متابعة استشارة
عملاً بقول الحديث "لا ندم من استخار ولا خاب من استشار" أستشير حضراتكم إن شاء الله (لقد أرسلت لكم استشارة سابقاً بعنوان الطبيب النفسي ونقص الإيمان).
قلت أن الاضطراب الذي حصل معي بدأ حين حصلت على مجموع 94 في الثاني الثانوي، وبدأ الكلام أن أحوّل علم رياضة، وظللت متردداً طبعاً، وحسب شخصيتي القسرية كنت من أول أولى إعدادي وبحساسية لا أفكر إلا في أعلى تخصص وهو الطب. وفي الثالث الثانوي وصار الكلام أن من الأفضل أن أحوّل لعلمي رياضة، وكان والدي يقول ذلك، كنت متردداً وحين حوّلت وبدأت الدراسة بدأت الوساوس الكبيرة والاضطراب الذي أوضحته في الرسالة الأولى، ومرّ الثالث الثانوي والسنتين الأول في الكلية، وبعدها بدأت مرحلة روحانية وتقرّبت من الله، وتطور جديد حسبته نهاية المشاكل وما زلت لأن القرب من الله والاستعانة به لا بدد تحل كل المشاكل. وقلّت الحالة الروحانية بعدما تغيبي عن الامتحانات لأني كنت أعتقد اعتقاداً فيه مبالغة قليلاً أن كيف أخضع للامتحان؟! وهو واضح في الرسالة الأولى. ووصلت لمرحلة في النهاية أحس فيها باضطراب الإحساس وكنت أخاف أن يكون فصاماً، وكان السؤال في الرسالة الأولى.
أما الآن والجديد، فأنا ذهبت لطبيب جلسة واحدة فقط -أو ربما كشف فقط-، المهم اطمأننت فيه أن المشكلة ليست فصاماً وحمدت الله (وأمّا بنعمة ربك فحدّث)، لكن لم أستطع أن أكمل مع الدكتور لظروف وشعرت أني طالما اطمأننت فذلك كافٍ، وصرت أهدئ نفسي (وكأنه علاج معرفي سلوكي مع نفسي بالقراءة مثلاً)، وصرت أحاول أنفع نفسي بالرضى وبرحمة الله، بالإيجابية والقناعة والسلام النفسي، وهكذا...
المشكلة الحالية أني في فترة إجازة، فأنا عاطل عن العمل منذ فترة طويلة، وأفكر من حين لآخر أن السبب في المشاكل التي أعانيها هو التحويل لعلمي رياضة وأني لم آخذ فرصتي لأكمل علمي أحياء وأسير في الطريق الذي أردته منذ أول إعدادي (كنت أنوي دراسة الطب لأنه أعلى تخصص، وإني والعياذ بالله تعرضت لقهر داخلي وأن أبي كان هو السبب في تخريب مستقبلين وأن هذا هو السبب في كل الاضطراب الذي حصل ولم آخذ حقي). حين أتذكر ذلك أشهر بالهم والكآبة، مع أني طوال السنين السابقة لم أكن أفكر في الأمر أبداً، ثم أتذكر الله وأن إرادته خير وأني استخرت طبعاً قبل أن أحوّل! وأحاول التحلّي بالرضى والقناعة بما أنا فيه حالياً، وهي دراسة جميلة فعلاً وخصوصاً أني كنت متميزاً في الرياضيات.. وأبدأ بالرضى وبحثت عما أستطيع عمله في هذا المجال "والله أراد بذلك لأن فيه خير بلا شك، وهو وفقني لهذا الطريق".
لكن في بعض الأوقات تأتيني الأفكار الأخرى أو هذا الوسواس وهو أني لن أنفع في ما أنا فيه لأني كنت أنوي على شيء آخر ولم أحاول السعي إليه! أنا في هذه الكلية منذ 3 سنوات، وأهلي تعبوا معي، وتأتيني أحياناً من فترة أفكار أن والدي هو السبب، وأفكار أن أترك هذه الكلية وأعمل ما يريحني وما أريد - وهي أن أعمل في تجارة ما، يعني أكسب مالاً وأكوّن نفسي وبعدها أدرس. بصراحة هاتان الفكرتان: الأولى أني لم حوّلت للعلمي رياضة ولم آخذ فرصتي، والثانية أن ما أريد ويريحني، هي طبعاً أفكار غريبة لكنها ترد عليّ، لكن أحاول التركيز وأقنع بما أنا فيه حالياً، لكن الوسواس يهاجمني حين أرى أحدهم ناجحاً ويقول أنه حقق ما أراده منذ صغره صغرى. أوسواس هذا أم حقيقة؟ استعينوا بالله وأسمعوني رأيكم، وأتمنى أن يردّ عليّ د. وائل أو الدكتور أحمد عبد الله، وطبعاً المشكلة القديمة ستفيد في إيضاح الأمور.
14/09/2009
رد المستشار
كلاكيت آخر مرة إدي العيش لخبازه، م
الأخ العزيز "محمد"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أولا: تعريف المشكلة واضح من المرة الأولى ولم يكن إرسالها مرة ثانية إلا نوع من السلوك الوسواسي ومن ضمن العلاج السلوكي لذلك هو عدم الإجابة إذا تكرر السؤال أكثر من مرة ولكني سأجيبك للمرة الأخيرة بضرورة زيارة الطبيب النفساني (ليست الزيارة فقط بل الالتزام والمتابعة على العلاج الدوائي والنفسي) وأن تختار طبيبا نفسانيا ممن يجيدون العلاج النفسي بجانب العلاج الدوائي حيث أنك بحاجة لكلاهما وليكن بعلمك أن علاجك قد يستغرق سنوات.
ولو كان العلاج السلوكي المعرفي بالقراءة كما ذكرت لما كان هناك مؤسسات مخصصة للتدريب والبحث فيه ولما أفنى العديد من العلماء أعمارهم في تعلم وتعليم أحد جزيئاته فأنت للأسف تتفه ما فيه علاجك وخلاصك وتعظم ما فيه عذابك (وسواسك).
أخي العزيز: لا ترهق نفسك وغيرك معك دون جدوى فنحن حين نصلي نتوجه للقبلة أولا وإلا كان جهدنا هباء منثورا فتوجه وابحث عن الطبيب الحاذق وتابع معه حتى نهاية علاجك.
عذرا لقسوة الرد ولكنها قسوة المحبين... وأهلا بك مع مجانين وتابعنا بأخبارك...
واقرأ أيضا:
العلاج السلوكي الذاتي أحيانا يفشل!
علاج الوسواس معرفي سلوكي أم تحليلي؟