أنا في ورطة ومحتاجة مساعدة قبل ما أنتحر
السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ أنا بنت على قدر متوسط من الجمال تزوجت مرتين في المرة الأولى زوجي طلقني يوم الزفاف بسبب مشاجرة بين والدته ووالدتي برغم من توسلاتي له وحبي الشديد له ووقوفي بجانبه رفض وأصر أن يتركني بحجة الكرامة بعد ارتباط دام عامين.
والمرة الثانية تزوجت من رجل يكبرني ب16 عام وفاجئني هو الآخر بأنه كاذب منذ أول يوم رأيته وأنه تزوج قبلي ثلاث مرات وأنه يتزوج النساء ليستنزفهن ويسرق أموالهن ثم يتركهن فقمت برفع دعوى خلع والحمد لله قدمت ما يفيد بأن له سوابق جنائية وحكمت المحكمة بطلاقي.
أما المشكلة التي أعانيها الآن وأرجو من الله أن تساعدوني فقد أشرفت على الانتحار ثلاث مرات وأصبح الاكتئاب ملازمني فقد تعرفت على زميل بالعمل منذ سنة أو أكثر بشهرين أحببته من أول لقاء ولكن فاجئني بأنه متزوج وعنده طفلين ولكن بالرغم من ذلك لم أبعد عنه وكنت مصرة علي حبي له وهو أيضا أفصح لي عن حبه وأصبحنا كل يوم معا ولا نقوى على الحياة من دون بعض؛
وبعد مرور الوقت اتفقنا على الزواج بعلم الجميع مع العلم أنه قادر على الإنفاق على بيتين ثم بعد ذلك ظهرت أول حجة بأن زوجته لو علمت ستموت وهي مريضة بالقلب ومن سيربي أطفاله فقال لي نتزوج عرفي فرضيت وبعد كده سافر لمدة أسبوع كنت هموت لأني كنت معه كل يوم، وفعلا أخذت 200 قرص برشام لدرجة أني كنت برجع من أنفي وعملت غسيل معدة وهو لما عرف رجع عشاني بسرعة، ويوم ما اتقابلنا اتجوزنا عرفي وحصل بينا أول لقاء حميم وشعرت معه بأني لم أتزوج من قبل وأنه التعويض الكريم الذي أستحقه، واستمر هذا الحال لمدة عام حتى يوم عيد ميلادي الذي فاجأني بأجمل وأغلى هدية شقة ثمنها 100 ألف جنيه مسجلة باسمي في الشهر العقاري وقال لي بأنها أماني من الزمان ولأنه يحبني يجب أن يؤمن لي مستقبلي فطرت من الفرحة وظللت أبوس في قدميه فمثل هذا الإنسان نادر الوجود؛
ومر بعض الوقت ففرش لي الشقه حتى الستائر لم ينسها لدرجة أنه فصلها بنفسه فقلت له لماذا لا نتزوج ويعلم الجميع بزواجنا فجميع الأمور مسهلة ولا يوجد أمامنا صعوبات فكان رده لا تفتحي ذلك الموضوع مرة ثانية هل أنت عازمة على أن تخربي بيتي وتعلمي زوجتي فقلت له أبدا والله لن أفعل سوى أن أعلم أهلي فقط فقال لي هل هناك شيء يستخبي وكل ما أفتح ذلك الموضوع يهددني بالابتعاد عني، ففكرت ما الطريقه التي أجبره بها على أن يتزوجني ولا يتركني فصورت لي وساوسي أن أحمل منه وبالفعل فأنا حامل الآن ولكن هو يريدني أن أسقط جنيني وأنا لا أريد أن أفعل ذلك، وذلك لسببين الأول أنا عملت ثلاث عمليات إجهاض وكحت بالرحم، والثاني أن الطبيبه المعالجة لي قالت أنها آخر فرصة للحمل لي ويجب أن أحافظ عليه
وأخيرا أنا أحبه ولا أقدر على العيش بدونه، فأفيدوني
أرجوكم أرجوكم أرجوكم
28/11/2011
رد المستشار
عزيزتي "هناء" الحزينة؛
فعلاً لقد أوقعت نفسك في ورطة والله وحده يعلم كيف ستخرجين منها، وورطتك ليست في الفصل الأخر من قصتك فحسب بل هي في الكثير من تصرفاتك المتهورة.
أنت الآن حامل من الزوج الذي لا يربطك به عقد رسمي وفي ذلك مشكلتين المشكلة الأولى في وضعك أمام أهلك ومجتمعك، والمشكلة الثانية في أن زوجك هذا حريص جداً على صيانة بيته وزوجته الأولى من أي إعصار قد يودي به ولا تحاولي وضعه في مآزق جديدة فأنت الخاسر الوحيد في هذه القصة لأنك في الموقف الأضعف، والزواج العلني هو عادة أغلى على قلب الرجل من الزواج العرفي ولو اضطر على الاختيار بينكما فلا أعتقد أن الأمر سيكون في مصلحتك، وما فعلته حين قررت أن تحملي منه قد يكون فيه حسماً للموقف فهو إما أن يخبر زوجته ويوافق على إشهار الزواج، أو أن يرفض سياسة الأمر الواقع التي تحاولين اتباعها معه، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيكون، إلا أنني أود أن أخبرك ببضعة نقاط أتمنى أن تساعدك في التفكير بشكل متوازن فيما بعد:
1- إن الإنسان الًمؤمن مأجور على صبره على المحن والصعوبات كما هو مأجور على شكره الله على النعم والعطايا ففي الحديث الشريف: عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
2- إن الكثير من المحن التي نمر بها تحمل في طياتها خيراً كثيراً خصوصاً عندما نوقن بأن الله يحبنا ويرسل لنا الخير دائماً وبالذات عندما نسلم أمرنا إليه ونستخيره في كل خطوة ونرجو منه العون والتوفيق.
3- إن خطوات كزواج وحمل وطلاق خطوات مصيرية تحتاج منا لكثير من التروي وما شروط العقد والطلاق الصعبة التي وضعها الشرع كالشاهدين وموافقة الولي وغيرها إلا تنبيهاً من الله تعالى لنا أن الأمر ليس مجرد كلمات و(يفتح الله) إنما هي مصائر عدة أشخاص في كلمات قليلة. فانتبهي يا صديقتي واستشيري من يوثق برأيهم واستخيري الله قبل أن تقدمي على أي عمل.
وراسلينا دوماً فنحن، في مجانين، أخوة لك نحاول أقصى جهدنا أن نقدم العون من خلال كلماتنا وإجاباتنا.
وفقك الله وكان لك خير معين
التعليق: أختي العزيزة، أتألم لمشكلتك الكبيرة ولكن هل تعلمين أن الحياة الدنيا مبنية على الفقد؟ عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه.
إذا أيقنا هذا المعنى فهل سيكون الحل هو إنهاء الحياة بسهولة لمجرد فقد من نحبه ولا نستطيع العيش بدونه؟
إذا كان الأمر كذلك فستقضين حياتك فى محاولات انتحار لأن الدنيا كما قلت لك لا تستقر على حال ولن يخلد فيها أحد لأحد. هل من السهل إجهاض جنين حتى لا تفقدي أبيه؟
أليس لهذا الجنين الحق في الحياه؟ هل هذا قرارك أنت وأبيه في استمرار الحمل أم إجهاضه؟ أين الله في حياتكما؟
أنصحك أختي بالتفكير في فعل القرار الذي يرضي الله عز وجل أولآ وليس ما يرضي هواك.
إذا جعلت طلب رضى الله همك الأكبر وليس إرضاء زوجك و نفسك على حساب الخالق عز وجل سيهىءُ الله لك أمرك.
إعلمى أختى الحبيبة أن الحياه اختيارات وقد وافقت زوجك على شروطه ثم قررت الحمل، ولكن ليس الحل بعد الخطأ أن تعقبه سلسلة من الأخطاء