وعادت ريما لعادتها القديمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرسل إليكم اليوم ما يعد متابعة لرسالتين أرسلتهما من قبل وهما: رهاب الامتحان: رهاب نوعي، قلق وسمات قسرية وصولا إلى اكتئاب!.
ملخص الأولى هو خوفي الشديد من الامتحانات بصورة مبالغ فيها وفشل كل محاولاتي للسيطرة على نفسي خلال هذه الفترة مما أدى لتراجع مستواي الدراسي كل عام عما قبله!! وقد ردت عليّ د. إيمان سليمان وأخبرتني أني أعاني من Exam Phobia ونصحتني بالاستعانة بال anxiolytics أثناء فترة الامتحانات واللجوء للعلاج المعرفي بعد انتهاء هذه الفترة...
أما الثانية فملخصها أني أصبت بحالة كآبة شديدة منذ عدة أشهر واستمرت معي طويلاً مع تفكير سلبي مستمر ومعاناة بدون سبب حقيقي، والحقيقة أنها حالة متكررة تصيبني كل فترة، وفي رده عليّ أخبرني أ. يوسف مسلم أني لدي أعراض اكتئاب بدأت كاضطراب قلق وأني لدي اضطراب الشخصية الوسواسية/ القسرية..
أما الجديد, أني هذا العام قبل دخول فترة الامتحانات أخبرت قريب لي -وهو طبيب نفسي- بما يحدث أثناء تلك الفترة فوصف لي عقار Buspar 10mg نصف قرص صباحاً ونصف مساءً كما أتذكر وأعتقد أني تحسنت بعض الشيء مع هذا الدواء فكانت لدي القدرة على المذاكرة بهدوء... ولكن في إحدى الأيام كانت ليلة أول امتحاناتي ولم أكن مستعدة جيداً لهذا الامتحان, انتابتني حالة ذعر شديدة بكاء وانهيار وأحسست بفوران بجسدي كله وشدّ في عضلات رقبتي وكان يزيد الأمر كلما هممت بقراءة شيء أو حاولت النوم وبالطبع لم أستطع المذاكرة في ذلك اليوم واكتفيت بمذاكرتي السابقة ولم أقرأ شيئاً آخر!!
في ذلك الوقت اتصل والدي بقريبي الطبيب وكلّمته فجاء إلينا بمجموعة أدوية أخرى هي Tolvon 30 mg نصف قرص قبل النوم بساعة وNodep 10 mg نصف قرص صباحاً وStellasil 1 mg قرص صباحاً وقرص مساءً... مع الوقت بدأت أشعر بتحسن مع هذه الأدوية وبدأ خوفي يقل ويتلاشى في الامتحانات التالية –طبعاً المادة الأولى لم أجب فيها جيداً- وأعتقد أن خوفي أصبح في المعدل الطبيعي لم يعد يعيقني عن المذاكرة أو الحل في الامتحانات... أحسست أثناء فترة تناولي هذه الأدوية أن حالتي المزاجية تحسنت كثيراً, حالة الكآبة التي كانت ملازمة لي منذ أشهر بدأت تقل وجدتني أضحك وأندمج مع عائلتي وأصدقائي وزاد وزني -أنا التي كنت أفقد بال6 كج فترة الامتحانات-!!! هذا كله رغم ضغط المذاكرة!!! قرأت نشرات الأدوية وعلمت أنها تستعمل في حالات الاكتئاب.
لست أدري أكان هذا التحسن بسبب الأدوية أم بسبب أني انشغلت بشيء ولم يعد لدي فراغ –لأني كما أعتقد كنت أتناول جرعات صغيرة-، نسيت أن أقول أني زدت جرعة الـ Nodep إلى قرص كامل وأيضاً قللت جرعة الـ Tolvon إلى ربع قرص لأنه كان يسبب لي النعاس نهاراً وكل ذلك بمعرفة الطبيب، منذ حوالي أسبوعين انتهيت من الامتحانات وتوقفت عن الأدوية في نفس اليوم مرة واحدة, الحقيقة أنها خلصت وأنا ليس معي روشتة لأكررها، لست أدري هل هذا خطأ أم لا؟؟ لكني لم أكن أكترث لأني اعتبرت هذا العلاج مؤقت فقط لأعبر فترة الامتحانات وكنت أنوي أني بمجرد أن تبدأ الأجازة سأذهب لطبيب نفسي لإصلاح كل ما بي ولكني لم أفعل ولست أدري هل سأفعل أم لا!!!
منذ عدة أيام بدأت أحس بشعور غريب لست أدري هل له علاقة بانقطاعي عن الدواء أم ماذا, أشعر بكهرباء خفيفة في رأسي كأنها خضة خفيفة جداً ولكنها مستمرة أو خضات متتابعة أشعر كأني بنصف وعي أو كأني أفقد وعيي للحظات ثم أعود, قد يتكرر هذا الأمر عدة مرات في اليوم وقد يستمر لأكثر من ساعة, هذا الشعور يزعجني جداً ويقلقني, هذا بجانب عودة الحال الأولى التي وصفتها في الرسالة الثانية من قلق مستمر وكآبة وتشاؤم وعدم رضا وخوف وأفكار سلبية وفقدان الشهية و... و..... هل هذا بسبب الأدوية أم بسبب الفراغ الذي أعيشه الآن؟؟؟؟ أريد أن أعرف رأيكم.
هل أكرر هذه الأدوية وأستمر عليها أم ماذا؟؟
أعلم أنكم قد تفضلون العلاج المعرفي, وأنا أيضاً أفضله وفي حاجة إليه لكني لا أعلم أحداً وكما تعلمون السؤال في هذا الأمر محرج جداً ولا تقولوا لي استعيني بقريبك لأني أتحرّج جداً منه ولن أستطيع التحدث معه صراحة، أتمنى لو يمكنكم أن ترشحوا لي أحداً, أعلم أن طلبي صعب ولكني حقاً لا أدري ماذا أفعل؟؟ أعتذر عن الإطالة وعن الإزعاج ولكم مني جزيل الشكر ودعواتي لكم بالتوفيق وبارك الله لكم جهودكم في هذا الموقع النبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
28/07/2011
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
نشكرك كثيراً على ثقتك في موقعنا وعلى رجوعك لنا في ما يُلم بكِ من أمراض، وهذا إن دل يدل على تفهمك لطبيعة مرضك وكذلك ثقتك الغالية فينا نسأل الله أن يلهمنا الصواب والسداد ويجعلنا سبباً لرفع الهم والكآبة عنكِ.
عزيزتي ما هو مُستنتج من مُجمل رسائلك السابقة ورسالتك هذه أنكِ تعانين من قلق نفسي في صورة وسواس قهري نتج من تكرار الأعراض حالة من الاكتئاب المصاحب للقلق ويتضح ذلك من الأعراض السابقة والحالية ومن استجابتك للأدوية مضادات الاكتئاب والقلق التي ذكرتها.
مبدئياً ما أصابك من أعراض بعد انقطاع الدواء فجأة هذه أعراض انسحابية Withdrawal Symptoms فلابد أن نسحب الدواء بالتدريج كما بدأناه بالتدريج.
ثانياً: ما ينتابك من أعراض هو ملازم لكِ طيلة العام ولكنه يكون في أوجه في وقت الامتحانات وهذا متوقع في مرض القلق النفسي، لذا ستكون نصيحتي لكِ كالآتي:
من وصفك للأعراض وطبيعتها وطريقة وقف العلاج فأنا أنصحك أن نبدأ ثانية بأخذ العلاج كما وصف لكِ nodep قرص كامل صباحا ، tolvon 30 نصف قرص لمدة أسبوع، ثم ترجع جرعة الـ nodep إلى قرصين مع الحرص على متابعة طبيب نفسي لتكملة العلاج معه وبدء العلاج المعرفي لأن مرض القلق النفسي يحتاج إلى مدة علاج أطول وإلى متابعة لعالج معرفي سلوكي للتغلب على الأفكار السلبية التي تتحكم في طبيعة مشاعرك وسلوكك وهذا سيستلزم المتابعة مع متخصص.
أما عن طبيب محدد فلديكِ في موقعنا العديد من الأسماء لأطباء أفاضل يمكنك أن تختاري أياً منهم ولا نزكي على الله منهم أحدا.
ونسأل الله لكِ السداد والتوفيق وتابعينا برسائلك لنطمئن عليكِ.