السلام عليكم
السادة المحترمين القائمين على إدرة موقع مجانين الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه؛ كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً؛ ستره الله يوم القيامة))، فأسأل الله أن يبارك لكم في علمكم ويرزقكم مزيد من العلم والحلم والصحة والعافية.
أبدأ مستعينا بالله سبحانه وتعالى كاشف اللهم والحزن، فأنا أبلغ من العمر 44 عام ولدت في أسرة متوسطة بحي شعبي بالقاهرة ترتيبي العاشر والأخير بين إخوتي، والدي تاجر وأمي ربة منزل وجميع إخوتي أتموا التعليم الجامعي أو المتوسط.
٠ تزوجت عام 1996 زواج عن طريق الأسره جامعية وأنا أحمل مؤهل متوسط ودراسات في مجال الكمبيوتر وأدرس بالتعليم المفتوح (السن متقارب كانت أكبر بـ 20 يوم فقط)، وكنت أعمل بوظيفة حكومية.
٠ عام 1996 التحقت بعمل بشركة استثمار.
٠ حدثت خلافات كان أهمها (العناد، اللسان السليط، ذكر أهلي بما أكره).
٠ رزقت بأول مولود أنثى عام 1997 ثم ثاني مولود ذكر عام 2000
٠ تم الطلاق شفوي والانفصال في عام 2001
٠ وأقام الأبناء معي برعاية جدتهم وعمتهم
٠ حدث صلح وعودة للحياة الزوجية عام 2002
٠ رزقت بثالث مولود ذكر عام 2003 وأنهيت تعليمي الجامعي
٠ تم الطلاق على يد المأذون والانفصال في عام 2004 لنفس الأسباب السابقة
٠ وأقام الأبناء معي برعاية جدتهم وعمتهم.
٠ زرت طبيب نفسي وتم بدء علاجي من اكتئاب متوسط والقلق وأستمريت على تناول أدوية على فترات متقطعة وتوقفت تماما منذ 4 شهور عن كل الأدوية.
٠ عام 2006 تزوجت من آنسة جامعية من أسره فقيرة وتصغرني بعشر سنوات وتم الاتفاق قبل الزواج على ظروفي وعلى أن الأولاد سوف يقيمون معنا.
٠ عام 2006 أنهيت دبلوم دراسات عليا.
٠ أقام معي الأبناء الثلاثة مع زيارتهم بشكل دوري لأمهم كل أسبوعين والإقامة لديها خلال الأجازة الطويلة بالأعياد والأجازات الدراسية.
٠ بدأت الخلافات الزوجية بسبب الأولاد والعناية بهم ثم الإهمال في النظافة، عدم النظام،
٠ عام 2007 تبين وجود مشكلة في التبويض والحمل وبدأت مرحلة العلاج حتى عام 2009
٠ تم العلاج بتكلفة كبيرة وعمل تلقيح صناعي وتم الحمل.
٠ عام 2010 رزقت بتوأم من الإناث.
٠ منذ عام 2010 حتى تاريخة يوجد إهمال وعدم نظافة واضطراب العلاقة وكثرة الشكوى.
فبالرغم من براعتها في الطبخ، وقدراتها على التدريس، وتلبيتها لطلباتي الخاصة، إلا أنها تريد أن تتحكم في كل شيء داخل المنزل، التدخل في أي حوار مع الأبناء، دائمة الشكوى والندب، مهملة في مظهرها ونظافتها، وتزيد بدانتها باستمرار110ك/150سم، وأصبحت عصبية على أتفه الأسباب لا تريد أن أدفع مصاريفهم الشخصية عند إقامتهم مع أمهم أو أدفع ما لا يكفي علما بأنني لا أقصر في مصاريفها وابنتي منها.
حالتها الصحية: تعاني من ضعف البصر ولا تريد إرتداء النظارة الطبية، أنيميا تسبب لها دوار، التهاب حاد بالجيوب الأنفية مما يجعلها تتنحنح بصوت عالي لإخراج البلغم باستمرار، لا تستخدم فرشاة الأسنان أبدا.
٠ وعن شخصيتى فأنا كريم، منظم، نظيف، إلا أننى قلق، صعب المراس، أتجنب المواجهة، أعاني من سرعة القذف، لدي قولون عصبي، صداع نصفي، اكتئاب يزورني على فترات.
الاستشارة: أعاني من صعوبة التوفيق بين الأولاد والزوجة أو إرضاء كل طرف منهم وعدم القدرة على علاج صراخ كل منهم في وجه الآخر فكيف أحدث التوافق بينهما؟؟؟؟ الرجاء محو ما يمكن أن تكون الاستشارة سرية أو محو ما يمكن أن يوضح شخصيتي
وجزاكم الله خير الجزاء وأفاض عليكم من رحمته وعلمه.
15/11/2013
رد المستشار
يسرني أن أرحب بك على الموقع وطرحك لمشكلتك بهذه الصراحة والوضوح يعكس رؤيتك وتقييمك لذاتك وأنك على قدر من الثقافة والرؤية المنظمة لسرد وتسلسل مشكلتك بما يعكس رغبتك الأكيدة في الوصول إلى حل دون إخفاء أي معلومة قد تعوق حلها، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح لك زوجك، وأن يبارك لك فيها، وأن يُعينها على التخلص من تلك السلبيات التي باتت تنغص عليك حياتك وتكدر عليك صفوك، كما نسأله تبارك وتعالى أن يرزقك مزيدًا من الصبر والحلم والأناة والاحتمال حتى تأخذ بيدها إلى الطريقة المثلى التي ترضيك.أولا أذكرك بقول الله تعالى: "...... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة : 216)، وأذكرك بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الروم:21)؛فتشير الآية وفق تفسير الجلالين إلى أن "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا" فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء "لتسكنوا إليها" وتألفوها "وجعل بينكم" جميعا "مودة ورحمة إن في ذلك" المذكور "لآيات لقوم يتفكرون" في صنع الله تعالى، لعل هذه السلبيات التي وردت في رسالتك عن زوجتك، وهذه التصرفات غير الموفقة من زوجتك، لعل وراءها أسباباً، ومن ذلك الوراثة، فلعلها نشأت في بيت لم يكن هناك نوع من الاهتمام بالنظافة والنظام..... إلى غير ذلك, فتأثرت بالبيئة؛ لأنك تعلم أن الإنسان منا أسير بيئته، ويحمل منها أكبر قدر ممكن من المعطيات في حياته، سواء كانت سلبًا أو إيجابًا، وهذه السلبيات التي نتوارثها ونحن في مرحلة الطفولة المبكرة تظل معنا إلى الموت؛وقد تكون تصرفات أو طباع سلبية فيحاول أن يتخلص منها وأن يقضي عليها ولكنه أحيانًا لا يوفق، ولذلك زوجتك كلما لفت انتباهها لشيء من التقصير قالت سوف أغير من هذا الوضع؛ لأنها تحاول، فيبدو كما ذكرت أنها فيها خير كثير، فقد ذكرت أنها بارعة في الطبخ، وقدراتها على التدريس، وتلبيتها لطلباتك الخاصة، لكنها تحاول في هذا الجانب الذي يظهر قصورها فيه، إلا أنها أيضًا يغلبها الواقع الذي عاشته، فهي تحتاج إلى نوع أيضًا من الصبر وإلى نوع من المتابعة، وفترة زواجكما سبع سنوات كما أوضحت، وإن كانت فترة ليست بقصيرة إلا أنها أيضًا ليست طويلة، لأنها امرأة بلغت أربعة وثلاثين عامًا، فهي مكثت تمارس هذه السلبيات لمدة أربعة وثلاثين عامًا أو أكثر، فقد يكون من الصعب أن تتخلص منها في مدة سبع سنوات؛ لأنها قد تكون عانت معاناة طويلة مع الإهمال ومع عدم الترتيب والنظام، حتى أصبح هذا جزءاً من شخصيتها، خاصة بعد أن انتهت مرحلة الطفولة المبكرة ودخلت مرحلة المراهقة؛ولعلها دخلت في مراحل الثانوية والدراسة وغير ذلك وكان الأمر على ما هو عليه في فترة عزوبتها قبل أن تتزوج أيضًا، فترتب عليها أنها أصبحت جزءاً من مكوناتها، ولا تشعر بأي غضاضة في ذلك، اللهم إلا أنها أصبحت تنزعج من تذكيرك لها ومن توجيهك لها، ومن عتبك عليها، ومن عدم رضاك عنها، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرًا، فقال: (استوصوا بالنساء خيرًا) وهو على فراش الموت، لأن المرأة كما تعلم خُلقت من ضلع – أي من ضلع ضعيف – وإذا أراد الإنسان أن يقومها كسرها، وإن تركها بدون توجيه ومتابعة ازداد اعوجاجها، وتلك هي طبيعة المرأة، فالمرأة فيها خير وفيها شر، ولكن فيها ضعف بطبيعتها، إلا أن هذا الضعف ليس حجة في التقصير كما يحدث من زوجتك على سبيل المثال، فالذي تحكيه أنت في استشارتك ليس من باب هذا الضعف، وإنما هذا نوع من الإهمال.فالمسألة تتطلب وقتا، تحتاج منك إلى شيءٍ من الصبر وسعة الصدر والنفس الطويل، لعل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بناصيتها، وأن يعينها على التخلص من ذلك فعلاً؛ لأنها امرأة كما ذكرتَ فيها خير كثير، ولكن في الجانب الآخر لم تجد أحدًا يوجهها إلى تلك السلبيات، ولذلك أصبحت تمارسها بطريقة تلقائية، ولا ترى فيها نوعاً من الإنكار، ولا ترى فيها نوعاً من الغضاضة، لأنها لم تجد أحدًا يقول لها بأن هذا خطأ أو بأن هذا غير صحيح، أو بأن هذا مضرا للحياة الزوجية، ولم تجد أحدًا يلفت نظرها إلى ذلك، ولذلك اصبر عليها، وأعطها مهلة، وحاول توجيهها، ولا تتوقف عن ذلك، ولكن يومًا بعد يوم، وحاول مساعدتها قدر الاستطاعة؛ لأني أنا لا أستطيع أن أقول بأن زوجتك مشغولة بأولادها؛ لأن طفلة صغيرة ليست شُغلاً، وإن كانت نعم تشغل بعض الشيء، ولكن هذه التصرفات تصرفات تلقائية، فلو أن زوجتك هذه تربت في بيت يراعي النظام والترتيب لخرجت كذلك حتى وإن كان عندها عشرة من الأبناء، ولكن زوجتك ضحية لأسرة ما قامت على توجيهها وعلى إعانتها على النظام والنظافة منذ نعومة أظفارها، ولكن لعلها نشأت في بيت هذه طبيعتها، ولذلك لم يُنكر عليها أحد، وجئت أنت الآن لتنكر عليها هذه الأشياء بعد ما تأصلت في نفسها، وبعد ما أصبحت جزءًا من حياتها، ولذلك الآن هي ترى كأنك متشدد أو كأنك لا ترحم؛ لأنها لا تعرف أن هذه أشياء طبيعية وأنها أمور بديهية في أي حياة زوجية مستقرة.وبالنسبة لشكوتك من أنها ضعيفة البصر ورفضها للبس نظارة طبية فيمكنك أن تساعدها على حل هذه المشكلة بان تقترح عليها ارتداء عدسات طبية وان كانت ملونة ستضفي جمالا فوق جمالها، وان رفضت فهناك عمليات ليزك لعلاج قصر النظر وكل ذلك تحاول أن تنصحها به من باب أنك مهتم بها وبصحتها وغير مقصر معها.كما أن زيادة الوزن قد تكون لها أسباب فسيولوجية أو نفسية كذلك يمكن عرضها على طبيب تغذية وعمل الفحوصات اللازمة وأن تلتزم أنت معها بالبرنامج الغذائي الخاص بها وغالبا ما سيكون غذاء صحي يعتمد على الخضروات والفاكهة وتشاركها رياضة محببة لها وان كانت المشي وتوضح وتشجعها على المواظبة على ذلك وأنت مرافق لها من باب المشاركة .ومن فضل الله علينا أنه لم يخلق داء إلا وخلق له دواء، فكذلك هناك علاج لمشكلة الجيوب الأنفية، ولكن الأهم أن تصاحبها وترافقها في علاج مشاكلها الصحية والنفسية والسلوكية وأن تصل إليها رسالة أنك تفعل ذلك بدافع الحب والمودة بينكما وليس بدافع انزعاجك وتذمرك وشكوتك فيها وأنك لا ترى غير سلبيتها.فأتمنى أن يكون هناك توجيه على خطين: الخط الأول التذكير والنصيحة في أوقات الصفاء، ثم بعد ذلك عمليًا، بمعنى أنك إن وجدت شيئًا من السلبيات وقفت عليها، وقل لها (زوجتي العزيزة هذه السلبية بارك الله فيك متى ننتهي منها؟).بهذه الطريقة أعتقد أنك سوف تعينها، ولكن تحتاج إلى نوع من التركيز في المتابعة حتى تتخلص من هذا الماضي الكئيب الذي عاشته لسنوات طويلة ولم يُنكر عليها أحد، لعلها لم تجد أباها يُنكر على أمها مرة واحدة، أو لم تجد أحدًا لم ينكر أيضًا كذلك، فتظن أن هذا الأمر طبيعي، وأحيانًا قد تتهمك أنت بأنك تضخم الأمور، وأنك إنسان وسواسي، وأنك إنسان حنبلي كما يقولون، لأنها ما تعرف، لأنه لا أحد أنكر على أحد أمامها، ولم يوجه نظرها ولم يلفت انتباهها.أما بالنسبة لصعوبة التوفيق بين الأولاد والزوجة أو إرضاء كل طرف منهم، وعدم القدرة على علاج صراخ كل منهم في وجه الآخر، فلابد أن يكون لك دور حاسم ومحدد وواضح مع جميع الأطراف، ولاحظ أنك سردت في مشكلتك أنك لا تحب المواجهة، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت جميع الأطراف غير متوافقة، فعليك إذن أن تبدأ بنفسك وتواجه الجميع زوجتك وأبنائك وقد يكون ذلك بعقد اجتماع أسري تفتح فيه صفحة جديدة مع الجميع وتحدد لكل فرد في الأسرة مهامه وواجباته ومسئولياته وحقوقه، ثم تأخذ كل طرف بمنأى عن الطرف الآخر وتعقد اجتماعا فرديا معه وتوضح له أهمية الالتزام بما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأسري لأنه سينعكس بإذن الله على صالح الأسرة جميعا وليس فردا دون الآخر.وختاما فصبرٌ جميل، وبإذن الله تعالى مع التذكير وتكرار عقد الاجتماعات الأسرية التي تتسم بالصفاء والحب، والتذكير العملي لجميع أفراد الأسرة عند وقوع الحدث، والدعاء لها أن يعينها الله تعالى على ذلك، بإذن الله تعالى سوف يستقيم حال زوجتك وأبنائك، وسوف تكون إن شاء الله تعالى من النساء الرائعات ببركة صبرك وتوجيهك ودعائك لها.هذا وبالله التوفيق.
واقرأ على موقعنا: