أنا مستنقع الأمراض النفسية
السلام عليكم،
أعتذر مجدداً لطريقة الإرسال، ولكنكم تغلقون الاستقبال بلمح البصر. أرجو عدم ذكر اسمي الحقيقي وتسميتي المكافح.
الكلمات لا تعبر عن بالغ شكري لمساعدتكم لي، وما نتج عنه من مشاعر إيجابية في تشخيصكم لمشكلتي الأولى بعنوان "حبي للرجال وأقدام الرجال" قلتم هذه العبارة:"... وارتباطه الشرطي بشهواتك الجنسية وحبك للخضوع"، أود أن أسأل ما هو سر حبي للخضوع؟ هل أنا مازوشي مثلاً أم أنه مرتبط بقلة ثقتي بنفسي؟
علماً أني ألاحظ حبي لفكرة الصلب والجلد المثيرة نوعاً ما بنسبة لي!، أيضاً أن والداي ربياني تربية حديثة شبه خالية من الضرب بالطفولة ومعدومة الضرب الآن!.
أما المشكلة الثانية؛ أني أستخدم المواد الإباحية للتخلص من الشذوذ، ولكن بسبب هذه المواد فإن ممارسة العادة السرية يزيد فماذا أفعل؟ علماً يأني إذا تركت هذه المواد سيستطيع الشيطان إعادتي لسابق عهدي.
المشكلة الثالثة؛ تكمن بكوني مهووس نظافة، فلسفتي تقول أن كل شيء موجود بالحمام أو المطبخ نجس بالنسبة لأنظف مكان وهو السرير! يعني إذا لمست الكوب يجب أن أغسل يدي قبل أن أنام!
كما أؤمن بانتقال النجاسة؛ مثلاً إذا وضعت كوباً على كرسي فالكرسي أصبح نجساً، ومن ثم تجلس عليه تنتقل الأوساخ من الكرسي للبنطال وهكذا. تاريخياً لم أكن آكل بمطعم قبل أن أذهب وأتأكد أن لديه حمام وأرى أن الحمام نظيف، ولكني لم أعد أفعل ذلك.
المشكلة الرابعة؛ هي أني أعاني من وساوس وشكوك بكل ما تعلق بالدين، مثلاً أتوضأ، وبعد 5 دقائق أبدأ بالشك إذا توضأت أم لا! أو أشك أني أقمت أو كبرت تكبيرة الإحرام. علماً بأني أحاول جاهداً أن أركز في الصلاة وحتى أتجاهل هذه الشكوك نوعاً ما.
المشكلة الرابعة؛ أني أحب أن أسمع الإطراء والحب ممن أحب دوماً، وإذا لم يفعلوا أبدأ أشك بمحبتهم وأدقق بأفعالهم إلى آخره، حتى أني أقتنع أنهم لا يحبونني، وهذا غير صحيح، مما يجلب لي الكآبة.
للعلم أني أشعر أني غير محبوب أو مرغوب وأني إنسان ممل. رغم أن محبيّ كثر ومن كل الأعمار ولكن أقلهم هم من في سني، ربما لأني دوماً أتبع ما هو صحيح وسليم، وطبعاً هذا لا يتماشى مع سن المراهقة. أنا شخص رومانسي جداً وطيب لدرجة الغباء، أي أني بعد أن أرد على شخص أذاني أشعر بالذنب أني قد آذيته، رغم أنه هو البادئ!
أعرف أني ثقلت دمي، ولكني فعلاً مستنقع للأمراض النفسية!
جزاكم الله كل خير،
وأنا فعلاً أحبكم من قلبي وأقدّركم.
18/1/2009
رد المستشار
أخي الفاضل،
شكرًا لك على كلماتك وعلى ثقتك.
كنت قد ذكرت في رسالتك الأولى قولك: "...رغبتي بأن يسيطر علي رجل أقوى وأوسم مني وأن أكون خادمًا تحت قدميه..."! وهو ما يعبر عن رغبتك في الخضوع. وهو مختلف عن "المازوشية الجنسية" التي تعرّف علمياً على أنها ممارسة الجنس مع الحاجة الملحّة والأساسيّة إلى الإساءة الجسدية أو الإساءة النفسيّة للوصول إلى المتعة واللذّة والنشوة الجنسية، مثل الضرب والصفع والتقييد وربط الأطراف وتكميم الفم والإهانة والتحقير والشتم والسبّ...
إلاّ أنّ "فكرة الصّلب والجلد" التي لديك، وعدم ممارسة ذلك من أجل الوصول إلى المتعة الجنسيّة، ولكونها لم تتعدّى مجرد الفكرة فإنّها لا تعني أنك "مازوشي".
أمّا عن "استخدام المواد الإباحية" حسب تعبيرك فإنّه ينصح بتجنّبها والابتعاد عنها لأنّها ستكون بمثابة المثير عندك وتكون هي السبب في رجوعك إلى "عادتك السابقة" حسب تعبيرك، إضافة إلى أنّها تؤدّي إلى الإدمان عليها. وعليك أخي الفاضل الاستمرار في صلاتك، فإنّ الصّلاة والمنكر لا يلتقيان أبداً في نفس الجسد ونفس الروح، فإذا "ضلّت الصلاة هنا" ذهب المنكر و"إذا ضلّ المنكر هنا" ذهبت الصّلاة. فافعل أخي الفاضل ما لا يتنافى مع صلاتك واجعل صلاتك تصف من أنت.
أمّا عن الهوس بالنظافة والشكوك في الوضوء والشكوك في الصلاة؛ فهي من بين المشكلات التي يعاني منها الكثير، إلاّ أنه يبدو أنّها لم ترتق لديك إلى حالة "الوسواس القهري"، ومن الإيجابي جداً أنّك تستطيع التغلّب عليها ولو بجهد.
وبالنسبة إلى حبّك للإطراء فلا يمثّل ذلك استثناءً لدى الإنسان عادةً، عليك أن تجعل هذا الإطراء حقاً من حقوقك، تقديرًا لفكرك وسلوكك واعترافًا بجوهرك، عليك أن تجعله مطابقاً لحقيقة من أنت... اتخّذ منه أسلوباً علاجيّاً.
مع أجمل تحيّاتي
ويتبع >>>>>>>>>>: حبي للرجال و...: مستنقع الأمراض النفسية م1