حرب ضارية بيني وبين نفسي
الصلاة والسلام على رسول الله، في البداية أحب أن أشكركم على جهودكم لمساعدة الشباب أعانكم الله ووفقكم. أما بعد, أرجو منكم سعة الصدر لما سوف أتليه عليكم وآسف على الإطالة حيث أن مشكلتي لها نواحي عديدة ومتشعبة وسوف أسرد عليكم جميع الظروف الحياتية أملا أن تستيطعوا إعطائي الرد الشافي بإذن الله كما أرجو منكم مراعاة ظروفي وعدم القسوة علي في الرد.
عندي من العمر 22 سنة، طالب بكلية الهندسة وحيد أبي وأمي، عن طفولتي كانت ظروف عمل أبي خارج مصر فتولت أمي تربيتي وقد كانت تتعامل معي بطريقة قاسية وحازمة تؤنبني كثيرا وتضربني وتدعو علي ظنا منها أنها أنسب طريقة لتجعلني رجلا ولكنها كانت نعم الأم في مراعاتي الصحية والدراسية ولكن من غير أن تعبر لي عن عاطفتها فلم تكن تدللني أو تلبي لي كل طلباتي، كنت زائد الوزن وكنت عدوانيا وفضولي أسأل عن كل كبيرة وصغيرة، لم أكن أملك المهارة للانخراط مع الصغار مثلي بل كنت أطلب من أمي أن تعرفني عليهم.
أبي الآن يعيش معنا ولكني دائما أشعر أن أمي هي المسيطرة كما أني لا أحب شخصية أبي فلا أتمنى أن أكون مثله فهو لا يملك ثبات انفعالي وأشعر أن شخصيته مهزوزة فلا أثق برأيه ولا أشعر أنه يمكنني الاعتماد عليه لأنه حدثت مواقف شعرت أنه خذلني فيها، مثلا قد استنجدت به في أحد المرات في مشكلة ما فانهار كما أني لا أشعر أنه مكمن أستند إليه أو يكون لي سندا كما أشعر أنه يتهاون في حقه، عمره الآن قرابة ال60 ولكني أتذكر أنه لم يكن كذلك في السابق علما أنه في منتهى الطيبة والأخلاق الفاضلة.
بدأت أعراض حالاتي النفسية في سن صغير حيث كنت لا أقاوم قراءة جميع اللافتات في الطريق أو أكرر جمل ما في ذهني، في أول مرة سألت أبي كيف يأتي المولود وشرح لي وقد كنت طفل ظننت أن الحيوانات المنوية هذه موجوده حتي عند الأطفال ويمكن أن تذهب لأي أحد من نساء عائلتي إذا ما مروا من أمامي فكنت دائما أمارس طقوس من آيات معينة أكررها مرات كثيرة مع حركة باليد كمن يشد هذه الحيوانات المنوية من الهواء.
في سن المراهقة أول المرحلة الثانوية كانت تأتي لي أفكار غريبة عافاكم الله مثل وضع شيء في فتحة المؤخرة مثل الصابونة أو فرشاة الأسنان أو تقبيل أجزاء من جسدي أو تذوق هذا السائل اللزج الذي يخرج من القضيب وقد كنت أنفذ هذه الأشياء بعض الأوقات كان هذا مع إدمان العادة السرية والقنوات الإباحية كنت أشعر بقشعريرة في الدبر أظن أنه بدأ هذا الإحساس مع مشاهدة هذه الممارسات البغيضة انتهيت من هذه الأفعال والأفكار بعد فترة أوائل المراهقة.
تعرضت أيضا لموقفين أثروا على حياتي لفترة طويلة حدثوا في بداية المرحلة الإعدادية الأول كان أن شتمني ولد أكبر مني سنا وأنا أقود دراجاتي فرضدت عليه بالمثل فقام بعمل حركة تحرش لي من الخلف وأظن أن هذا ترافق مع إحساسي بأن يد الولد ما تزال تلمس مؤخرتي لفترة وكنت أتحاشي أن يقف ورائي أحد في المدرسة وأن يلمسني أحد بغير قصد أفزع وأتحاشي أن يقترب مني أحد وكنت دائما أضع يداي خلفي كأني أحمي نفسي من مثل هذه الحركة وإن مر أحد من ورائي أشعر أنه ممكن أن يفعل لي ذلك وقد بقيت هذه الحالة حتي الآن ولكن بصورة طفيفة جدا.
الموقف الثاني كان تعرضي للتحرش من أحد أقارب العائلة كان يكبرني بما لا يقل عن 10 سنوات كان زائر وكان يبيت في نفس الحجرة وبعد النوم جاء لينام على نفس سريري ثم بدأ أن يلمس قضيبي كنت خليط من مصدوم أو مش عارف أتصرف أو عايز أجرب بعد أن أدخل يده ليلمس قضيبي حاول أن يأخذ يدي ليضعها على عضوه فقاومته ورفضت فحاول أن يدخل يده أكثر ليصل لمؤخرتي فرفضت وذهبت من جانبه وفي اليوم التالي حصلت ما بيننا مشادة بسبب هذا فقام من غير قصد وهو يلوح بيده بضربي في وجهي وقال لي أنه ذهب ورائي عندما نمت في حجرة أخرى وفعل بي مثل هذه الأشياء وأنا نائم....؛
وبداية من هذا الموقف بدأت تظهر أعراض أخرى لحالتي النفسية وهي أن لا أقدر عن التوقف عن التفكير في هذا الموقف وأفند الأدلة وأعيد سرد الأحداث في عقلي. بعد هذا الموقف جربت لمرتين أو ثلاث أن ألمس أعضاء الأطفال الأصغر مني أو في مثل سني أثناء نومهم ولكنني توقفت عن هذا وكان بدافع الفضول.
في أواخر المرحلة الثانوية وبداية المرحلة الجامعية أيضا تعلقت جدا ببنت زميلة وكنت أريد أن أخطبها ولكنها دائما كانت تقول لي أنها لا تعرف إجابة محددة وظللت متعلق بها لمدة 3 سنوات الآن أفكر في هذا كثيرا وأشعر أنني تهاونت في حقي معها وأنه كان يجب أن آخذ موقف حام بالابتعاد عنها وعدم الجري ورائها كما حدث، مثل هذا التعلق أو الجري وراء البنت أكثر من مرة ابتداءا من المرحلة الإعدادية ولكنني الآن مرتبط بفتاة على خلق وأنا الطرف المسيطر على العلاقة تماما أنا أعرف أني تعلمت كيف أكون المسيطر الثقيل الغامض ولكنني ألوم نفسي كثيرا على علاقاتي التي أشعر أني تهاونت فيها كثيرا.
في بداية المرحلة الجامعية نسقت مع أصدقاء السوء لإدمان الأقراص المخدرة والحشيش وكانت تأتي لي حالات صرع في بعض الأوقات بعد تعاطيها وقد ذهبت لدكتور نفسي وعاين هذه الحالات -الإغماء والتشنجات- على أنها صرع، أظن أنه أساء تشخيص حالتي حيث أني عرفت أنها عرض جانبية لهذه الأقراص الموخدرة وتعرضت أيضا لحالة تبول لا إرادي في هذه المرحلة مما زاد الذكريات التي تهاجم تفكيري طوال الوقت ولكني تعافيت الحمد لله من هذا الإدمان.
حدثت بعض الأحداث في هذه المرحلة التي أثرت علي وما أزال أفكر فيها مثل أن رآني أصدقائي وأنا مغيب من الأقراص المخدرة ومثل أن أحد زملائي قال لي أنه لا يمكن أن نكون أصدقاء من غير سبب ومثل أن حدث موقف بيني وبين بعض الأشخاص وكنت على حق وقفت وقفة أسد ولكنني بعدها بأيام عندما جلسنا جميعا لننهي الموضوع كنت قد تعاطيت تلك الحبوب قبلها وتهاونت في حقي كثيرا معهم اعتذرت لهم وكنت أقول لهم أنا عايز نرجع حبايب تاني وهم يرفضون كل هذه الأحداث تنبش في رأسي كالكلاب المتوحشة..
منذ حوالي سنة عرضت نفسي على دكتور نفسي حيث كنت أعاني من كثرة التفكير في أحداث الماضي وما قيل وما حدث أثناء اليوم بطريقة تكرارية مرضية وشعور بقشعريرة الدبر أو وسواس الشذوذ وشخص حالتي على أنها وسواس قهري وكتب لي على دواء أنافرانيل استقررت على جرعة 100ملجم ودوجماتيل فورت قرص يوميا وواظبت على هذا الدواء لمدة 6 أشهر شعرت بعدها بالتعافي وأوقف الدكتور الدواء.
حتي الآن أظن أني تعافيت من قشعريرة الدبر ووسواس الشذوذ بنسبة 95% وأن أشعر إن مر أحد من خلفي أنه ممكن أن يفعل لي حركة تحرش أيضا ولكني أعاني لدرجة تعيقني عن الحياة الطبيعية من التفكير في الأحداث اليومية أو الذكريات المؤلمة وسردها مئات المرات، كما أشعر أنني تهاونت في حقي في مواقف عديدة على مر حياتي وأشعر أني لا أملك الثقة في النفس من جانب الشعور بحب الناس وتقبلهم لي على الرغم من ثفتي في نفسي في مجالات أخرى مثل الرياضة أو الدراسة وأني أملك أصدقاء قليلون ولكن قريبون جدا مني والحساسية المفرطة فأقل كلمة وفعل يؤثر في لدرجة كبيرة وأستمر في التفكير في السبب الذي جعل الشخص يقول أو يفعل هذا وأفند في الأدلة والقيل والقال.
وأيضا أختلق قصصا أكتشف بعدها أنها غير صحيحة مثلا إن اتصلت بزميل ولم يجيب أفكر في أنه ربما زعل مني لسبب ما وإن نظر لي أحد الزملاء نظرة ممكن أن أحللها على أنه مثلا أخذ مني موقف لأنه سمعني أقول عنه شيء وقصص من هذا القبيل وعندي شعور مجمل أنني غير راضي عن ماضي في الحياة وآخذ باللوم على نفسي وتأنيبها على ما اقترفته حيث أنني لا أنسى أي شيء من جميع هذه الأحداث التي حدثت لي والأخطاء التي اقترفتها أنا الآن مواظب على الصلاة والصحبة الصالحة على الرغم من وجود بعض الهفوات من وقت لآخر.
أحب أن أضيف أنني أجد نفسي شخص أصيل, نبيل, وشهم, عمري ما أخذلت أو خذلت أحد ولو مرة بالعمر, قوي, انتقامي لأبعد الحدود, كما يصفني الجميع بالطيبة آسف على الإطالة وأرجو منكم رد مفصل وإذا كان يجب أن أعرض نفسي على دكتور أرجو أن تقترحوا لي دكتور في الأسكندرية أو علاج دوائي أرجو ذكر اسمه، مع احترامي وثقتي في جميع مستشاري الموقع أرجو أن يتفضل د. وائل أبو هندي أو د. محمد شريف سالم بالرد على استشاراتي.
01/12/2011
رد المستشار
أولاً صعب جدًا أرد على كل كلامك لأني المفروض أكتب لك وأكتب لك......... كل الذي تعلمته خلال 30 سنة، لأنك كما يبدو كرة من العقد المتجمعة مفيش كلام أنك الآن تعاني من أعراض اكتئابية وصدقني لو لم أجد هذه الأعراض الاكتئابية وشعورك بالذنب كان احترامي لك سوف يتبخر، ولكن ألم تعلم بقول الله عز وجل "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53) وقول النيى صلى الله عليه وسلم "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
أظن الكلام مفهوم ومش عايز تفسير ولكني أختلف معك، والرد من كلامك كيف تكون أصيلا نبيلا وشهما وانتقامي لأبعد الحدود!!
علم نفسك كظم الغيظ والعفو عن الناس لكى يتجمع لديك رصيد من الحسنات يذهب السيئات الكثيرة التي اقترفناها خلال عمرنا.
ثانيًا: أنا معك ومع دكتورك إنك عندك وسواس قهري بس في هذه المرحلة لابد أن تحسن من شخصيتك أولاً وتعالج حساسيتك المرهفة، فالقلق والخوف الذي تعيشه على ما فات وعلى ما هو آت يدل على أنك لديك استعداد ذاتي للهزيمة والانهيار كما كنت تصف والدك، أنت ضحية لما يحكمك من استثارة زائدة وعدم استقرار.
لا تجعل الانفعالات تسيطر عليك حتى تستطيع أن تواصل عملك ونشاطك بدون قيود داخلية تحرمك من الاستبصار بحالتك وتجعلك تعيش تعيس بعد التوبة والإقلاع عن الفجرات والغدرات التي فعلتها (سامحني لهذه الألفاظ).
اعلم أن مخاوفك ليس لها أساس من الصحة فاجعل أحزانك على ما فات تنتهي، لماذا تشعرني من كلامك أنك تحتاج لمن يحميك من هذه المشاعر؟ هل يمكن حل كل المشاكل من خلال أوراق تطير في الفضاء الإليكتروني، صعب..... فأنت تحتاج لمعرفة مصادر قلقك وخوفك حتى لا تتحول إلى كائن عاجز انسحابي ساعتها ستخلو حياتك من الإثارة والمتعة والاحساس بالنجاح، لابد أن نبدأ في مواجهة هذه المشاكل الحقيقية والمتخيلة، فمثلاً أنصحك بقراءة وتنفيذ موضوع توكيد الذات وسوف تجده على موقع مجانين وعلى موقع طبيب نفساني دوت كوم.
ومحتاج أكثر إلى تعلم تحرير انفعالاتك وأن تتدرب على اكتساب المهارات الاجتماعية وسوف تجد ذلك بالتفصيل في الموقعين.
ولكن تأكد أن سلوكياتك الحمقاء السابقة ما هى إلا نتيجة معتقدات غير عقلانية في إمكانياتك وقدراتك، وبدلاً من الاعتراف بذلك تسقط كل عيوبك على والدك ولذلك أنت لديك مخاوف لامنطقية تسندها اعتقادات خاطئة ولذلك يجب أن تتشجع على مواجهة تلك المخاوف ومصادرها بدلاً من الهروب وتجنبها.
أما موضوع قراءة اللافتات وتكرار الجمل وظن أن الحيوانات المنوية سوف تطير في الهواء وتسبب حمل النساء أو خوفك من أن تكون إنسان شاذ أو سرد الأحدث وتفنيد الأدلة مئات المرات أو تحاشي أن يقف وراءك أحد فيمكنك قراءة موضوع علاج الأفكار الوسواسية وموضوع عالج نفسك بنفسك وباقي مقالات الوسواس القهري على الموقع.
أخيرا لن أتطرق إلى موضوع المخدرات والحشيش أو التحرش بالأطفال والعادة السرية أو القنوات الإباحية أو الجرى وراء البنات ثم إدعاء البطولة بعد الفشل معها لأن هذه الأمور هى أمور أخلاقية تعتمد على مدى إيمانك وصدقك وأمانتك أو حتى الرجولة والمروءة والشهامة والأصالة التي تدعيها.....، لا تظن أنني أسبك أو أسبب لك الحزن أو أنني أقسو عليك فكلنا ذو خطأ المهم العودة إلى الله وصدق التوبة إليه وسوف ينفعك كثيرًا قراءة موضوع البرنامج الروحي على الموقع طبيب نفساني دوت كوم.
التعليق: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون "
أدهم، عليك أن تعلم أن الاكتئاب والقلق في حالتك هو عقاب نفسك لك على انحرافك، فمرة سمعت من أحد العلماء الموثوق بعلمهم أن في الإنسان نظاما معقدا يحاسبه ذاتيا إذا أخطأ (هذا النظام يدعى الفطرة)،
لا أقول لك أني ملاك ولم أخطئ فكل البشر خطاؤون وخير الخطائين التوابون، اعتبر أن الفترة التي مضت من اكتئاب ووساوس كانت مطهرا لك من الآثام وابدأ بمرحلة جديدة من عمرك، كن إيجابيا وقدم المساعدة للناس واستغل قوتك وشهامتك لرفعة مجتمعك، وبما أنك في مصر أرض الكنانة فهناك الكثير مما يمكن أن تقدمه .
اعلم أنك وكل شخص يقرأ كلامي مسؤول امام الله عن ما قدم، واعلموا أن الظلم يؤخر عنا النصر، فجاهدوا أنفسكم حتى تكونوا جديرين بجهاد أعدائكم.