لماذا تخلع بعض النسوة أزواجهن؟
كشفت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية المصري 2001 على عينة من الأزواج والزوجات بلغت 1470 امرأة أكدت أن أسباب الطلاق متعددة منها مصروف البيت وعدم الإنجاب وتربية الأولاد وضرب الزوجات والحياة مع أسرة الزوج... كما أكدت الدراسة أن 35% من الزوجات يتعرضن للضرب على يد أزواجهن.... أي أن زوجة من كل ثلاث تتعرض للضرب على يد زوجها.... وأكدت كذلك أن 18% من الزوجات يخشين من الموت على يد أزواجهن....
وأكدت الدراسة أن20% من أسباب الطلاب تكون بسبب الخلاف على الإنجاب.... أما 50% من أسباب الطلاق فكانت بسبب رفضهن الإقامة مع أسرة الزوج.... و20% أكدن أن سبب إصرارهن على الطلاق الخلاف على مصروف البيت.... وأكد تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الصادر مؤخرا أن هناك خطر يهدد استقرار الأسرة المصرية بعد أن بلغت حالات الطلاق في عام 2002م 70 ألف حالة وهي نسبة تعد كبيرة رغم أن عدد سكان مصر قارب على 70 مليون مواطن).... (المصدر ـ عربيات.com).
آخر إحصائية أكدت أن هناك 5 آلاف قضية خلع تم رفعها.... الإحصائية صدرت في عام 2002م وسبب إقدام النساء على طلب الطلاق بدلاً عن الخلع لأن الأخير لا يمنح المرأة حقوقها المادية أو الحضانة..
قال زاردشت: قالت لي المرأة:" ما حطمت قيود زواجي حتى حطمت تلك القيود حياتي" وغنت أم كلثوم في رائعتها الأطلال: " أعطني حريتي أطلق يديا....... إنني أعطيت ما استبقيت شياً ".
لماذا تقدم الزوجة على هدم عش الزوجية؟! لماذا تطلب الطلاق، أو ترفع قضية خلع أو إذا كانت العصمة بيديها...... لماذا تطلق زوجها بالثلاثة؟!
وهل صحيح أن ضلّ حيطة أكثر أماناً من ضلّ راجل غير آمن؟! هكذا تقول بعض الزوجات الراغبات في الطلاق أو اللاتي طلقن فعلاً، أو خلعن أزواجهن، أو يتمنين ذلك توقاً وإشتياقاً:
- "إنه كزوجي وراعّي والمفروض سندي في هذا الزواج قد آذى مشاعرى، طول الوقت، حتى في تلك الأيام التي تبدو حلوة كان يؤذي مشاعري بطريقة أو أخرىـ أحس بقسوة الهجر، وبمرارة الوحدة".
- " زوجي لم يعد صديقي.... انتهى الود الذي كان بيننا........ خلاص؟! "
- " الوقت الوحيد الذي يهتم بي فيه هو عندما يريد لقاءاً جنسياً "
- " إنه غائب عني، أكثر الوقت حينما أحتاج إليه وأريده "
- " إنه لا يعتذر عندما يجرح مشاعري".
- " إنه يعيش حياته كما لو لم نكن متزوجين، إنه لا يقيم لي أي إعتبار".
- " نبدو وكأننا سفينتين تمخران عباب البحر في ظلمة الليل، كل منهما تسير في حال سبيلها لا تدري من أمر الأخرى أي شئ".
- " لقد أصبح زوجي شخصاً غريباً بالنسبة لي، أصبحت أدقق في مشيته، أنظر إليه من الخلف، شكل شعره، تدويرة أذنيه، وأستغربه جداً، وصل الأمر إلى أنني كنت أخافه أحياناً، وأسأل نفسي ترى من يكون هذا الرجل الراقد إلى جواري، من هو ذا الذي يخطو في ردهات البيت ويدخل من بابه أحياناً؟!
- " لقد أصبح زوجي لا يهتم بي، ولا يهمه من أمري ومن شكلي ومن جسدي شئ، ولا يهتم بأي شئ أقوم به."
بدون تعميم هل أن المرأة أكثر حرصاً على" الحالة الزوجية " من الرجل، فنراها تحرص على مشاهدة البرامج التليفزيونية التي تبث الوعي، تشتري الكتب التي تحمل الإرشاد والتوجيه، تقرأ المقالات المختلفة في المجلات والصحف محاولة على الفهم وتفادي الخطأ.
ونرى المرأة تبحث عن صدر صديقة تبوح لها بذات صدرها وتبثها همومها وتحاول قدر الإمكان إيجاد آذان صاغية، ولكنها المرأة في ذات الوقت تقرر الطلاق، تتمناه، تطلبه ربما أكثر من الرجل بمراحل، فلماذا.....؟!
هل المرأة أكثر انزعاجاً... وعدم رضا بتلك "الحالة الزواجية" ؟!
ما الذي تريده ـ حقاً ـ من زوجها؟! ما الذي يزعجها و (يقرفها) فعلاً من (العيشة) مع زوج يجعلها تقرر وضع (الحالة الأسرية) في مكان خطر وتجعل المستقبل يبدو مبهماً وقاسياً ومجهولاً؟
لماذا تترك بعض النسوة أزواجهن؟!.
في العيادة النفسية نساء محبطات جداً كل يوم تقريباً، نساء خاب أملهن فعلاً في زواجهن ذلك (العقيم) نفسياً واجتماعياً، وربما اقتصادياً وجنسياً كذلك. وغالباً ما يعبرن عن يأسهن الشديد من استمرار ذلك الزواج. ومما يعقد الأمر أن أزواجهن لا يفهمون إطلاقاً الأسباب المعنية والمحيطة بالأمر، لأن إدراك الزوج وفهمه يعد عاملاً أساسياً وخطوة هامة نحو العلاج والحل، ترى المرأة أن المشكلة الزوجية برمتها سببها الرئيسي والأساسي هو الزوج، وأن المسؤولية الكاملة للفشل والتوتر الزواجي تقع عليه، وغالباً ما ترى المرأة نفسها العنصر الفعال لحل المشكلة. كما ترى المرأة أن الزواج ينتهي أمره بمجرد أن تتوقف هي عن مجهوداتها لفض نزاع العش الزوجي.
لكنني وحينما أتحدث إليىمعشر الأزواج أجد تفسيراً مختلفاً تماماً عن ذلك الذي تطرحه المرأة وتراه وتحسه. يري الرجال أن توقعات النساء بشكل عام، وزوجاتهن بشكل خاص قد اصبحت ضرباً من خيال لا يمت إلى الواقع بصلة. هؤلاء الرجال يرون ويعتقدون أنهم قد بذلوا جهداً خرافياً حقاً في رعاية زوجاتهم والإحساس بهن، وفي المقابل لا يكافئون بأي تقدير.
يحس الرجل عادة بأنه تحت ضغط نفسي ومادي كبير، بمسؤولية تحسين الوضع الأسري وتطويره والمساهمة في رعاية الأطفال والرقي بهم، وقد يتهم بعجز جزئي نفسي أو جنسي ولب الأمر طلاق مادي قاطع وفظيع وهناك رجال كثيرين مرهقين عاطفياً، محبطين، وأنهم بعد كل ذلك المجهود والكد والتعب لم يجنوا شيئاً إلا النقد والنقد اللاذع.
إن الدور البسيط للزوج في العصور التي مضت قد حل محله دور آخر مركب جداً ومشوش وملتبس ـ تحديداً ـ فيما يخص علاقته بزوجته، وقد يتطرق البعض إلى أن المرأة قد ولدت لتشكي ـأي أنها (شكاءة) بطبيعتها، وعلي الرجل أن يتجاهل ذلك الأمر حتي يعيش، بينما يري البعض الآخر أن توقعات المرأة قد أصبحت تفوق كل شيئ، وتصل إلي حافة المستحيل الذي لا يمكن للرجل الوفاء به أحياناً، ومن ثَم فلا فائدة مرجوة من محاولة إصلاح ذات البين، ورأب الصدع ـ فالمرأة كائن من الصعب ومن المستحيل أحياناً إسعاده.
وقليل من الرجال يتمكن من أن يصبح ذلك الزوج علي المقاس، بمعنى إدراك أحلام وتطلعات زوجته، أي أن يكون فارسها الهمام ورجلها الشجاع وصديقها الصادق الأمين، ولكن يبدو مع تطورات العصر أن هذا النوع من الرجال قد أصبح نادراً ندرة الصبار في الصحراء، و أنه في سبيله إلى الانقراض ـ إن لم يكن قد انقرض فعلاً.
الخلع... الطلاق...
أسباب الفشل ببساطة قد تكون أن الزوج قد فشل في إشباع الزواج وإرضاء الزوجة، وأن هناك قدراً من التعاسة أصبح لا يحتمل مما يؤدي بالأمور إلى الطلاق، ولعل أهم أسباب المرأة لطلبها الطلاق هو "القسوة الذهنية" ـ "التعذيب النفسي" ـ "سوء الاستعمال" ـ و"التوحش في العلاقات الإنسانية". لكن تبين عند الفحص والتحليل أن تلك "القسوة الذهنية"، ليست بسبب دفع الزوج بالزوجة إلى الجنون، لكن بسبب "عدم مبالاة" الزوج، وفشله في التواصل وإهماله لها بشكل متكرر والعكس أيضاً صحيح.
هناك رجل يستطيع إشراك زوجته في حياته الصعبة وهو يشركها لتشاركه (الحلوة والمرة). رجل يتمكن من التواصل العاطفي والفكري والجسدي دون حواجز. وامرأة لا تهتم فقط بجمع المال واقتناء الأشياء (موبايل وسيارة وعقار) امرأة بتفهم روح العصر ولا تلهث وراء إشباعها المادي فحسب، امرأة تعلم أن الدنيا ليست شهادة وعيادة وحساب في البنك وشقة مترامية الأطراف إنما وجود وتعاطف تبادل فكري اهتمام وعشق يسمو فوق بواخة الأمور وكبائرها.
المصدر :روزاليوسف
اقرأ أيضاً:
صمت الأزواج.. طلقات في جسد الزوجات / سيكولوجية الخصوصية الزوجية(2) / التراكمات في الحياة الزوجية(2) / الصمت الزوجي