الخوف من الوحدة
مش قادرة أحدد إيه مشكلتي بس حاسة إن عندي مشكلة كبيرة أنا حبيت جوزي حب كبير وكنت فاكرة أنه زي ومع الوقت لاقت سوء معاملة لحد ما وصلنا لأنه عرف أني مكنتش بديله كل مرتبي زعل مني جدا والمعاملة ساءت أكتر وأكتر لحد ما وصلت لقرار إني مينفعش أكمل، وبرغم كل الإساءات اللي أتعرض لها منه حاسة إني لسه بحبه وبيوحشني مش عارفة ده طبيعي وله إيه وكما في الظروف دي لاقيت ناس كتير اتغيرت معاملتها معايا بدون سبب واضح.
حاسة إني اتخدعت في كل الناس حاسة إن مفيش حد بيحبني وحاسة إني غبية جدا جدا ومش بفهم الناس خالص وفي نفس الوقت بخاف أعيش لوحدي بحاول ألاقي أعذار للناس عشان مقطعش علاقتي بيهم بس بحس إنهم مايستاهلوش وإن مفيش حد بيهتم بي زي ما أنا بهتم بالناس كده.
مش عارفة إيه الحل اللي يخليني أعيش مرتاحة ومحسش بالضعف اللي أنا حاسة به وأحس إني مش محتاجة حد.
30/08/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بداية إذا أردت أن تطاع فاطلب ما هو مستطاع, لا يمكن لأحد الوصول للشعور بالاستغناء التام عن الآخرين, كما من الطبيعي شعور الإنسان بحالات من الضعف، والشعور بالضعف يزيد من الحساسية (المبالغة في ردود الفعل).
مصدر الحب الوحيد الثابت للبشر هو الله الواحد الأحد الباقي الصمد الرحمن الرحيم والقادر الغفور, ووحده يسخر لنا من يمدنا بالحب من البشر, فعند شعورك بالضعف والحاجة للدعم عليك بركعتين في جوف الليل والدعاء لرب العالمين وإنفاق بضع دراهم تقربا لله وتكفيرا للذنوب, ومما يساعد على انشراح الصدر مداومة الاستغفار.
تذكري قوله تعالى "لكي لا تحزونوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم" وطلاقك كباقي أحداث الحياة يحتاج منك لطاقة ووقت للتكيف معه، لا تجعليه محور حياتك وأفكارك تعزين له ما يحدث في حياتك. لا تحزني واستعيني بالله, لن تكوني وحيدة طالما كنت قريبة من الله.
تفكري في خلوتك الآن في ايجايبات وسلبيات طلاقك, فإن وجدت أختي أن سلبيات طلاقك أشد على نفسك اسعي لعودة الود مع من كان زوجك, تذكري أن رب العالمين حبب المراجعة بين الزوجين بخلاف ما يشير به الناس "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" سورة البقرة (232)
على أن تضعي باعتبارك إصلاح ما كان سبب الخلاف بينكم ووضع شروط لشراكة حياة تناسبكما معا، فيبدو من استشارتك المختصرة أن أسس الشراكة بينكم في العلاقة الزوجية لم تكن واضحة بدليل أنك كنت تخفين عنه بعض دخلك، لك بالطبع الحق في الاستقلالية المادية ولكن بوضوح دون مواربة ومن حقه أن يقبل أو يرفض، في العلاقات القريبة يكون لعدم الوضوح أثرا بالغا وجارحا، ولنعيش مع الآخرين يجب أن نلتقي معهم في نقطة وسط بين اختلاف الرغبات.
لا توجهي غضبك لنفسك فتصفيها بصفات سالبة فلا أحد يختار أن يتألم لكن الألم جزء من الحياة, ينضجنا ويعلمنا تقدير ما لدينا من نعم, تذكري الآية الكريمة "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء" ولكن قدر الله وما شاء فعل. إن كان الطلاق برأيك أفضل اعلمي أن مشاعرك ستتغير مع مرور الوقت، شعورك بالحنين لزوجك السابق رغم الاساءات التي أشرت لها غالبا مؤشر للفراغ فاشغلي نفسك بأنشطة جديدة، ضعفي لنفسك قائمة من الأهداف واسعي لتحقيقها، حافظي على تفاؤلك ففرص المشرقين في الوصول للسعادة أعلى بكثير من المتشائمين والغاضبين.
التعليق: قرار الطلاق قرار شجاع يحتاج لامرأة تعرف الأفضل لها وتعلم بأنها ليست مادة للانتهاك يلوكها كل من هب ودب .
إنما هي سيدة نفسها وصديقني الدنيا أوسع بكثير من أن تختصر برجل, لربما تعتقدين بأن حياتك انتهت لربما والله أعلم لقد بدأت للتو ؟ هناك الكثير بانتظارك لاستكشافه ومعرفته والجميل بأن لديك كل الوقت لتبني نفسك من جديد وتبدأين بداية جديدة تتنفسين الكرامة وليس سوء المعاملة .
لأن الله أكرمنا حلل الطلاق وتسريح أنفسنا من رباط كان هدفه الرئيسي هو الاستقرار فإن غاب الاستقرار وتحولت حياتك لساحات حرب فاجنحي للسلم.
إنسانيتك سيدتي, حياتك كرامتك أغلى من أي رجل وتذكري كم من نساء وقرن في بيوتهن وكبلت حياتهن بالأحزان والآلام فقط من أجل عيون كلمة زوجة.
هناك من يستحق حبك وإجلالك وإخلاصك, ابحثي عنه فهو في كل مكان, اسأليه فهو لا يرد طالباً, توسل إليه فهو أكرم الأكرمين, انقلي إليه كل ما يجول بنفسك البشرية وسينظر لك بعين العطف وهو على كل شيء قدير.