شيزوفرينيا
زرت طبيباً نفسياً ووصف حالتي على أنها شيزوفرينيا، وكان الوسواس القهري مسيطرا عليّ إلا أني سئمت من المقاومة وما عدت أقاوم، وكل ما أستطيع وصفه أني لست آدمياً ولا أستطيع العيش والتفكير والإحساس كآدمي، أشعر دائماً بأنني شخصية هامة ومحورية، فوصف لي "اللوسترال" لمدة شهر ونصف و"أنافرانيل 25" ثم أقلعت عن تناول العلاج لعدم الشعور بأي تحسن.
المشكلة أني كل يوم أكتشف في نفسي مرضاً نفسياً شديداً؛ فأنا أعاني من فرط في الحساسية تجاه الآخر، وفرط الشعور بالتوتر والألم النفسي لأقل وأتفه سبب، وعدم القدرة على التعامل مع الواقع، وعدم القدرة على التركيز وكأنني آلة من عالم آخر، عصبي متغير المزاج دائماً، تائه وشارد الذهن، دائم الاكتئاب والتوتر والخوف من المجهول، دون إدراك، دائم التفكير اللاإرادي في أشكال وصور مستحوذة على نظري.
أنا أعلم تمام العلم ومقتنع تمام الاقتناع أنها وهم قهري مسيطر ومجرد خيال، ولكنها تتحكم بي ولست أتحكم بها، وتتحكم بمزاجي. لا أعرف ما أريد ولا أثق بنفسي، دائم النسيان، دائماً تفكيري خاطئ لأنني أختلقه لعدم قدرتي على التركيز، وأصبت بحالة إحباط ويأس شديدة لعدم قدرتي على اتخاذ القرار والسيطرة على نفسي وأفعالي ومشاعري لأني أحزن بشدة وأتوتر بشدة وأقلق دائماً بشدة.
أفيدوني، هل هناك حل لمشكلتي؟
علماً أني أعاني أكثر من ذلك ولكني فقدت القدرة على التمييز.
30/08/2009
رد المستشار
الأخ السائل،
الشيزوفرينيا مرض نفسي يتميز باضطراب التفكير (الضلالات) والإدراك (الهلاوس)، ويظهر على الشخص في كلامه وسلوكه. أما الوسواس القهري وهو أحد أمراض القلق يميزه الوساوس والأفعال القهرية، وفيما يلي شرح لهذه المفاهيم:
الضلالات (الوهامات أو الأفكار الوهامية): هي اعتقادات مرضية لها الصفات التالية:
0 يتمسك بها المريض ويتأكد منها تأكداً مطلقاً ولا يمكن إقناعه بعكسها.
0 لا تحتاج لدليل خارجي عليها، وإن وجدت أدلة تناقضها لا يقتنع بها المريض.
0 تهم المريض وتمثل معنىً لديه بصورة شخصية.
0 لا يمكن تفسيرها كمعتقدات دينية أو ثقافية خاصة بشعب أو طائفة.
الهلاوس:
هي أن يدرك الشخص وجود شيء دون وجود مؤثر خارجي، وبحسب نوع الإدراك تنقسم إلى: بصرية، وسمعية، وشمّيّة، ولمسية، وتذوقية.
الوساوس:
هي أفكار صور أو مشاعر ودوافع تحدث بصورة متكررة مع الشخص ويعرف أنها تخصه مع كونها سخيفة أو غير منطقية، تولد لديه شعوراً بالقلق عند محاولة تجاهلها أو إبعادها، وتزيلها الأفعال القهرية.
الأفعال القهرية (القهور):
هي سلوك أو فعل اضطراري يعرف الشخص أنه غير ضروري ولكنه يحتاج لفعله مراراً وتكراراً ليتجنب حدوث القلق الوسواسي، فإذا كان ما تذكره من كونك لست آدمياً وشخصية محورية (آلة من عالم آخر) تقصده حرفياً وليس بلاغياً كما هو واضح وتتأكد منه تماماً فهو الضلالات، ويكون ذلك سبب تشخيص الطبيب لك على أنك تعاني من الشيزوفرينيا، لكن ذلك يخالف ما وصف لك من عقاقير توصف في مرض الوسواس القهري (أنفرانيل– لوسترال). ثم تذكر الأشكال والصور التي تصفها على أنها تتحكم بك ولا تتحكم بها وتستحوذ على نظرك -للوهلة الأولى أشعر أنها هلاوس- ثم تعود لتذكر أنك تعلم تماماً أنها أوهام الوسواس القهري، فهل هذا المصطلح ذكره لك الطبيب أم تستخدمه من تلقاء نفسك؟ أو بدأ المرض عندك بالوساوس ثم أخذ منحىً آخر وتحول لضلالات أو أفكار وهامية؟. إذن تحتاج معاناتك لإيضاح منك في ضوء ما أوضحته لك من مفاهيم في أول الرد- أما ما يصاحب ذلك من قلق وخوف، أو اكتئاب فسببه اضطراب التفكير لديك وسيزول إذا عولج السبب، مع طلبي منك أن تشرح معاناك بالتفصيل قدر الإمكان حتى يتضح، وفي كل الأحوال تحتاج للعلاج والمتابعة.
واقرأ أيضًا:
هلاوس وفصام دون هلاوس وفصام م
بين الوساوس والهلاوس مشاركة2
بين الوساوس والهلاوس فرق كبير
مرئية ومسموعة: هلاوس لا وساوس