غير واثقة بنفسي..!؟
السلام عليكم، أنا امرأة متزوجة عمري 27 سنة. قبل زواجي كان عندي ثقة عالية بنفسي، حيث كنت على درجة عالية من الجمال كما يقال، وأيضاً نظرات الإعجاب حيثما ذهبت، وكنت أعمل في وظيفة مرموقة وأنا الآن في إجازة. كنت دائماً أسخر من عمليات التجميل ومن يقمن بها، الآن أفكّر جدّياً بعمل بعضها وأصبح عندي هوس بأن أصبح أجمل وأجمل.
قبل هذا كنت راضية تماماً عن حالي وحتى لو انتقد أحدهم مظهري لا أهتم ولا أتأثر، الآن لو ناداني أحد ما لا يعرفني في مكان عام "يا مدام" بالرغم أن ابني ليس معي ولا ألبس خاتم الزواج أحزن وأظن أني أظهر كبيرة سناً!.
بعد أن أنجبت ابني اكتسبت وزناً كبيراً وحرصت على خسارته والعودة كما كنت ونجحت فعلاً في هذا، كل من حولي، أمي وزوجي يخبرانّي أني جميلة وأصبحت رشيقة، ولكني لا أصدقهم! وكلما نظرت في المرآة لا أرضى عمّا أراه. طبعاً تظنونني تافهة وسطحية؟ ربما... ولكني دوماً اعتبرت أن جمالي جزء كبير من مميزاتي، فأصدقائي قليلون، ولست اجتماعية بل وخجولة لكن لست انطوائية، ولا أحب التعامل بدبلوماسية أو أن أضطر للتعامل مع أشخاص لا يروقونني، وطبعاً هذا لا ينفع في مجتمعنا، فأضغط على نفسي لأكون دبلوماسية خاصة في عملي مما أصابني بالاكتئاب وكنت أرى دائماً أني أعامل معاملة خاصة لمظهري فقط فلست خفيفة الظل.
المشكلة أن أمي كانت تعاني دائماً من نفس المشكلة، وهو عدم ثقتها بنفسها التي بدأت بعد زواجها بالرغم أنها اجتماعية أكثر مني ومحبوبة، مما جعلني أظن أنها مشكلة وراثية يمكن العلاج منها.
أيضاً أريد أن أكون اجتماعية وأكتسب صداقات وأحافظ عليها وأن أستطيع التعامل بدبلوماسية وذكاء في مجال عملي دون أن أحس بضغط نفسي أو اكتئاب.
هل العلاج النفسي يمكن أن يغيّر شخصيتي؟ وهل أنا مريضة؟
18/08/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة..
صورة الجسد أو الجسم عبارة عن تصور عقلي أو صورة ذهنية يكوّنها الفرد عن ذاته، ويكوّن الفرد اتجاهات سلبية أو إيجابية من خلال تقييمات أو أحكام الآخرين عليه وتؤثر هذه الأحكام على نفسية الفرد وعلى درجة ميله الاجتماعي، فنلاحظ أن الأفراد الذين يكوّنون أحكاماً سلبية نحو ذواتهم غالباً ما نجدهم أكثر ميلاً للانطواء..
واضطراب صورة الجسم يعني تشوّه صورة الجسم Body Dysmorphic Disorder من وجهة نظر الشخص نفسه نتيجة لعدم رضاه عن مظهر جسمه كأن يرفض أجزاء جسمه أن تكون بما هي عليه كالشكل والوزن وحجم الصدر بالنسبة للإناث والطول أو القصر وما إلى ذلك. وصورة الفرد السلبية نحو جسمه أو عدم رضاه عنها قد يكون أحد هذه العوامل التي تعوق توافقه مع ذاته وبيئته المحيطة به في الوقت ذاته، وقد يكون هذا سبباً في معاناته من اضطرابات سلوكية تعكس عدم اتزانه وسوء توافقه. ولعلاج هذا الاضطراب، فإن الأمر يتطلب التعرف على الأسباب التي أدّت إليه، وتعديل الأفكار السلبية التى ارتبطت به ولذا عليك الآتي:
- فكّري بإيجابية، وانظري لنفسك من خلال نجاحك الشخصي ورؤية الناس لك، ولاحظي حديث نفسك جيداً، واحذفي كل الكلمات المحبطة والموجهة منك لنفسك، ابحثي عن الأشياء التي ترفع روحك المعنوية، وركزي على الأشياء التي تشعرك بالسعادة، واحرصي على أن يبدأ يومك بالتفاؤل والابتسامة..
- لا تقارني بين نفسك وإنسانة أخرى ولو من قبيل الحديث إلى نفسك، ركزي على ما تتمتعين به من قدرات حقيقية يراها الناس.. وترينها في نفسك..
- ركزي جهدك على التخلّص من القلق؛ لأنه إذا زاد عن حده الطبيعي فسيعوقك عن التقدم للأمام، والجئي للعمل لمعالجة خوفك لتكتسبي ثقة أكبر.
- من المهم للغاية أن تحددي أهدافك لتعرفي ماذا تريدين.. فمن ليس له هدف ليس له طريق، والأيام لا تنتظر المتكاسلين والمتواكلين، وتحديد الأهداف يحدد لك خطواتك الواجب اتباعها لكي تكوني كما يجب أن تكونيه، ويعتبر من أهم مفاتيح تنمية الثقة في الذات. وكلما زادت ثقتك بذاتك تقبلت نفسك ورضيت عنها، سواء من حيث الشكل أو القدرات أو المهارات أو العلاقات، فتقبلك لذاتك هو الخطوة الأولى والركيزة الأساسية لحالة الرضى والتوافق والسعادة التي يجب أن تكون نصب عينيك.
- يفضل أن تتحدثي إلى طبيب نفساني يساعدك على تفهم ذاتك، وتقبلها كما هي في الواقع، وليس كتصورك عنها فق.
اقرئي على مجانين:
عقدة نفسية: بين الكاميرا والمرآة
تأرجح الوزن، وصورة الجسد!
في الحياة هل ألعب دور البطل أم الكومبارس؟
ماليش نفس: الكلمة التي أصبحت شعاري
قول الحق
تأرجح الوزن، وصورة الجسد!
أسيرة الفكرة والصورة مشاركة
البدانة ليست ذنبا لكن الرجيم ذنب مشاركة
وفقك الله ويسّر أمرك....