المحتقرة لنفسها..
مشكلتي مشكلة لا أجد لها حلا أكره نفسي ولا أعرف ما السبب؟؟ عندما أنظر لنفسي في المرآة لا أطيق من شدة كرهي لنفسي رغم أني والحمد لله يقولون أني جميلة ورقيقة ليس الجمال الفتان ولكن الجمال العادي، ولكن لا أرى نفسي هكذا بل إني أشمئز من نفسي عندما أنظر في المرآة أكره داخلي لعدم التزامي بالصلاة وقراءة القرآن أكره نفسي لشعوري بأن الجميع يكرهني حتى أمي وأخواتي ومعاملتهم السيئة لي يشعرني بهذا أكثر وأكثر..
أكره نفسي لأني أشعر أني أفعل أشياء غير راضية عنها، أكره نفسي بدرجة لا يمكن تخيلها لدرجة تفكيري بالانتحار كثيرا، مررت بكثير من المشكلات في سن صغير، شدة أبي وصعوبته لدرجة أني أشعر بأنه شخص غريب عني لا أستطيع أن أتحدث معه أو أطلب منه شيء أخاف أحس أني لا أحب أن أتحدث معه، كذلك أمي كانت حنينة بعض الشيء لكن كانت تحب أختي أكثر مني وتفرق في معاملتنا وأنا صغيرة، ولكن مررت بفترة مرض شديد بدأت تحسن من معاملتها لي فترة ولكن عادت مثلما كانت وبدأت تقسو عليّ أكثر وأكثر..
كل ذلك في داخلي أثر على نفسيتي حتى أصبحت أشعر أني عندي عقدة نفسية لا يمكن حلها مع كل هذا مرضت مرضا طويلا ولم أشفى منه بعد ولكن ذهبت للعديد من الدكاتره وكلهم يثبتون بأني سليمة ولا يوجد بي شيء، ترددت على العديد من الشيوخ وكلهم قالوا بأني معمول لي أعمال ولكن لا أحد استطاع معالجتي..
فقدت الأمل كثيرا ولكن أحاول استعادة الأمل مرات ومرات وفي تلك الفترة أيضا كنت قد أحببت شخصا وأنا في الجامعة وعشقته لدرجة الجنون وكان يود خطبتي ولكن أهلي رفضوا وهذا كان من المتوقع لأنهم دائما معارضين لي في كل شيء فقلت لنفسي (اشمعنى ده اللي هيوافقوني فيه) وبالفعل تم رفضه وأحسست وقتها أن الأبواب كلها انغلقت في وجهي فكان هذا الشخص أملي الوحيد.
مرضت أكثر وأكثر وبدأت أشعر بأن شكلي يتغير ولم أطق أنظر لنفسي في المرآة وبدأت أشعر بكرهي لنفسي كرها شديدا بعد ذلك اختار لي أهلي إنسانا ذا أخلاق عالية ومحترم جدا ووسيم وأحبوه كلهم، اضطررت للموافقة عليه لأنه لا أمل في موافقتهم على الشخص الذي أحببته، وافقت عليه ولكن لم أكن أحبه ولم أشعر تجاهه بأي شيء..
ظللنا فترة طويلة مع بعض ولكني لم أطق ذلك فهو أحبني بجنون وأنا أكذب بكل مشاعري تجاهه وبدأت المشاكل بيننا وبدأت أحاول اختلاق المشاكل لكي أتركه ولكن بلا فائدة فهو متمسك بي وأبي يحاول إيجاد الحلول للمشاكل حتى نبقى سويا، فقدت الأمل بدأت أحاول أن أحبه وبالفعل أحببته لأنه أحبني وأعطاني كل المشاعر والأحاسيس الجميلة، وحاول إرضائي بشتى الطرق، كرهت نفسي لكوني لم أحب الشخص الذي أعطاني كل هذا الحب؟
أحببته بل وعشقته وأحسست بأن حياتي قد تغيرت وبدأ الأمل يعاودني ولكن المرض معي ومعاملة أمي لي تزداد سوءا وكلما يحدث بيننا أي مشكلة أخاف أكثر وأكثر وأشعر بأني ليس لي أحد، ورغم حبي له وحبه لي إلا أني أشعر بكرهي الشديد لنفسي فلا أعرف لماذا كل ما حدث في حياتي فهو متراكم داخلي لا أستطيع نسيانه وأشعر بالكره الشديد لنفسي طول الوقت ولا أستطيع أن أتخلص من هذا الكره ساعدوني من فضلكم فكرهي لنفسي يزداد ويزداد ساعدوني..
26/02/2010
رد المستشار
الأخت الكريمة ريم، السلام عليك ورحمة الله؛
آلمتني كلماتك وأوصافك الموغلة في الحزن من قبيل:
"أكره نفسي"
"لا أطيق النظر لنفسي في المرآة شدة كرهي لنفسي"
"أكره داخلي لعدم"
"فكرت في الانتحار كثيراً"
"شعوري بان الجميع يكرهني"
"أشعر أن أبي شخص غريب عني"
"أمي كانت حنينة"
"أمي تحب أختي وتفرق بيننا في المعاملة"
هذه العبارات القليلة تصف كماً هائلاً من الحزن ورثاء الذات..
ولكن هناك نقطة جوهرية مضيئة في استشارتك لنا هي الاستشارة في حد ذاتها.. هي رغبتك في الفهم والتغيير والانطلاق للأمام..
مشكلتك يا ريم تكمن في الحب.. نعم الحب، والحب هو من ضمن الحاجات النفسية التي من المفترض أن نتربى عليها، ونتشربها صغاراً. والحاجات النفسية كالحب عدم إشباعها لا يؤدي إلى الموت ولكنه يترك آثاره وبصماته على الشخص فيشعر بما تشعرين به من كره أهلك لك، والحقيقة هم لا يكرهونك، ولكنهم لم يستطيعوا أن يعبروا عن حبهم بوسائل التعبير عن الحب ومنها: كلام الحب، ونظرات الحب، ولمسات لحب، وضمة الحب، وبسمة الحب نعم يا ريم المفترض أن تكون هذه الأمور يتربى عليها الناس.. يتشربون الحب صغاراً. هم لم يكرهوك ولكنهم قصروا في أن رسالتهم لم تصلك بشكل واضح.
وهذا ما أدى إلى شعورك بأنهم يكرهونك، وهو ما انعكس على شعورك بكره ذاتك، وهو شعور مؤقت سينتهي بتغيير نظرتك لكل شيء، وإن كان شعورك بأن هناك من الناس من يكرهك فإن الله الذي خلقك يحبك ويرعاك وهو حريص عليك، يريد لك الخير.
نعم يا ريم فالله عز وجل يحب عبيده ويرعاهم ومن مظاهر هذا الحب:
- من حبِّ الله لنا أرسل لنا رسلاً مبشِّرين ومنذرين، قال تعالى: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165).
- من مظاهر حبِّه تعالى للعباد أنَّه يدعوهم إلى دعائه: (وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم)، إنَّ الله يحبُّ أن يسمع دعاء عبده ليجبه، مع أنَّ هذا لن ينفع الله تعالى بشيءٍ فهو غنيٌّ عن العالمين.
- من حبِّ الله تعالى عباده أمرهم بالصلاة لكي يكونوا على صلةٍ دائمةٍ به عزَّ وجلّ، فالصلاة هي الصلة المباشرة التي تقرِّب العبد من ربِّه، وكلَّما زادت الصلة كلَّما كان من الله أقرب، وصلح حاله في الدنيا والآخرة، وتولاه الله عزَّ وجلَّ وكان في كنفه وحفظه وذمَّته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)
- وأول خطوة للتغير أن نشعر بهذا الحب الإلهي لنا ورعايته لنا، وأن نتقرب إليه ونلجأ إليه ونستعين به.
- وتأتي بعدها خطوة هامة هي أن تسامحي أهلك في تقصيرهم تجاهك، واعذريهم، وإن لم تستطيعي ذلك فتجاهلي هذه الأفكار التي تدور حول كرهك لهم، أو كرههم لك، فبمجرد أن تبزغ هذه الفكرة برأسك أطرديها تماما، لعل الشيطان يكون مبدأها ليعكر عليك حياتك، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.
- ابحثي حولك عن قريبة لك ثقة، وتحدثي لها، وتشاوري معها بخصوص أمورك الحياتية. ازرعي أنت الحب، وأمدي أهلك به ليعود إليك هذا الحب مرات ومرات.
- اشتركي في الأنشطة الخيرية التطوعية، لعل في رؤيتك للآلام الآخرين تريك حجم النعم التي أنعم الله عليك بها، وتمنعك أفكارك ومشاعرك السلبية من التنعم بها.
- كرري دوماً العبارات الإيجابية من قبيل، الله كرمني على أحسن صورة – سأبر والدي حتى يبرني أبنائي – سيعوضني الله خيراً... الخ.
- أعيدي النظر في علاقتك بخطيبك الذي تصفينه بأفضل عبارة قرأتها في استشارتك وهي إنه "إنسان ذو أخلاق عالية ومحترم جدا ووسيم" وهي تدل على نبل مشاعرك.. ورقة خلقك.
- ابحثي عن نقاط قوتك ومميزاتك وركزي عليها لترفعي من ثقتك بنفسك.
ريم افتحي صفحة جديدة فيها الأمل في الغد واعلمي أن الله يرزقنا المنحة من قلب المحنة. وتابعينا بأخبارك..