ما ليش لازمة
أنا صاحب مشاركتين عندكم الأولى: الشخصية التجنبية والخروج للحياة والثانية: الملل والحيرة: تساؤلات تترى! وسأتكلم عن أجزاء في ردكم على مشاركاتي وأجزاء أخرى لم أتحدث عنها وأرجو إعادة قراء مشاركتي وتحليلها المعالج المهني، دكتور سداد أشار علي بأني أحتاج لمعالج مهني ولكني في أثناء البحث عنه في الانترنت تأتي النتيجة عن المعالج المهني في حالات الإعاقة الذهنية والجسدية، ولا أعرف كيف أوصل للمعالج المهني المقصود في مصر، لو أحد من المستشارين يشير علي بالمعالج المهني المطلوب في مصر وكيفية الوصول إليه.
الحب الدكتور سداد أشار بأني أحتاج أن أدخل الحب إلى حياتي ولكني أشعر أني لا أعرف أن أحب، فأنا أشعر أني لا أحب أهلي أبي وأمي إلا لمجرد أنهم يوفرون لي الطعام والشراب والملبس ويقدمون لي خدمات فقط، لكن لا أحس بمشاعر ولا أشعر أني المفروض أن أفعل شيء لأجلهم وأنا لم أرى الحب في البيت بين أبي وأمي لم أرى إلا الخلافات والطلاق والمعايرات وندم من أمي على أنها ضيعت عمرها مع أبي وندم من أبي على أنه عاش مع أمي.
كما أنه لم يكن هناك معنى لصلة الرحم، فلم أرى أن هناك خال أو عم يسأل عنا. من صغري وأنا كنت اكره القبلات وكنت أتعصب جدا إذا قبلني احد وأرى أصحابي عندما يتقابلون يقبلون بعضهم بعضا وأنا لا أفعل مثلهم وأرى ذلك ثقيلا. أمي دائما ما كانت تقول أنت زي أبوك مفيش حد يتحملك، وأنا أشعر أني أقل حتى من أبي ولن تتحملني أي واحدة، وأنا أقل من أن تحبني ليست فيه أي ميزة لتحبني أي واحدة وأنا أقل من صورة أي فارس أحلام في خيال أي واحدة، وأنا لا استطيع أن أتحمل مسئولية نفسي فكيف سأتحمل مسئولية فتاة.
الإهمال أنا إنسان مهمل ولا اهتم بإتمام الأشياء على أكمل وجه واكره التفاصيل الكثيرة وتربكني جدا ولا أعرف أن امشي على نظام يومي، أيام أنام طول النهار وأيام أنام طول الليل.
الإيمان أشعر أني غير مؤمن وأي شيء يشككني في ديني وأشعر أني غير مؤمن بالغيبيات وأنا لا أؤمن إلا بما أرى، وعندما أصلي لا أشعر بأي شيء في صلاتي ومثلما أدخل أخرج منها ولا أشعر أن الصلاة توصل الإنسان بربه وأحس أني لا أحب ربنا ولا الرسول ودائما تكون نفسيتي غير سليمة باتجاه الأشخاص المتدينين اللذين تشعر أنهم على صلة بربهم وأشعر أنهم خلقوا أفضل مني وأنهم خلقوا ليتقبلوا الدين أكثر مني وأشعر أن الله لا يحبني ويحبهم أكثر مني وأحيانا أشك في عدل الله وأن هناك ناس خلقوا ليدخلوا النار وخلقوا ليدخلوا الجنة وليس لهم يد في ذلك.
لا أشعر بشيء في الصلاة والدعاء وأشعر أني أكلم نفسي ولدي شكوك في القرآن ولا أشعر بأي شيء أثناء القراءة ولا أفهم، في أوقات كثيرة أشعر أني ليس عندي حافز لأقوم من السرير بعد الاستيقاظ من النوم وأنام كثيرا من 10 ل 15 ساعة، في أيام كثيرة دائما ما تسيطر على فكرة أني أقل وأني لا استطيع أفكر ودائما أني شخصية تافهة وأني خلقت لأدخل النار، وأني إنسان شرير بالفطرة فأنا من صغري أرى أني أقل من غيري وأني احقد على غيري، وأني إنسان منبوذ ولا أعرف أتكلم مثل أصحابي ولا أبادلهم المزاح، وساعات بزعل من الهزار، دائما ما أتذكر الأيام التي كنت أترشح فيها انتخابات الفصل ولا انجح، وأفكار أخرى أني فاشل ولا يمكن أن أكون إنسان ناجح.
أنا مجرد ديكور سيء في حياة الناس، وأني إنسان أناني وأتذكر مواقف تثبت ذلك. معنديش طموح في أي حاجة أنا متخرج من طب ومش عارف أنا عايز أتخصص أيه، أنا مكنتش بحب الكلية ولا كان ليا نفس أذاكر فيها وكنت أذاكر فقط للامتحانات معلومات بعد التخرج تعتبر معدومة ولا قيمة لها، شايف إن اللي هينجح في المجال ده اللي بيعرفوا يتعاملوا مع الناس وأنا لا أعرف التعامل مع الناس وأشعر أني قليل الحيلة وأشعر أن مهنة الطب لا تناسبني ولا أعرف ماذا اشتغل.
مشكلتي أني مدمن للأفلام الإباحية، أنا لما أبطل فترة لا أشعر بتحسن في النفسية ولكني أيضا لا استطيع أن أتركها فأنا ليست لي ميول أو هوايات ولا شيء حتى تافه أحبه اشغل به وقت فراغي وأنا كلما أحاول أن أترك العادة السرية والأفلام أعود إليها وبشراهة مثل الحال مع الطعام كل ما أحاول أن أقلل من الطعام أكل بشراهة حتى ولو لم أكن جائع.
أنا مبعرفش البس ملابس أنيقة والبس ملابس أشعر أنها غير متناسقة ولا أعرف كيف البس لبس أنيق ومقاس رجلي كبير بالنسبة لطولي ولا أجد مقاسي ولا أعرف أشتري ملابس ولا أعرف أقول أن الملابس تناسبني أم لا وبجد هذه المشكلة تضايقني كثيرا أشعر أني لا أعرف اختار ملابسي فكيف أعرف اختار في حياتي.
أنا عامة لا أعرف أن اختار في أي شيء. لا أعرف أن أكون وجهة نظر عن أي شيء، أشعر أن ما بداخلي كثير ولا أعرف أن اعبر عنه أمام الطبيب النفسي لا أعرف لماذا. نفسي يكون لي اهتمامات حياتية، كتب التنمية البشرية تشعرني بالإحباط فهي تتحدث على أن الإنسان يستطيع يفعل أي شيء وأنا أجد نفسي لا استطيع أفعل أي شيء. الطبيب الآن استبدل الابكسدون بالاولانزابين وأنا قرأت عن الدواء وجدت أنه يسبب زيادة الوزن ومرض السكر وأنا خائف من الإصابة بالمرض وخصوصا أني أكل كثيرا وفي تاريخ مرضي في عائلتي. آسف على الإطالة ولكني أشعر أني لم اعبر عن نفسي بالشكل المطلوب.
29/03/2012
رد المستشار
أخي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
في بداية الأمر لا بأس من السؤال عن المعالج المهني النفسي في قسم الأمراض النفسية في أي مستشفى جامعي أو مستشفى للأمراض النفسية. المعالج المهني النفسي جزء لا يتجزأ من أي فريق علاج للأمراض والمحن النفسية. إذا لا سامح الله ولم يتواجد مثل هذا الأخصائي في مجال محيطك فعليك بمعالج نفسي أو نفساني وهناك الكثير منهم.
هنالك عدة نماذج يمكن تطبيقها في حالتك. يمكنك أن تتصور بأنك تعاني من رهاب المنصة أو المسرح Stage Fright فكل إنسان لديه بعض من هذا الخوف والحياة ما هي إلا مسرح نتفاعل عليه مع بقية الناس. في حالتك تعقد الأمر بعض الشيء وأصبحت تشعر بأنك مصاب بتسمم نفسك بنفسك Self-Intoxication أو بذاتك إن واجهت الغير أو تفاعلت معهم بصورة ايجابية أو بعبارة أخرى متى ما تم تسليط الأضواء الكاشفة عليك. توسع هذا التسمم والتجنب فشمل كل شيء حولك من بشر ومعتقدات وحتى إيمانك بمهنتك.
يحدث هذا الأمر بالضبط من جراء ارتباط مرضي Pathological Attachment مع من تولى رعايتك أو من جراء تفاعل الوالدين معك، وأصبح لديك معتقد هو أنك لن ترقى أبداً إلى مستوى التوقعات المطلوبة لأي إنسان حولك كما هو الأمر لنظرة الوالدين إليك. تم دمج هذه التوقعات بالخوف منذ الطفولة وأصبحت أنت وحدك تعاني منها.
مثل هذه العقد العصابية لا تولد إلا مشاعر سلبية مثل الكراهية والخوف والغضب والاكتئاب. غير أنك شاب على مستوى عالي من الذكاء ولديك القدرة والكفاءة لتغيير وجهة نظرك نحو الدنيا والحياة والمهنة. لا بد أن تدرك أن رغم كل المشاعر السلبية التي تتحدث عنها وانتقادك اللاذع لشخصيتك وقدراتك ولكنك لم تفقد الأمل وإلا ما كتبت هذه الرسالة. أما محتوى هذه الرسالة فيمكن النظر إليه من خلال نموذج واحد وهو:
1- النموذج النفسي الحركي. تطرقت أعلاه إلى عقدتك منذ الطفولة التي ولدت لك رهاب المنصة والمسرح وعليك أن تنتبه إليه. أما وسيلة الدفاع النفسية التي أصبحت تستعملها فهي خليط من أثنين:
أولا: التوجه نحو النفس Turning Against Self متمثلة بأرائك وتقييمك لشخصك.
ثانياً: التوجه نحو الآخرين Turning Against Others مرتبطة بكراهيتك للأشخاص المقربين منك في الماضي.
عليك أن تنتبه إلى هذا الارتباك وأن الذي حولك غير الوالدين ولا يمنعونك من الاتصال بهم. متى ما ابتدأت بالسعي وبذل الجهود للاتصال بالآخرين فهناك فرصة للشعور بالبهجة والتخلص من الرهاب وإلى الأبد.
2- أما النموذج الاجتماعي فهو يتعلق بالنموذج أعلاه. لا تنقطع من الاتصال بالآخرين ولا تتحرج من التعبير عن مشاعرك السلبية الانتقادية حيناً لهم ولكن بهدوء. سيتفهمك الناس أكثر من والديك وستسنح لك الفرصة للعثور على من تحبها وتحبك. لا رجل يعرف السعادة إلا إذا تم احتوائه في وعاء امرأة تحبه.
3- أما من الناحية السلوكية فالسلوك الذي أشرت إليه يتصل بالنموذج الأول ولا يؤدي إلا تدمير الذات Self-Destructive Behaviour مثل الأكل بشراهة ومشاهدة أفلام إباحية وممارسة العادة السرية بإسراف. الإنسان المصاب بالاكتئاب المرضي لا يبالي بالغريزة الجنسية والمشكلة تكمن في السلوك المدمر للذات.
4- أما النموذج الطبي وتناول العقاقير فيصعب علي الخوض فيه حيث انك تراجع طبيباً أخصائيا سنحت له الفرصة للحديث معك والاطلاع على أمور أكثر. لا أنكر بأن العقار الذي أشرت إليه يؤدي إلى الأعراض الجانبية التي ذكرتها وليس هناك ما يمنعك من مصارحة الطبيب بهذا الأمر. هناك الكثير من الاختيارات في مجال العقاقير والتي أظن في حالتك الغرض منها السيطرة على تقلبات المزاج.
سأطرح رأياً ولكن رأي طبيبك هو الأصح وهو أن تقلبات المزاج التي تحدثت عنها يصاحبها أفكار قوية سلبية. للسيطرة على الأفكار وتقلبات المزاج لا بأس من استعمال عقار الأميسلبرايد Amisulipride 50 مغم مرتين في اليوم مع مضاد لاكتئاب مثل السيترالين Sertraline 50 -100 مغم يومياً. وهناك اختيار آخر وهو إضافة الليثيوم Lithium إلى السيترالين بدلا من الاميسلبرايد بجرع تولد تركيز للدواء بمعدل 0.4 إلى 0.8 . غير أن طبيبك اعلم مني في هذا الأمر ورأيه هو الأول والأخير.
ومن الله التوفيق
ويتبع>>>>>>: الشخصية التجنبية والخروج إلى الحياة م2
التعليق: أحب أن أشكرك دكتور سداد على مجهودك
يا دكتور لماذا دائما ما أشعر من كلام الأطباء النفسيين أنهم فهموا أن ما عندي مجرد أوهام أنا أشعر أني أقل من الآخرين يمكن المشكلة في كلمة أشعر ولكني أشعر أنها حقيقة أشعر أن من حولي جميعا تطوروا في فهمهم وحياتهم بشكل عام وأنا ما زلت على مثل ما أعاني
بل أشعر أن شخصيتي تقل وتتدهور وأننني لا أتطور وأشعر أني لا أواكب ما حولي وتحصيلي وتركيزي يقلان وأشعر أني ثقيل الدم ولا أستطيع أن أتكلم مثل من حولي ولا أعيش فترة شبابي ولا أعرف أن أسعد نفسي ولا أشعر أبدا بذكائي الذي تحدثت عنه
أنا تقريبا أبكي كل يوم وأبكي في اليوم أكثر من مرة وأتمنى الموت
سأشير على الطبيب أن أتحول للدواء الذي وصفته