السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرجو أن أكون قد وفقت في العنوان، فأنا منذ سنتين كنت في قمة التوتر واعتراني حزن شديد مزقني فقط بسبب أنني كنت في بداية العام الدراسي من الثانوية وكنت أفكر بجامعتي ومستقبلي ووو... كانت هناك صورة ترتسم في مخيلتي دائمًا، وهي أني وحيدة فقيرة لا ولد ولا تلد لذلك أقسو على نفسي في الاجتهاد.
أتيت البيت ونمت بعدها، منذ أن استيقظت إلى هذا اليوم وأنا في حالة غريبة جدًا! كأنني أرى العالم من وراء حاجز زجاجي سميك وكأنني بعيدة أيضا عن العالم، كأنني وسط ماء أرى الناس وأرى كل شيء، بعض المرات مع قراءة القرآن يخف قليلا، وبعض المرات يزداد سمك هذا الحاجز!
ولاحظت على نفسي بأن مستوى ذكائي وقدراتي العقلية انخفضا إلى حد ما، كذلك استيعابي للنصوص وللكلمات حينما أسمعها أو أقرأها أحيانا أشعر بأنها أشياء بعيدة، أظل أبحث عنها داخل عقلي حتى أجدها وأستوعبها!
أصبحت أستغرق وقتا طويلا في المذاكرة والقراءة للاستيعاب!
ذهبت للطبيب وأخبرته، لي معه تقريبا أربع شهور، وأعطاني أدوية Cipralex - Abilify - Lamictal
أحس أنني لم ولن أتحسن ولم أشعر بتغيير بل بالعكس فإنه يشتد في بعض المرات، أريد رأيكم وأريد تفسيرا واضحا عن هذه الحالة لأن طبيبي على ما يبدو يرفض إعطائي أي معلومة!
ملاحظة:
كثرت في الآونة الأخيرة انتفاضات لا إرادية مفاجأة، في الأطراف خاصة
29/12/2013
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بكِ على موقعنا، وأتمنى أن تجدي لدينا كل الاستفادة.
لقد شعرتُ من رسالتك بالاكتئاب، وبالحزن الشديد، والضيق، وفقدان الثقة، والوحدة على الرغم من أن ما بين السطور يبدو غير واضح.
حتى الآن لا توجد نظرية واحدة تفسر الاكتئاب بشكلٍ واضح؛ فالبعض يـُرجع الأمر إلى تغيـُّرات في الكيمياء "الحيوية" للمخ وآخرون يـُرجـِعون الاكتئاب إلى خبرات الطفولة المبكرة، وبعض النظريات لا تركـِّز إلا على وضع الإنسان الحالي وظروفه المحيطة به.
عموماً، قد تتداخل كل هذه العوامل لتوجد لدى البعض استجابة أكثر من البعض الآخر للإصابة بما يسمى "الاكتئاب" حسب ظروفه المختلفة وتركيبته النفسية الخاصة بكل شخص.
ولعل الذي يهمنا أكثر هو كيف نتعامل مع الاكتئاب، ونضع له حداً لا يتجاوزه!!
وسأحاول أن أوضح إجابتي قدر المستطاع:
كوني واثقة أنك ستتخلصين من هذه المشكلة عاجلاً أم آجلاً، وأنك أقوى منها، وأن الأمر لا يتجاوز حالة هبوط مزاجي قد تتكرر ولكنها سرعان ما تتلاشى لتستعيدي صفائك الذهني والنفسي وكوني متيقنة أن كل هذه السحب السوداء في نفسك هي سحابة عابرة في حياتك سرعان ما ستزول! هذا الأمر وهذه القناعة هامة جداًلأنها ستعيد لك زمام الأمر.
فإذا شعرت بالضيق والحزن لا تقسي على نفسك فإن القسوة والهروب بالاجتهاد ليس حلا للمشكلة، بل تحتاج إلى وضع تفسير لحالتك، وفهم كل فكرة وشعور تشعرين به ثم ابدئي بمواجهة هذه الأفكار والمشاعر التي تحاول أن تستنفذ كل طاقتك كثيراً ما تنتابنا أعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب مثلما ذكرتِ... فإذا توقفنا عندها طويلاً، وحمـَّلناها أكثر مما تحتمل، ستزداد وتترسخ وتصبح مع الوقت سحباً ثقيلة متراكمة -تحجب عنا ضوء الشمس وتشعرنا بالبرد النفسي.
للوهلة الأولى يبدو الاكتئاب وضعا مستعصيا لا يمكن الخروج منه، ولكن مع المساعدة والدعم الصحيح يمكن علاجه هنالك العديد من الطرق الفعالة للتعامل مع الاكتئاب؛ مثل التمارين الرياضية، العلاج النفسي، الأدوية، والتغيرات في نمط الحياة سوف يساعدك جداً أن تتعلمي عن جميع إمكانيات العلاج كي تقرري ما هي الإجراءات الأكثر ملاءمة لوضعك وحاجتك.
ليس هنالك علاج سريع أو فوري، ولكن إن كنتِ مستعدةَ للعمل مع نفسك والمداومة على العلاج سوف تجدين نفسِك خارج الاكتئاب بأسرع مما توقعتِ.
ومن أحد سمات الاكتئاب هو الشعور بالارتباك وصعوبة بالتركيز، العلاج النفسي يساعدك على أن تفهمي ما قد يكون المسبب لاكتئابك، وكيف يمكنك عمل التغييرات المطلوبة في حياتك.
ولكن، أرجو أن تستمري على العلاج النفسي وتناول الأدوية فإن أربعة أشهر غير كافية على الإطلاق لعلاج ما دام سنوات. وثقي في الله، واظبي على الصلاة، فإن علاقة الإنسان بربه، وتقوية الصلة بين الإنسان وربه هو أفضل علاج للاكتئاب.
تابعينا بأخبارِك.
واقرئي أيضاً:
كفاك هروبًا
في الجزائر: الاكتئاب المقاوم للعلاج
عدم سعادة
الاكتئاب الأسباب العضوية أولا
التعامل مع الاكتئاب2
التعليق: أشكر المستشارة على وضوح الرد.
حالات الانفصال Dissociation هذه ليس من السهل تفسيرها وتشخيص اضطراب وجداني شائع.
كما حدثت حالة الانفصال بغتة فهي أحياناً تختفي بغتة ويكاد يكون وصف المستشيرة مثالياً لاختلال الإنية بهذه الصورة.
المرأة تنفصل عن واقع تدرك فجأة أنها لا تستطيع التعامل معه وتفقد مقاومتها النفسية وبدلاً عن مواجهة هذا الواقع تختفي خلف جدار زجاجي سميك.
لا دليل على فعالية دواء مضاد للاكتئاب دون الآخر ولكن بحكم التجربة المهنية لاحظت أن عقار الدلوكستين Duloxietine يعطي نتائج إيحابية وخاصة مع وجود صعوبات معرفية مثل ضعف التركيز.
وضع جدول يومي للفعاليات في غاية الأهمية ومحاولة عدم التفكير بالظاهرة نفسها في غاية الأهمية.
تذكري دوماً بأن الحالة تختفي فجأة أحياناً فإياك واليأس.