كيف يمكنني التحدث أمام الجمهور!!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدي الكريم كيف يمكنني أن أتحدث أمام الجمهور ويكون هناك توافقاً بين الأفكار والكلمات، فالأولى أسرع من الثانية، أي بمعنى أنه لا أجد الألفاظ بسرعة التي أعبر بها عن الأفكار المتزاحمة في ذهني!. بعكس الكتابة التي تمنحك الوقت الكافي حتى تعبر عما تريد قوله بالألفاظ المناسبة. كما أن التعبير الكتابي يعطيك فرصة التصحيح والإبدال والتغيير بينما التعبير الشفهي لا يمنحك هذه الفرص، فأحياناً حينما ألقي الكلمة أجدها غير مناسبة فأعمد إلى تغييرها وأعيد صياغة الأسلوب من جديد، فأصمت لأعاود مرة أخرى التعبير من جديد فيحدث بذلك نوع من الارتباك.
كيف سيدي الكريم، يمكنني أن أتحدث بطلاقة وسلاسة وسرعة حتى من دون تحضير مسبق؟ مثلما يجيب المفوهون عن أسئلة مفاجئة بل وغريبة أحياناً لا تخطر على بال أحد، وعلى الرغم من ذلك يجيبون عليها بكل سلاسة بل وسرعة. هل يأتي ذلك بالتدريب؟ وهل عدم تعودنا على التحدث بالفصحى إلا في مقاعد الدراسة وقاعات الجامعة بخلاف اللهجة سبب في عدم التحكم فيها؟ كيف يمكنني أن أتحدث أمام الجمهور بالفصحى من دون تحضير؟.
جزاك الله عنا كل خير،
ووفقك إلى كل خير.
04/01/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم "محمد"؛
مرحباً بك دوماً معنا، بادئ ذي بدء أثني على رسالتك المتميزة لغة وسياقاً وحسن اختيار للألفاظ وترتيب للأفكار بما يدل على شخصية فريدة تسعى للكمال. ومن ثم فإن ما تشتكي منه مما قد يطلق عليه القلق الاجتماعي أو الخوف من مواجهة الجمهور، سوف نأخذه على محمل من يسعى لتنمية مهاراته ويحسن قدراته ويوجه طاقاته سعياً نحو الأفضل. برغم الشكوى أن الحديث المباشر والارتجال قد يكون أصعب من الكتابة من حيث اختيار الألفاظ وترتيب الأفكار، إلا أن جودة رسالتك تنبئ عن كون ذلك نابع من شخصية ترجو الرشد والتميز وبخاصة أنك لم تتزوج حتى حينه ولم تخبرنا عن الزمن الذي كتبت فيه رسالتك: كم استغرقت فيها من وقت للكتابة؟.
على أية حال، فما تطلبه يسهل التدريب عليه بفنّيذات التدريب التوكيدي وتنمية مهارات التواصل اللفظي وبعض المهارات الاجتماعية الأخرى عبر لعب الدور والنمذجة والتعزيز وفنيات القرين والمرآة... وغير ذلك من الفنيات المتخصصة التي يمارسها المعالجون النفسيون، غير أنها متاحة عبر موقع العالم الفاضل وائل أبو هندي ويمكن إفادتكم ببعض الإرشادات للتغلب على هذه الشكوى المؤقتة والتي تزول بزوال أعراضها وتعديل بعض الأفكار السلبية والخاطئة أثناء الموقف الاجتماعي، كتفكير: هل أجد اللفظ المناسب؟ هل أستطيع الحديث المتواصل؟ إنهم يراقبونني! إنهم يقيّمون أدائي؟ كل تلك الأفكار قد تكون معوقاً، وقد تكون حافزاً لحسن الأداء عبر التدريب المستمر والمواجهة الدائمة والممارسة والثقة بالنفس. من ذلك أن أفكارك تحت سيطرتك أنت وحدك، ومن الممكن ببساطة توجيه التحدث مع الذات إلى الاتجاه السليم، مما يحول حياتك إلى تجارب مليئة بالنجاح والسعادة، قبل أن تتعرف على طريقة تغيير النداءات السلبية إلى أخرى اٍيجابية ذات فعالية.
وأخيراً، يمكنك ممارسة تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة تمارين أبسطها الطريقة التي تعرف بطريقة جاكبسون؛ وفي هذه الطريقة اجلس مسترخياً في مكان هادئ، افتح فمك قليلاً، وأغمض عينيك، ضع يديك على صدرك دون القبض عليهما، أو يمكنك أن تضع اليدين على الجنب، ثم بعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً، إملأ الصدر بالهواء حتى ترتفع البطن، اقبض على الهواء قليلاً، ثم بعد ذلك أخرج الهواء ببطء وشدة عن طريق الفم، كرر هذا التمرين عدة مرات، بعد ذلك ابدأ في التمارين الاسترخائية التأملية، وفي هذه تركز على عضلات القدمين وتقول مع نفسك: أنت الآن مسترخ في القدمين، ثم بعد ذلك تنتقل إلى عضلات الساق فالحوض فالبطن فالصدر وهكذا.
هنالك تمارين تعرف بتمارين قبضة اليدين؛ اقبض على يديك ببطء، وبعد ذلك شد على الأصابع بشدة شديدة، ثم ابدأ في استرخاء اليدين أيضاً بالتدرج، وهذا التمرين أيضاً يكرر على الفكين، اضغط على فكيك ببطء وشدة وقوة لمدة لا تقل عن دقيقتين، ثم بعد ذلك افتح فمك ببطء وتدرج أيضاً. وهنالك تمارين كثيرة جداً وعديدة، هنالك الكثير من الكتيبات والأشرطة التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، ويفضل أيضاً أن يجريها الإنسان عن طريق معالج يقوم بتدريبه.
وبالتدريب يمكنك التحدث بسلاسة وطلاقة، كما أنك تجيد ذلك كتابة.
اقرأ على مجانين:
رهاب وتأتأة، علاج دون طبيب نفسي.. كيف؟
الرهاب والتعتعات مشاركة
مثلث الكلام: ثلاثة أضلاع
والله الموفق