هل أنا مصاب بمرض نفسي..!؟
أنا طالب بكلية الهندسة، وزني 55 كيلو وطولي 170 سم، مستوى مادي متوسط، أعاني من اضطرابات في النوم ولا أستطيع النوم إلا بعد ساعة أو أكثر منذ أن أكون على الفراش، شهيتي أصبحت منخفضة للغاية، منذ سنة أو أكثر بقليل..
كثيراً ما أشعر بالعظمة ولكني أبقيها في داخلي، عندي ميول للوسطية في الدين ولا أحب أن أضيقه بين قوسين هما الحلال والحرام، علاقتي عادية بأسرتي، لا أتكلم عن مشاكلي معهم فلا توجد بيننا روابط صداقة، عندي أصحاب ولكن ليس لدي أصدقاء ولا أحد يستمع لي ولا أتكلم مع أحد، تركت أصدقائي الذين عرفتهم منذ طفولتي بسبب اضطهادهم المتكرر لي وبسبب سلوكياتهم التي تضايقني..
كثيراً ما أشعر بالقلق والخوف من المستقبل، والاكتئاب ملازم لي أغلب الوقت، وبدون أي سبب، كثيراً ما أشعر بالفراغ والملل، أحب أن أعيش دور الضحية كثيراً حتى أستقطب عطف من حولي، أؤنب نفسي كثيراً ويعذبني ضميري دائماً، بسبب وبدون سبب، لا أحب العلاقات الاجتماعية، ولا أحب أن أوسع نطاق معارفي، حتى أنني أتضايق من أي شخص غريب يطلب مني رقم هاتفي أو يبعث لي إضافة على الفيس بوك، أصبحت أحب العزلة بعد أن كنت أحب الخروج مع أصحابي، أتضايق جداً عندما ينتقدني أحدهم..
أفكر كثيراً جداً ويرهقني ذلك ولكني لا أستطيع أن أتوقف، أفكر في كل شيء له علاقة بالوجود، من نحن ولماذا جئنا هنا وهكذا، لست راضياً عن نفسي أبداً ولا أعرف لماذا، حتى أن كل المؤشرات من حولي جيدة، كثيراً ما أفكر في الموت وليس الانتحار، طبيعته وعما سيحدث لي بعد ذلك وما هو تأثير موتي فيمن حولي وهل سيتذكرونني أم لا؟
عندي ميول شديدة لممارسة الجنس، وكثيراً ما أنتقد غيري، لدي أفكار شديدة العدائية، مثلاً عندما أرى شخص يتخطى إشارة المرور فيتولد لدي شعور بالغضب الزائد وأفكر لو أني أستطيع اللحاق به لأحطم سيارته، أغضب بسرعة شديدة ثم أهدأ فجأة، متهور ولكني أندم بعد ذلك، يمكن أن أشعر بالحب والاهتمام تجاه أحدهم ثم فجأة يتبخر كل ذلك ويصبح لا شيء، كثيراً ما أتخيل نفسي في شكل البطل الذي يمتلك قوة هائلة وأتخيل من حولي أوغاد وأنني أضربهم بشكل منسق وجميل مثل الأفلام حتى ألفت الأنظار لي..
كل دقيقة بحالة مختلفة، أكون متفائلاً للغاية ثم أكتئب فجأة، أكون منطقياً وعقلانياً وفجأة أنقلب لحيوان تملأه الشهوات والغرائز، في الصباح أكون شيخاً وبالليل شيء آخر، مزاجي متقلب لأبعد الحدود، أحدد رأي ما ثم أنقلب لنقيضه فجأة،
أخشى أن تستمر حياتي كلها على هذا النحو..
أرجوكم ساعدوني..!
08/05/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا الأخ السائل صديق لموقعنا المتميز..
تلقيت رسالتك وما ذكرته من اضطرابات تجعلك لا تمارس حياتك بشكل طبيعي وإذا تطلع كل منا إلى حياته لوجدها سلسلة متعاقبة من حالات القلق وتزيد تبعا لأحداث الحياة ولكن حينما تتعارض مع استمتاعه بالحياة اليومية فيكون هذا الشيء الذي يقلق ولا بد أن يكون هناك أسباب يكون لها كثير الأثر في أحداث هذه الاضطرابات التي ذكرتها والتي أدت بك إلى حالة الاكتئاب..
ولا يوجد الأخ السائل قلق بدون اكتئاب ولا اكتئاب دون قلق وهناك عوامل نفسية واجتماعية وأسرية تؤدي إلى كل الضغوط النفسية وكنت أود في رسالتك أن تذكر بالضبط ظروفك العائلية بشكل أوسع حيث أنك تحدثت فقط باختصار عن عدم الترابط ومن أهم عوامل استمرارية الاكتئاب هي الظروف العائلية، أخي الفاضل: هذه العوامل تنظر للإنسان بشكل شمولي عن طريق ظروف تربيته ونشأته والأحداث التي أثرت به كل ما ذكرته من أعراض كشعور بالضيق والحزن حتى فقدان الشهية الذي كان له الأثر في فقدان وزنك بهذه الصورة! وكثرة الأفكار عن الموت والحياة وقيمة الحياة وعبثية الوجود في سؤالك لماذا أتينا ولما؟ لا شك أنها أعراض عن مزاج اكتئابي أكاد أراها في كل ما ذكرته..
أخي الفاضل قد تحتاج للذهاب للطبيب وذلك لمعرفة الخريطة الكيميائية داخل المخ لأنها من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على الشخص المصاب بالاكتئاب لأنك قد تحتاج إلى مضادات الاكتئاب مع المطمئنات الصغرى وذلك سوف يفيدك كثيرا فلا تترد.
أما العلاج النفسي التدعيمي فقد يحتاج منك بعض المسؤولية والإرادة حتى تستطيع أن تراجع سلوكك وهذا يفيدك ولكن يحتاج إلى بعض الجهد
عليك بتوسيع دائرتك الاجتماعية التي تفيد وتساعد على اكتساب الأصدقاء الحقيقيين وكذلك ممارسة الأنشطة الرياضية الجماعية فهي تجعلك أكثر إيجابية لأننا نتعلم من خلال التفاعل مع الآخرين، واعلم أن الجانب الاجتماعي يؤدي إلى فرص التعبير عن الذات بشكل أفضل وهو من أهم العلاجات الداعمة..
واقرأ على موقعنا....
عسر مزاج واكتئاب ولا ثقة بالنفس
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
عسر المزاج، والاكتئاب
وأتمنى لك كل الخير وتابعنا بأخبارك على موقعنا المتميز ...