نوبات الهلع: عرضٌ أم تشخيص..؟
أنا إنسان لا أعاني أي مشكلة نفسية حسب رأيي الخاص ولكن عندما أكون بين الناس أو في أي موقف سعيد أشعر بأنني سوف أموت ولا أعرف لماذا يبدأ قلبي بالخفقان السريع وينزل ضغطي وأشعر بأنني أنظر النظرات الأخيرة ما السبب لهذه المخاوف
وأرجو المساعدة لأنني أخاف أن أنجز أي خطوة ناجحة بحياتي.
9/10/2010
رد المستشار
الأخ العزيز السيد "سليم" المحترم, أهلاً وسهلاُ بك في موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية, وسوف يسعدني اليوم أن أجيب على طلب استشارتك.
إن ما ذكرته في رسالتك ينطبق على معايير نوبة الهلع التي هي عبارة عن فترة متميزة وواضحة من الخوف أو الانزعاج الشديدين، تحدث فيها أعراض مثل خفقان في القلب، سرعة وضيق التنفس، وغثيان وخوف من فقدان السيطرة أو الجنون أو الموت وغيرها.
وتجب معرفة مدى تكرار هذه النوبات وفيما إذا سببت لديك قلق مستمر من حدوث نوبات إضافية عند تواجدك بين الناس أو في المواقف السعيدة, وفيما إذا تبعها تجنب لهذه المواقف, من حتى يتم تحديد المشكلة بشكل أدق.
ويتم عادة علاج اضطراب الهلع من خلال تقنية التعريض الاستبصاري Introspective Exposure, التي يقصد بها به مساعدة المتعالج على الشعور بالأعراض التي ترافق نوبة الهلع وتعليمه أن الأعراض التي تحدث لا تستحق الخوف, ويتم ذلك من خلال تعريضه لنفس الأعراض ولكن في ظروف مضبوطة, بهدف تعليمه عدم ربط الأعراض العادية مثل سرعة ضربات القلب أو انخفاض الضغط بنوبة الهلع.
حيث يتم تنشيط الأعراض الجسمية التي ترافق نوبات الهلع, مثل الركض على الدراجة بهدف زيادة تسارع ضربات القلب, أو من خلال التنفس في كيس ورقي بهدف إحداث قصور أو عدم كفاية بالتنفس, وبالتالي يستطيع المعالج أن يزيد عملية التعريض بشكل تدريجي وبالتالي تحصين المتعالج ضد الخوف.
وتستطيع أن تلاحظ أن السبب الرئيس الذي يكمن وراء حدوث نوبة الهلع هو تفسيرك الخاص للأعراض التي تصاحب النوبة وقلقك المتزايد حيالها الأمر الذي يساهم في زيادة حدتها وتصاعد وتيرتها.
في حال نجحت في التعامل مع نوبة الهلع من هذا المنطلق, ووجدت نفسك قادراً على التحكم وحدك, فإنني أعتقد أن أمورك بخير, ولست أرى مانعاً من مراجعة أحد الأخصائيين ومناقشته في هذا الأمر, على أن يكون من ذوي الخبرة في العلاج السلوكي المعرفي, لأن علاج مثل هذه الحالات, في ضوء المعلومات القليلة التي أقتصر عليها طلب استشارتك, لا يحتاج منك للخضوع إلى العلاج الدوائي.
في حال أردت الاستفسار حول أي جوانب أخرى, لا تتردد بالاتصال بنا.
واقرأ على مجانين:
اضطراب الهلع
نوبات الهلع: برنامج علاجي