السلام عليكم
أرجو من الدكتور وائل أبو هندي الرد علي بسرعة لو سمحت أنا هحاول أختصر على حضرتك، أنا طالبة جامعية أبلغ من العمر 19 سنة علاقتي بأسرتي عادية علاقتي بوالدي زى أي حد أنا بحبه بس مش ممكن أكلمه هو ولا ماما في أي شيء أنا مخطوبة من 7 شهور، حاولت أن أفسخ خطبتي 4 مرات، أنا مش بحب خطيبي، هو شاب كويس بس المشكلة أني أنا مش معتبراه فتى أحلامي.
أنا بحس أنه هو سلبي لدرجة أنه بيعتمد على أهله في حاجات كتير يعني ملهوش رأي هو مش هنا هو مسافر بلد عربي المهم أنا آخر مرة حاولت أفسخ فيها الخطوبة اتحججت بأهله لأني مينفعش أقول أني مش بحبه أنا بلدي وعائلتي زى قرية.
المهم أنا مش عارفة أحب خطيبي لأني أساسا مش قبلاه أنا حاولت قبل كده كتير كذبت عليه وقلت له أني بحبه بس مش قادرة آخر مرة كنت خلاص هفسخ الخطوبة بس الكل قال لي أنا السبب مش مقنع أنا كنت وقتها بمر بحالة سيئة جدا جدا. ودخلت لأول مرة في حياتي على الشات وتعرفت على شاب وحبيته جدا جدا لدرجة أني بحس بيه حتى لو تعبان أنا لما كنت دخلت على الشات دخلت بأني مش مخطوبة لأني كنت مقررة أني أفسخها العلاقة تطورت بيني وبين الشاب ده وكلمته على التليفون وعرفته أكثر وحبيته وحبنى بردة.
أنا عمري ما حبيت قبل كدة ودي أول مرة أحس بأي حاجة تجاه أي حد حتى في سنوات دراستي وأنا كنت كارهة فكرة الجواز بسبب المشاكل الكتيرة اللي بين بابا وماما واللي أنا بحسها من قلة الحب.. أنا كلمت خطيبي وقلت له أني مش بحبه وأنا نفسي أكلم بابا علشان أخلص من الموضوع ده والشاب اللي أنا بحبه ده مستعد في أي وقت أنه يتقدم لي هو شاب كويس جدا بيصلي وبيشتغل وبيحبني وأنا بحبه أنا مش عايزة أظلم خطيبي معايا وأظلم نفسي لو سمحت قل لي أفاتح بابا ازاي.
4/9/2009
رد المستشار
حضرة الآنسة "هبة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنتِ فتاة جامعية، ولكنك لم تتجاوزي التسعة عشر ربيعاً من العمر. وفي عصرنا هذا قد يلزم المرء سبعين عاماً لكي يصل إلى سن الرشد، لما في هذا العالم الحديث من مشاكل ومغالطات كبيرة قد يستلزم المرء أن يقع في نصفها لكي يأخذ الدروس والعبر ويكون قادراً على استنباط قراراته بحكمة ورويّة.
إنها أيام الـ "فاست فود" والمواصلات السريعة، والتواصل السريع، ولربما تكون أيضاً أيام الخطوبات السريعة والطلاقات الأسرع!
يا أختنا العزيزة: إن الزواج هو إكمال نصف الدين، وعليه يُبنى المجتمع بأكمله، فهدم هذا الزواج هو هدم للصرح الأهم في بناء المجتمع والشخصية الدينية الملتزمة العابدة الطائعة والمحترِمة لحدود الله.
وغداً سوف تدخلين إلى الشات مرة أخرى، ويظهر أمامك شاب أذكى وأرق وصاحب خيال أوسع، فهل تراكِ ستطلقين الثاني لتتزوجي بالثالث؟ زعماً بأن قلبك قد دقّ بسرعة، وخفق وأحبّ مجهولاً مستتراً خلف تلك الشاشة الصمّاء؟
إن خطيبك يعتمد على أهله، وهذا ليس بعيب. فالأهل للولد والولد للأهل، وهذا يعني أيضاً أنه من عائلة طيبة تساعد الإبن وتحضنه حتى يقف على قدميه. ولكني قد أطلب منكِ بأن تصفي لي حسنات ذلك الخطيب، فقد تجدي فيه بأقل تعديل عشرة حسنات تعتدّين بها لتقنعي نفسكِ بالبقاء معه كما أقنعتها سالفاً بالخطوبة منه. ولطالما انتقدنا التعرّف عبر النت والشات، حيث أن رجلاً بعمر الخمسين قد يُظهر نفسه على أنه فتاة وبعمر العشرين.
يقال بأن بين الحق والباطل أربعة أصابع، فما سمعته أذنك فهو باطل، وما رأته عيناك فهو حق. ومن ثم كيف ستكون خطوبتك الجديدة التي بدأت بكذبة؟ (فقد قلتِ له بأنك غير مخطوبة)، وكيف سمحتِ لنفسكِ أن تتحدثي مع رجل غريب لا يملك إلا لساناً قد يكون كاذباً هو أيضاً؟
يا آنسة "هبة" إن الحب في عصرنا هذا لم يعد ما تعرفينه من حب القصص والأفلام العربية والمسلسلات المكسيكية. لم يعد ما نعرفه من المودة والرحمة والإحترام والتضحية وحفظ الكرامات... لم يعد ما نعرفه من نكران الذات في سبيل الآخرين، أو تقديم سعادة الآخر على أنانية الأنا. لقد باتت القيم مقلوبة، وكيف أستطيع أن أشرح لكِ وليس عندك إلا تسعة عشر ربيعاً أو خريفاً؟!
قبل أن تفاتحي والدكِ بهذا الأمر قد أطلب منكِ أن تفتحي عقلكِ وقلبكِ، وتفاتحي الذات بكمية الجرأة والخيانة التي قمتِ بها، وأن تستغفري الباري عز وجل على ما عملته. فهذا شهر رمضان شهر التوبة والمغفرة. كما وقد أطلب منكِ بأن تحوّلي طاقتكِ لتغيير خطيبك وتعليمه كيف يكون سلساً إيجابياً قادراً شجاعاً ومستقلاً... وأن تضعي نصب عينيكِ أهداف الوفاء والصدق والثقة. فعندها ستجدين نفسك قادرة على إسعاد مجتمع بأكلمه وليس رجل واحد فقط. وسوف تكون خسارة خطيبك كبيرة إذا ما خسركِ بعد ذلك.
لك منا أفضل التمنيات بالعودة إلى الأصول وبالسعادة الدائمة، كما وندعو لك بالتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته