سلام الله عليكم ورحمته وبركاته؛
تحياتي إلى كل القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع، وبعد
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً، أحمل درجة الإجازة الجامعية، أعاني منذ طفولتي من الحديث مع النفس وأحلام اليقظة –إن كان هو التشخيص الصحيح– فعندما كنت طفلاً وكنت أسمع أغنية ما كنت أتخيل أنني المطرب وأن الجماهير تصفق لي، وبعد أن كبرت قليلاً صرت أتخيل نفسي طبيباً يحاور مريضاً حول مرضه أو مديراً مجتمعاً مع أعضاء مجلس إدارته، وحتى الآن لا مشكلة، ولكن المشكلة أصبحت أكثر جدية عندما صرت أتخيل نفسي أحادث من أعرفهم فمثلاُ عندما ألتقي بشخص ما ثم أنصرف عنه وأكون قد نسيت فكرة ما لم أقلها له فإني أتخيل الجلسة وأتخيل الحوار معه كي أقول له الفكرة التي نسيتها، أو ربما قبل اللقاء به أتخيل الموقف وأحادثه ويحادثني أو عندما يزعجني شخص ما أتخيل أني أضربه، وحتى أني أتخيل أني متزوج وأحادث زوجتي وأهلها، وعندما أمارس العادة السرية أتخيل لقاء جنسياً كاملاً بهمساته ولمساته؛
ربما يكون سبب هذه التخيلات هو العزلة الاجتماعية التي نعاني منها بحكم تركيبتنا الأسرية ورغبتي في أن أكون تحت الأضواء فهنالك الكثير مما أود التعبير عنه ولكنني لا أجد من أحاوره وأعبر لا على المستوى الاجتماعي ولا على المستوى المهني أو بسبب ضعف جرأتي فالفكرة التي لا أعبر عنها في الواقع أعبر عنها في الخيال، وأعترف أن هذه التخيلات قد أفادتني كثيراً في تعلم اللغات الأجنبية حيث أتخيل أنني أحاور شخصاً فرنسياً مثلاً وأحادثه بالفرنسية.
ولكن السؤال هل يعد ما أعاني منه خللاً نفسياً أم أنه ظاهرة طبيعية قد يكون مبالغ فيها؟؟ وهل الذين يعانون من أحلام اليقظة لديهم نفس حالتي أم أن الأمر مختلف؟؟. راجياً منكم الإجابة الشافية وداعياً لكم بدوام التوفيق والازدهار.
21/06/2009
رد المستشار
الأخ الفاضل،
إن اللعب التخيلي في الأطفال وأحلام اليقظة في المراهقة ظواهر طبيعية، وهما أحد مظاهر النمو والتطور المعرفي، بالإضافة لكونهما منفساً فسيولوجياً لكثير من الانفعالات. لكن هناك فرق بين حدوث أحلام اليقظة أحياناً وكون الشخص منغمساً فيها لدرجة تسبب له العزلة الاجتماعية، أو أن يستعيض بها الشخص عن مواجهة المواقف الاجتماعية في الواقع الذي يعيشه، وأعتقد أنك تعاني أعراض الخوف الاجتماعي الخاص- الخوف من الأداء في وجود الآخرين أو الكلام مع الناس، وأنصحك بزيادة نشاطاتك الاجتماعية مستعيناً بالطبيب النفسي، وأن ترفق بنفسك في المواقف المختلفة فلا يوجد من يستجيب استجابة مناسبة 100%، والخطأ بها لا يعني نهاية العالم.
اقرأ أيضاً:
أحلام اليقظة الممتعة: طبيعية بشرط
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام اليقظة.... وبعد