التحرش والجينز متابعة
احترت في أي قسم أضع مشكلتي فهي متعددة النواحي.
سأبدأ من طفولتي. كانت أمي مريضة أو تدعي المرض، فلم يصنف الأطباء حالتها بالضبط، لكنهم جميعاً اتفقوا أنها لا تشكو شيئاً! كانت تغمض عينيها وتجلس في الظلمة وتبقى جالسة على السرير طوال الوقت بلا حراك. كانت تفعل ذلك لتتهرب من المسؤولية التي عليها، لأن أبي كان يعمل ويكسب مالاً وفقط ولا يتدخل في أمر من أمور البيت، لا مشاكل الأولاد ولا أي شيء في البيت، وعند أي مشكلة يواجهها يعلو صوته ويفضحنا في الحي. كانت أمي تفتح عينيها وترجع لنا بين الحين والآخر، وعند أي مشكلة تغمض عينيها ثانية وتعود لحالها. الخلاصة أني ربيّت نفسي ولم أجد من يوجهني، لم أجد أمّاً أتدلل عليها ككل الأطفال.
بدأت حكاية أمي تلك منذ كنت في التاسعة، وهي الآن أفضل مما سبق منذ تقريباً الثلاث سنوات ونصف أو الأربع سنوات. في الوقت الذي كانت أمي مريضة تحرّش بي خالي؛ بدأ الأمر بأن كان يطلب مني كأس من الشاي، وبعدها يدخل خلفي للمطبخ ويلمس المناطق الحساسة بيده، لم يكن بمقدوري عمل شيء حيال ذلك، أو لم أفهم لِمَ يفعل بي ذلك. خالي هذا عمره 54 سنة وغير متزوج ولا يريد أن يتزوج.
بدأ يتحرش بي حين كنت في الحادية عشرة من عمري، وتقريباً بعدها بسنة أحست أمي بأمر ما يمنعني من الخروج معه وحدي، فسألتني عن السبب وأنا أنكر وجود أي شيء لكنها أصرت وعرفت، فلطمت وجهها وفزعت ولم تهدأ حتى أكدت لها أن لا شيء حصل، ولا أدري أنسيت الأمر أم تناسته.
المهم استمر التحرش وأنا بقيت على صمتي، بل تطور الأمر إلى شعوري بالحاجة أحياناً لأن يفعل بي ذلك فأتركه يفعل حتى أعود لرشدي فأتركه وأقوم.
أنا مرعوبة وأحس بخوف رهيب وكلما فكرت فيه أرتعش وقلبي يدق بسرعة وأحس بشعور غريب داخلي، ووصل بي الأمر لدرجة أني صرت أشاهد أفلاماً جنسياً -لا أشاهدها حالياً-، كلما توجهت لأصلي أبتعد عنها ثانية غصب عني.
عندي رغبة شديدة في ممارسة الجنس رغم أني أحس في داخلي أني لن أقدر. واتجهت في فترة للشات وكلمت شباباً على النت ثم توقفت أيضاً.
أنا لا أشعر بالراحة وقلقة دائماً.، تقدم ابن خالتي لخطبتي وأريد أن أبدأ حياتي معه، فهل أخبره بكل ما حصل لي؟ وهل لو قلت له سأستريح؟ هل ممكن في يوم من الأيام أن أنسى ما حصل لي؟ لقد بت أخاف محادثة أي رجل، ولا أستطيع نسيان ما حدث.
10/8/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الغالية "me"،
إن ما مرّ معك ليس بالأمر السهل وخاصة أن المتحرش شخص كان من المفترض أن يحميك لا أن يعتدي عليك! وجميع ما قمت به أو تشعرين به شيء متوقع بعد هذا الذي حصل، وخاصة أنه لا يوجد من يتابع أمرك المتابعة اللازمة ويعطي إنسانيتك حقها من الصيانة والرقي بالعقل والفكر، ولا من يعينك على خلق التوازن بين حاجات النفس المختلفة.
أنت الآن تشعرين بالمشكلة وتريدين حلاً، وأنا أوافقك على وجودها وأحاول مساعدتك وإرشادك... فدعينا نتعاون معاً للتخلص منها.
لم تذكري فيما إذا كان التحرش مستمراً إلى الآن أم لا، لكن أول خطوة للحل أن تبتعدي عن خالك هذا فتقللي من مقابلتك له جداً ولا تقابليه إلا بوجود شخص آخر معكما. وبعد هذا ستبقى الأمور مجرد ذكريات مؤلمة يجب التغلب عليها. لقد فتح الله تعالى لك باباً من الفرج بتقدم ابن خالتك إليك، فارمِ الماضي وراء ظهرك وابدئي معه صفحة جديدة، وبالنسبة لمصارحته، فالظاهر من كلامك أن التحرشات جميعها كانت ظاهرية ولم يحدث ما يزيل بكارتك، فالأفضل لك أن تستري نفسك، ولا تذكري شيئاً لابن خالتك، ولا حتى تحادثك مع الشباب، أو رؤيتك لأفلام الجنس. هذه ذنوب بينك وبين الله تعالى وليست مع العباد، وهي لا تؤثر على حقوق الزوج فلا داعي لأن تنشري سر ماضيك الذي مررت به مكرهة، فالستر مندوب في حقك في هذه الحال، وابدئي حياتك الجديدة متناسية جميع ما حصل معك، واتجهي إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة شكراً له لأنه أبدلك الحلال بالحرام، وأكثري الاستغفار وأنت موقنة بتوبة الله تعالى عليك، وبما بشرنا به النبي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم من أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فأنت ومن لم يفعل شيئاً سواء بعد التوبة!.
والستر على النفس يعينك كثيراً على النسيان، لأنه يمنعك من اجترار الماضي مع الآخرين، ومن فعل أي شيء يدل على ذلك الماضي، طبعاً لن تنسَي الأحداث فأنت لم تفقدي ذاكرتك بعد، ولكنها ستفقد تأثيرها عليك، وستمر على ذهنك وكأن صاحبها شخص آخر. وحاذري أن تسمعي للشعور الذي بداخلك من أنك لن تستطيعي ممارسة حياتك الزوجية، بل كرري على نفسك: أنا فتاة كباقي الفتيات لا ينقصني شيء وأستطيع أن أمارس حياتي الزوجية وعلاقتي بزوجي على أتم وجه، قد لا تقتنعي بهذا الكلام في البداية، ولكن كرريه على نفسك ما استطعت...
وصحيح أن ما مررت به كفيل بأن يجعلك تخافين وتشمئزين من كل ما يسمى ذكراً، ولكن هذا لا يغير من حقيقة الأمر وهي أن ما تحسين به مجرد مشاعر لا حقيقة لها في الواقع، فليس كل الرجال على شاكلة خالك -هداه الله- فإن كان ابن خالتك ذو سمعة طيبة وأخلاق عالية فتشجعي في بناء علاقتك الطاهرة معه ولا تخافي لأنه بأخلاقه سيعينك على تغيير نظرتك للرجال.
وحاولي من الآن أن توجهي تفكيرك لتعلم كيفية إدارة الأسرة وتربية والأطفال والتعامل مع الزوج، ومعرفة ما يتعلق بذلك اجتماعياً وشرعياً، حتى لا تتكرر الأخطاء التي مررت بها مع أولادك، واجعلي من خبراتك الماضية سلماً يرتقي عليه أبناؤك نحو الطهر والعفاف والحياة الكريمة، واقطعي بذلك سلسلة التقصير والجرائم القائمة بحق الأبناء، ووجهي مسار ذريتك في المسار الصحيح، وأبشري بأن جميع حسنات أولادك، وأولادهم، ستكون في صحيفتك للسُّنّة الحسنة التي سننتها فيهم بتعليمهم الفضيلة، وحمل المسؤولية، والتمسك بالحق.
فإن فعلت هذا فمحنتك ستكون لك أعظم منحة إذ دفعتك إلى العمل وتصحيح المسار الخاطئ الذي كان يسير عليه أهلك من قبلك، ولنيل خيري الدنيا والآخرة، وأعلم من كانت لها تجربة قريبة من تجربتك فقامت على استغلال تجربتها لتربية أبنائها أروع تربية لحرقتها وخوفها عليهم من أن يذوقوا ما ذاقته!
هناك أشياء كثيرة إيجابية يمكنك أن تفعليها من خلال دروس الماضي فحاولي اكتشافها وسترين أن وجه الحياة سيصبح مشرقاً على نحوٍ لم تكوني ترينه من قبل.
وفقك الله ورزقك من يسعدك، ويساعدك على بناء أسرة صالحة.