السلام عليكم،
جزاكم الله خيراً. أنا مغتربة وأستعد للسفر إلى بلدي في إجازة، لكن مشكلتي هي والد زوجي؛ فطبعه فظّ وعنيف، لا يتوانى أبداً في توجيه الكلام الملاحظات القاسية أمام أي أحد سواء ذهبنا لزيارة أحد معهم أو جاء أحد لزيارتهم.
أنا متزوجة منذ 8 سنوات وكنا نسكن معهم، وكلن هذا حاله، وأنا في الغربة منذ سنة فبِمَ تنصحونني؟ علماً أن زوجي يخاف والده، وهو سلبيٌّ جداً ولا ينصفني. أنا مؤدبة مع حَميي ولا أرد عليه أبداً لكن قلبي لم يعد يحتمل، وهو ليس كذلك مع بناته أو بناتهم، أما أنا وأطفالي فلا يحتملهم ويبدأ بتوجيه كلاماً قاسياً والتدخل في طريقتي مع أولادي. أريد التنويه بأني لم أتزوج ولده رغماً عنه بل على العكس من ذلك، لكنه لا يراعي أن هذا التصرف يؤذي ويجرح وأنه لم يفعل شيئاً يستدعي المضايقة وأنه جد الأولاد له حق التصرف معهم كيفما شاء وله الحق في التعليق مهما كان! أنا لا مانع لدي من ذلك لكن لماذا لا يكون بنفس أسلوبه مع بناته، ألسنا كلنا عزيزات على أهلنا؟ والله إن لساني قصير معهم وأحسن معاملتهم لكن هو يعتبر أن الحق معه فيما فعل ومهما فعل. المشكلة أن هذه المشاعر كلها تحولت بداخلي إلى كره لهم كلهم ونفور من زوجي، فما العمل؟
أنا أحس بكل هذا الظلم، رغم أنه يشجع ابنته على عدم احترام حماتها، فدلوني ماذا أفعل؟ صدقني أن المشكلة في حب السيطرة على الولد وزوجة الولد وولد الولد، فمثلاً إذا ذهبت لزيارة أهلي وعدت في وقت متأخر مع زوجي فإنه يغضب ويبدأا بالتعليق حتى لو كان عندهم ضيوف فلا يهمه، يحبس طفلي في غرفة مظلمة كعقاب له ولأني لم أتخذ أي إجراء لا يكفيه أن أوجه ولدي أولاً ثم أهدده ثم أتخذ إجراءً، لا يريدني أن أصفعه مباشرة أو شيء من هذا القبيل.
زوجي بات يهدد أولادي بجدهم، وعندما أتحدث إليه يقول: "لا عليك، كلنا ضربنا" هو وإخوانه من قبل عمهم ولم يحدث لها شيء، وهم يحبونه الآن! هل هذا الربط العجيب صحيح؟ أنا لا أضع نفسي في مقارنة مع ابنته، لكن زوجي يريدني أن أتعامل معهم كابنتهم في الواجبات التي عليّ فقط أما حقوقي فلا أدري أين؟! أعرف هذا هو الأصل لكن أليس العدل واجباً؟ أصبحت غير قادرة على العطاء والاحتمال أكثر، في النهاية أريد حلاً عملياً أقوم به عند التعرض لهذه المواقف خصوصاً أمام الغرباء أو عند الذهاب في زيارة معهم عدا الصبر، لأني لا أريد التصرف عكس تربيتي، صبري طوال السنوات الفائتة كان من أجل إرضاء زوجي لكن الشعور الآن انقلب إلى نفور منه بسبب سلبيته، حتى في علاقتنا الحميمة، وأهملته بشكل عام لأني أحس أنه يهملني حتى عندما أشكو له فإنه يقول أن لا دخل له ولا يواسيني.
أنا لا أريده أن يقاطع أباه وأمه والله، لكن هل أنا مجبرة على هذه العلاقة؟ هل لو اتخذت في يوم من الأيام قراراً أنهم لحالهم وأنا لحالي وهو عليه واجب البر والطاعة وأنا أعيش حياة هنيئة معه بعيدة عن هذه المشاكل سيكون هذا قراراً خاطئاً؟ أنا دائمة المجاملة لهم في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم وولائمهم، كاتمة لأسرارهم، لم يخرج مني لفظ مسيء في وجوههم أبداً، نهديهم الهدايا بمناسبة ومن دون، فهذا من زوجي لأني لا أعمل، إن أقاموا وليمة مثلاً عندهم هل أذهب بمجرد معرفتي بها عن طريق زوجي -باعتبار أن هذا واجب- أم يجب أن يخبروني أنا؟ أحس أن زوجي يقول أنهم دعوني وهم ليس كذلك، وخصوصاً أن حماتي قبل سفري استثنتني من مجاملاتها وكانت تأخذ معها بناتها لأن الدعوة لها ولبنالتها فقط، أما أنا فلست من بناتها، يا للعجب! أنا ابنتهم في حقوقهم أما في اصطحابي معها للمناسبات فلا! حسبي الله ونعم الوكيل.
أنا أحس بحالة من الاضطراب وعدم التوازن، فكرامتي أهدرت والكل يلعب بي الكرة! دليني بالله عليكِ أين السبيل؟ وشكراً وجزاكم الله خيراً.
شكراً،
05/07/2009
رد المستشار
أختي الكريمة،
كثيرة هي المشاكل من هذا النوع بين زوجة الإبن وأهله، وأنا أراها طبيعية لسبب واحد وهو أن كلا الطرفين من بيئة مختلفة ويحمل ثقافة مغايرة وهذا يحتم على كل طرف تفهم الآخر.
فيما يتعلق بوضعيتك؛ أرى أنه يقع عليك بذل جهد مضاعف للحفاظ على علاقتك الزوجية واستقرار بيتك، لسبب بسيط وهو أنه من الصعب أن نطلب من رجل أو امرأة مسنين أن يتعلما أساليب التفهم ومراعاة الآخر وقد عاشا لعقود من الزمن بعقلية أن زوجة الإبن دخلت في نطاق الأسرة وأنه يحق لهم التدخل في الصغيرة والكبيرة من حياتها وتوجيه الانتقاد لها.
عليك أن تتفهمي هذه النقاط وتواجهين معاملتهما بصبر وسعة صدر، خاصة أن مكوثك معهم قصير.
أختي الكريمة،
لو كان أبواك هما من يعاملانك بهذه الطريقة، أكنت تنقمين عليهما؟ من الصائب طي ملفات الماضي وعدم إجتراره، فكلما بقيت صور الماضي عالقة ازداد شعورك بالأسى وعدم التقبل بل وكراهية شريك حياتك، لا تلوميه على ضعفه أمام والديه، بل ساعديه في تجاوز كلامهما الجارح له لأنه كما يبدو من رسالتك ما زال يعاني من معاملة قاسية تلقاها في صغره، وأنصحك أختي بألا تخلطي بين علاقتك الزوجية وعلاقتك بوالدي زوجك، عليك بمعاملتهما بالحسنى ما استطعت مع أن أحداً لا يجبرك على الخضوع لأوامرهما. تحلّي بالحكمة واهتمي بلم شتات نفسك حتى تستطيعين التعايش معهما لفترة وجيزة، خاصة أنك ستعودين كضيفة عليهما، اصبري وتأكدي أنها أيام معدودة وستمضي.
أتمنى لك عطلة سعيدة في بلدك.