشعرني أني ضعيفة، وأحب أن أشعر بالخوف منه، أحب قوة الرجل إلى أقصى الحدود. ماذا أفعل؟ وكيف أجد هذا الرج؟ وقد أصبح هذا الأمر مسيطراً على تفكيري؛ أن أجد رجلاً قوياً يعاملني معاملة قوية ويضربني في المستقبل ويمارس معي بقوة وعنف، هل أنا مريضة جداً أم أني طبيعية، أم ماذا؟ أنا حائرة وأعاني من هذا الأمر ولا أستطيع أن أبوح بهذه الخصوصية لأحد من أفراد أسرتي، حتى أمي لا أستطيع أن أصارحها بهذا الأمر الخاص جداً، ولا أحد يعلم معاناتي، أصبحت أبحث في الانترنت على المواقع التي تعرض هذه الأشياء لإرضاء غريزتي التي لم أجدها إلا في الانترنت، وهذا شيء يضايقني ويؤرقني، لكني غير متزوجة وأصبحت الشهوة تطاردني ولم أجد ما أفكر فيه إلا في هذه المواقع.
أعينوني، ماذا أفعل؟
أرجو الرد على مشكلتي.
04/01/2009 ر
رد المستشار
أختي الفاضلة،
شكراً لك على كلماتك الطيبة بشأن الموقع وعلى ثقتك بالمشرفين عليه.
تندرج هذه الأعراض التي ذكرتها في رسالتك ضمن "الاضطرابات الجنسية" حسب التصنيف العالمي للأمراض النفسية، وهي من صنف "اضطرابات التفضيل الجنسي" من نوع " المازوشية الجنسية"، وتعرّف علميّاً على أنها ممارسة الجنس مع الحاجة الملحّة والأساسيّة إلى الإساءة الجسدية أو الإساءة النفسيّة للوصول إلى المتعة واللذّة والنشوة الجنسية. وتشمل الإساءة الجسدية والعنف والألم الجسدي: الضرب والصفع وتقييد وربط الأطراف وتكميم الفم... كما تتضمن الإساءة النفسية والعنف والألم النفسي: الإهانة والتحقير والشتم والسبّ...
من المشجع أختي الفاضلة أن لديك بداية استبصار بالمشكلة وإدراك لحاجتك للمساعدة الطبية والنفسية، حيث ذكرت في بداية رسالتك "وعلمت وقتها أنّني أعاني من مشكلة" ولذلك طلبتِ المساعدة من مستشاري هذا الموقع "هل أنا مريضة جدّا؟" فالحلّ كما تعلمين في هذه المرحلة ليس في إيجاد "الرجل المناسب لك" بل في إيجاد العلاج المناسب لك.
ولذلك نشير عليك بإجراء التقييم النفسي اللاّزم لك لدى أهل الاختصاص لرسم الخطة العلاجية المناسبة لك، وتحديد أهداف العلاج، وإبرام العقد العلاجي بناءً على ذلك. وتشتمل وسائل العلاج على "برنامج إزالة الحساسيّة" مع إمكانية التوجّه التحليلي النفسي ثم برنامج "منع الانتكاسة". وهو ما سيساعدك على اختيار شريكك المناسب.
أمّا عن نتائج الخطة العلاجية فهي إمكانية السيطرة على الوضع واكتساب سلوكيات جنسيّة معتدلة ومتوازنة ومقبولة اجتماعيّاً والحفاظ على ذلك عن طريق متابعة "برامج الوقاية من الانتكاسة".
واقرئي على مجانين:
هل انا طبيعيه؟ أم مازوخية؟
أنا مازوخية وزوجي حنون
حب الألم واستعذابه مازوخية م1