مات قبل أن يولد
أشكركم جميعًا وأشكر كل من ساهم في نجاح هذا الصرح العظيم.
بداية سأحاول أن أوجز مشكلتي على قدر ما أستطيع حتى لا أطيل عليكم؛
أنا شاب أبلغ من العمر 21 عامًاـ أدرس في كلية مرموقة في مصر في الفرقة الرابعة، ولكن كان سوء الحظ دائمًا جواري في حياتي كلها، لم يتركني سوء الحظ ولو لمرة واحدة!!! أصبحت الآن حياتي أصعب ما يكون، أصبح الفرح يخرج من فمي مجرد تعبير مثل الابتسامة أو ما شابه ذلك...
مات الفرح في قلبي، أصبحت الآن مدمرًا من كافة النواحي، وكما يقولون (ملامح بس فاضي من جوا) لا أعلم ما وراء ذلك؟ هل لأني شاذ؟ نعم، أنا شاذ جنسيًا.
قصتي مع الشذوذ بدأت من المرحلة الإعدادية، لم تبدأ كما تتوقعون، لم يُمارس فيَّ الشذوذ، ولم أمارسه مع أحد، ولم أُغتصب من أحد، وهذا ما يجعلني أشعر بالجنون!!
عندما أبحث في الموضوع أجد أن من هذا حاله أُغتصب أو حتى محاولات من شخص آخر، وهو ما جعله كذلك. أما أنا لم يمسني أحد، والمصيبة أن حياتي ابتدأت منه وكأنة أمر طبيعي، فأنا احتلمت على مشهد ممارسة شاذة بين شابين، وكنت وقتها في الإعدادي...
ميولي الجنسية رجل، أي أريد ممارسة كرجل، ولا أقبل أي وضع آخر، وتطور هذا الموضوع معي، وكنت لا أعلم أي شيء عن ما أنا فيه، ونظرًا لأني لم أكن منفتحًا على الحياة لم يكن لي أصدقاء سوى صديق واحد فقط طوال المرحلة الإعدادية.
أتذكر أني في يوم من الأيام فعلت العادة السرية، ولم أكن أعلم ما تسمى، بل ولم أكن أعرف ما هي العادة السرية، واستمريت عليها شهر، إلى أن حدَّثنا عنها مُدرّسنا في المدرسة، وحتى عندما عرفتها لم أكن أعلم أنها هي حتى قرأت عنها شرحًا تفصيليا في مجلة، ولمَّا علمت كان بعد فوات الأوان والاعتياد عليها. أنا أعلم أنها حرام، وأنا أعلم أنَّ ما أفكر فيه، والاستمناء أكثر وأكثر حرمانية، ولكن لا أعرف ماذا أفعل؟!!..
أصبحت الآن مدمن عليها مرة يوميًا وأحيانًا كل يومين... إلى الآن.
وعن مرحلة الشباب والمراهقة التي عشتها أو الذي كان من المفترض أن أعيشها وباختصار لم أكتسب سوى صديق أخر أي أصبح عندي صديقان، وأنا لا أعتبرهما كذلك لأنهما فُرضوا عليَّ ولم أخترهما، وهما دائمًا يتعاملان معي بأسلوب المصالح.
أما عن الجنس الناعم فلا... ولم أقترب منه لأنه لا يمثل لي الجنس... وحتى أكون دقيقًا لم تتقرب مني أي فتاة، وأنا لم أحاول أن أتكلم مع أحد...
وإنني طوال عمري كنت طيبًا. نعم طيبًا. هذه الكلمة التي كانت دائمًا تقتلني عندما تقال لي لأنهم لم يقصدوا المعنى الذي أنا حقًا أتعامل به وهو طيبة القلب والإخلاص والتضحية... ولكن الكل كان يقصد منها الطيبة بمعناها الآخر.... السذاجة أو الحمق ما شابه ذلك...
وأخيرًا أنا لم أحقق في هذه المرحلة أي خطوة أحس فيها بالنجاح الذي أريده -ليس النجاح الدراسي الذي يريده والديّ أو أي نجاح أخر ليس له معنى- فأنا ومنذ أن كنت صغيراً أريد أن أكون قائدًا ناجحًا متميزًا... أريد أن أكون متميزًا عن الآخرين، لأنني دائمًا أشعر أني مختلف عن باقي البشر. وكبرتُ وهمومي التي كنت أتجاهلها إلى المرحلة السابقة كبرت معي، لا بل وترعرت وأصبحت في أوج نشاطها... أنا وبعد دخولي الجامعة أشعر أني أنهار يومًا بعد يوم... أرغب وبشدة برجوع الزمن كي أعيشه بطريقة أخرى بالطريقة التي كنت أريد أن أعيشها... "لكن قول للزمان ارجع يا زمان"... باختصار أنا في هذه المرحلة –وهي أصعب مرحلة أعيشها- أحصد ما لم أزرع. أنا أعلم أنه من الممكن أن يكون لي يـــد بما يحدث لي، ولكن والله هو خارج عن إرادتي، فأنا الآن شاذ ولم أجد علاجًا فعالًا أو على الأقل أمل في الشفاء، فالكل ينادي بتغيير سلوكي.
لكن إذا أرت أن تغير فكرة عاشت معك عشرين عامًا ماذا تحتاج من الوقت؟ وما عساك أن تفعل بفكرة أنت ولدت بها!!!! وهذا إذا كانت مجرد فكرة وليس سلوك.
وثانيًا والأهم أنني إنسان محبط، بداخلي كم من الحزن على ما فاتني من العمر... وما سيكون عليه مستقبلي من الناحية المادية ومن الناحية النفسية ومن الناحية الجنسية والزوجية... أنا غير مؤهل لأي شي من ذلك فمن الناحية المادية فنحن أسرة متوسطة الحال والحمد لله، ومن الناحية النفسية فحياتي داخل منزلي جحيم فأختي مريضة بالوسواس القهري، وما أردك ما الوسواس القهري! والله كرهت التليفزيون، كرهت حتى غرفة الجلوس بسبها... فمعظم وقتي أجلس أسير حجرتي وأمامي ما أعشقه وأعتبره خليلي الحقيقي في الحياة وهو جهاز الكمبيوتر، فأنا والحمد لله قد درست -غير دراستي في الجامعة- دورات كثيرة في الكمبيوتر وطورت نفسي، والحمد لله وصلت لمكانة جيدة.
بقي آخر جزء وهو أهم جزء في هذه المشكلة هو أنا، نعم أنا! عندي دائمًا إحساس أن بداخلي شخص آخر، شخص لا يعرف إجادة الكلام والكياسة، شخص يحب حب جنون، حب لا يوجد، لكنه يعيش هذا الحب في خياله فقط دون الواقع ويحلم به كل يوم إلى الآن!.
وأنا شخص خجول جدًا ولا يجيد الكلام. شخص غامض في كل حياته لا يريد أن يعلنها لأحد. شخص خائف، نعم دائمًا أشعر بالخوف. شخص لا يستطيع تحمل المسؤولية ولكن لابد ورغمًا عنه. شخص منطوي دائمًا، ولا يحب المشاكل، ويتجنبها بشتى الطرق، ليس ضعفًا منه، ولكن لأنه شخص مظلوم من كل الناس حتى من أقربهم إليه ربما أسرته.
شخص من المفترض بعد سنتين أو ثلاث سيتزوج وسيبدأ عنصر "الزن على الودان" وإذا لم أستجب إذن هناك شيء... شخص لا يتفهمه أحد ودائمًا مجروح من الناس. شخص يضحي لمن لا يستحق. شخص تسيل دموعه لأتفه الأسباب... شخص شكله جيد ووسيم لكنه ممتلئ وهذا يفسر لكم بُعد البنات عني، وحتى عدم استطاعتي إقامة علاقة ولو شاذة... شخص حياته هي الأحلام، أحلام النجاح والوصول إلى القمة، ولكن لن تتحول الأحلام إلى شيء فالأحلام في طريق وحياتي تنجرف إلى طريق آخر! هذا هو ما بداخلي لا أطيقه وأريده أن يخرج مني. أريد أن أعيش ما تبقى من حياتي على كوكبي، كوكبي الحقيقي ليس ما اختلقته لي أحلامي. أريد أن أكون سويًا. أريد أن أكتسب أصدقاء، والله أصدقاء فقط.
نعم، إن الشخص الذي عرضته عليكم هو أنا بكل حالاتي، وأنا لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك لأنني لو دخلت في التفاصيل أكثر لن تسعني عشرون ورقة، وربما أكثر بكثير. أنا والحمد لله لم أعش أبدًا. ولن أسمح لنفسي أن أصاب باكتئاب. فقط هذه الخطوط العريضة لحياتي!!! صدقوني إني الآن في أصعب أيام حياتي! الشذوذ سيطر عليَّ تمامًا! وما يمنعني إلى الآن من إقامة علاقة شاذة هو أنني بدين، وهذا ما يجعل الشباب المثليين ينفرون مني، لكن إن خففت من وزني فأنا متأكد من أنني سأرتكب أكبر فاحشة مسيطرة على أفكاري... فأنا عندما أشاهد شاب لا أستطيع أن أمسك نفسي مما جعلني متعب جدًا.
أرجوكم أن تكتبوا حل لكل ما قرأتم، ولا تختصروا السطور فأنا أحتاج إلى أن أسمع أكبر كم من الكلمات، وأتمنى أن يرد عليَّ أكثر من أخصائي.
حقًا أنا من مات قبل أن يولد أو كُتِب عليه ذلك!
24/12/2010
ثم أرسل مرة أخرى في نفس اليوم يقول:
أكثر من خلل الهوية... وسواس بداخل يقتلني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركته، أما بعد؛
فبعد الشكر والتحية لكم، وردكم عليّ سابقًا على مشكلتي. الآن أواجه مشكلة أكبر بل تكبر وتكبر يومًا بعد يوم -بل هي بالنسبة لي أكثر أهمية من موضوع خلل الهوية الجنسية الذي أعاني منه ويقلقني- وهي إما أني حقًا أنثى بجسد ذكر أو أني مثليّ حقًا! لا يهمني ذلك الآن.
بصراحة أنا أعاني من وسواس قاتل جدًا بحيث إني وبداخلي هناك شيء يحفزني لشتم الناس بداخلي عند رؤية من أكره! وأحيانا يسيطر عليَّ لساعات فاكتشفت طريقة وهي وضع يدي على فمي خوفًا وظنًا أني سـأتكلم. أليس غريبًا! والأكثر عندما أدخل دكانًا أو محلًا أحيانًا أخاف من شيئين:
1- أخاف دخول محل فيه أناس كثيرون فأنتظر خروجهم.... ونادرًا أقاوم خوفي وأدخل.
2- يصيبني ذلك الوسواس عند دخول المحل ولا أستطيع السيطرة على نفسي. - ومثلا عندما يسألني أحد ماذا شربت؟ أقول: شاي. ثم بعد ذلك أفكر وأقول "أنا ماذا سمعت؟ ماذا أجبت؟" أصبح يقلقني هذا الموضوع كثيرًا وأفضل الموت على حياتي هكذا. وأود الحديث عن شيء آخر: أعاني منه كوسواس وهو أحيانا أفكر وأستغفر الله على ذلك: أفكر بالله وكيف خلق الإنسان والدنيا... وأشياء والعياذ بالله تسيطر عليَّ لا أود قولها.
الحمد الله أني ملتزم رغم كل شيء وأصبح الجنس قريبًا لحياتي لـ 0% وأتمنى أن أبقى هكذا، إن حالتي المثلية أو اضطراب الشخصية جعلني أكره الجنس، ويوميًا أعاني من هذا وأحاول التقليل من اضطراب الشخصية أو الخلل الذي أعاني منه، ولكن كما ذكرت الوسواس سيطر على نفسي وحياتي وأعتقد أنه دمرها! ولا سبيل لدي حاليًا لحل سوى انتظار مشورتكم التي بإذن الله قد تفيدني.
هل الأصل أن أكون بهذه الحالة بعيد عن الناس ومنطوي؟ فكرت عندما أتزوج أن لا لأقيم حفلة عرس خوفًا من مواجهة الناس والحديث معهم هذا الأمر كارثي جدًا، بل لو تزوجت أو تعرفت على فتاة وأحستْ أني أعاني من هذا الوسواس وذاك الاضطراب الجنسي أو الخلل... ماذا ستقول عني؟ أأعيش مع مجنون أو مريض نفسي!!!! أحيانًا أفكر بموضوع الابتلاء كثيرًا، وأقول: الحمد الله على كل شيء، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:216] (كل شي مقدر لك يا ماهر بالحياة، ومن الله كل شيء مقبول بالسرّاء والضرّاء...) الشكر والصبر هما بابان عظيمان وما بعد الصبر إلا الفرج.
أشعر بأن الوسواس الذي أعاني منه ابتلاء، وأيضا موضوع رغبتي الجنسية المثلية والأنثوية بجسدي هي ابتلاء.... لا أدري، كل شي معقد، لا فائدة إطلاقًا. أريد أن أعيش كغيري سعيدًا لا متوهمًا ولا مريضًا ولا مجنونًا ولا مثليًا ولا مضطربًا برغبته الجنسية...
في النهاية أتمنى منكم أن تساعدوني بإيجاد حل، وتوضيح ما أعاني منه حاليًا لعلي بإذن الله تعالى أتعافى من بعد مساعدتكم لي.
والشكر الله تعالى ثم لكم الشكر والمحبة بل وباقة ورد -وهي لا تكفي أن تفيكم حقكم- لكن اعلموا أنكم كأخوة لنا، وبالقلب دائمًا، والحمد الله أننا عرفناكم، وأنتم أهل ثقة، وأنا حريص دائمًا على مراسلتكم، عسى أن تساعدوني، وشكرًا لكم،
R03; والسلام عليكم ورحمة الله وبركته.
24/12/2010
رد المستشار
الأخ الكريم شكرا لثقتك الغالية بنا، ونرجو من الله تعالى أن نوفق لبضع كلمات تخفف معاناتك؛
سؤالي بدايةً لك: هل تشعر في قرارة نفسك أنك رجل أو أنثى؟ أي هل أنت راضي عن كونك رجلا؟ أو هل تشعر أنك رجلا في حسك؟
من الصعب على الإنسان أن يحيا ولديه أزمة في انتمائه وحبه لجنسه وشكله الخارجي، وخاصة ممن يمتلك القيم والضمير الحي مثلك، فيكون الموت أهون عليه من تعذيب الضمير وجلد الذات المستمر...
أخي الكريم؛ اخرج من فكرة واعتقاد أنك شاذ جنسي إلى سلوك السواء الجنسي، بمعنى تحكم بسلوكك وليس عليك فيما تفكر فيه أو تشتهيه لأنه ليس بمقدورك التحكم فيه.
وخاصة أنك للآن لم تمارس الشذوذ الجنسي فعليا سلوكيا
وإن كنت ممن يمارسون العادة السرية، فلا تتخيل إلا الإناث ولا تتخيل الرجال أبدا، إلى أن تصل لدرجة ممارستها دون تخيل أبدا أي فقط للتصريف، ثم إلى ممارستها على فترات متباعدة رويدا رويدا وهذا هو الكمال في الصبر الجميل والتصابر
أتركك في أمان الله وحفظه.
واقرأ على مجانين:
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
الشذوذ الجنسي المثلي واضطراب الهوية الجنسية
اضطراب هوية جنسية أريد العلاج
ويتبع >>>>>>: خلل الهوية ووسواس المثلية! مشاركة
التعليق: أنا أرى مشكلتك تتخلص في أنك تحس بالوحدة أو كما ذكرت أنه لا يوجد لك أصدقاء كثيرين فالحل أن يكون لك صديق تستطيع أن تتحاور معه بشأن هذه المشكلة وهذا عنون ايميلى للتعارف والمناقشة والحوار .............@yahoo.com