رؤية نفسية للأبعاد النفسية للزواج ومشاكله:
يكاد يجتمع العامة والخاصة على أن ثمة مشكلة حقا كبيرة تكمن في البيت المصري، تنال من العلاقات الإنسانية وعلى رأسها الزواج، فمن بيت مثقف مقتدر ينهش زوجته وحش التوتر الداخلي والإحساس القاسي بعدم الأمان، يؤثر على نفسيتها ويظهر في حركة عينيها، يكاد يقفز مع إشارتها وإيماءاتها.
يتساءل هو عن سر الفتور العاطفي النفسي الجنسي الذي اعترى زوجته فجأة؛ ويعلم أن أهم الأسباب قاطبة هو ذاك الإحساس المعذب بالخوف من المستقبل، من اختفائه من حياته، وتحديدا الخوف من ارتباطه، أو زواجه بأخرى وهي تجد المبرر والدليل المعنوي قائلة في بساطة"نعم، أدرك أنه لابد لغيري أن تحظى بما حظيت به أنا كل تلك السنوات السابقة، إنه زوجي والد أولادي الثلاثة، حبيبي ونور عيني" يصمت الزوج يتأمل الفراغ والحوائط الممتدة، وعندما تختفي الزوجة من الجلسة يخبرني الزوج بصراحة أن مثل هذا الأمر قائم طالما أنها تهمل في نفسها وتهملني، وطالما أنها تدع الخوف يتملكها إلى هذا الحد، طالما أنها " نكدية ". نعم هكذا رآها.
" مصادر الشجار العائلي المزمن ".
" لماذا تؤدي بعض الحالات إلى الانفصال، الطلاق العاطفي، الطلاق، أحيانا.. القتل".
" هل يمكن تحقيق ما تقوله إنعام محمد علي: عزيزي الرجل، نحن ساعدان للبناء، ولسنا في حلبة مصارعة"
" دور الأولاد، الأهل، المادة، ضغوط الحياة اليومية!"
" معني الحميمية، مفهوم القنابل التي تدمر".
سائق تاكسي بسيط، يضحك في استخفاف، يصرح في حديث عابر أنه يمقت زوجته، وأنه يفتقد الحب والحنان، الرقة والمودة، وأنه ينفر من زوجته، لا يعاشرها إلا كل شهر إبقاء على العرف المتبع، يتهمها بالبعد عن الدين، بالثرثرة وبالهجوم الضاري المتوالي علىه وعلى أهله، نظرت إلىه وسألته إن كان لديها هي، ملاحظات علىه، لم ينطق ببنت شفة، لكن الحال كانت واضحة في قسمات وجهه، و شعره الأشعث ونصف ابتسامته المجنونة.
البعض يقول أن الخلافات الزوجية شائعة لدرجة أنها تكاد تكون أمرا عاديا، والبعض الآخر يقول لابد من الخلاف الزوجي لأنه مثل ملح الطعام، والبعض الآخر مختلف تماما يقول أن تراكم مثل تلك المشاحنات يؤدي في النهاية إلى بئس المصير، وأنه يحفر في القلب وفي الذاكرة ما لا تحمد عقباه. وتمتلئ صفحات الصحف والمجلات برؤى معالجي القلوب وحلالي المشاكل، نقرأ عن قتل الأزواج، وعن قتل الزوجات، وعن قتل رجل لزوجته وأطفاله الأربعة بما يفوق أفظع مشاهد الرعب في السينما، وعن العنف الأسرى الشرس والقبيح.
يصل الأمر إلى الشرطة بسبب محاولة الزوجة الاستمتاع بمشاعر كاظم الساهر(غنائيا) لأنها لا تجد رومانسية أو عاطفة في عش الزوجية، غير أن الرجل الشرقي يغار وينتهي الأمر إلى الشرطة، ويتهم البعض الزوجات بأنهن(فالصو) أو أنهن مصابات بـ(لوثة عقلية)، دون التمعن في الظروف والأسباب التي أدت وتؤدي إلى ما آل إليه الأمر؟
إن الحياة اليومية مليئة بالمنفرات والمزعجات، والرجل أحيانا يكون مضغوطا علىه في عمله، فيسقط أحزانه وربما اضطهاده على البيت، الزوجة الآن تعمل، تتعرض أيضا للتحرش ـ الجنسي وغير الجنسي ـ سواء كان ذلك في العمل أوفى الشارع. يصب كل هذا في الدور النمطي الذي رسمه المجتمع للزوج والزوجة، بمعنى أن الواقع يكون في أغلب الأحيان غير المتوقع، من ثم فإن استمرار الزواج لا يعنى النجاح، وأن الحفاظ على البيت والأولاد لا يعنى السعادة.
إن أمور العائلة، الصداقات، المال، الجنس، تشكل بذور الخلاف الزوجي، الذي يصل بزوجة إلى الإصابة بما قد يصطلح علىه ( الكحة العصبية) التي لا تشفى بأى دواء، لكن بالانتقال من سرير الزوجية. وهناك الزوج الذي لا يدرى من أمر زوجته سوى جسدها، يغير عليها غيرة حمقاء، وهناك الزوجة المتسلطة التي تقهر زوجها ليل نهار، وهناك من تمنع الحب والجنس لتكسر أنفه وتذله فيهوى إلى دنيا أخرى من الليالي الحمراء أو الزواج المؤقت.
قالت زوجة أنها صحت من نومها في هدأة الليل لتذهب إلى دورة المياه، ولما عادت انتبهت إلى وجه زوجها وهو نائم، دار في ذهنها سؤال قاس وملح: "من هو هذا الغريب"، زادت نسبة البرامج التليفزيونية والإذاعية التي تناقش حكاوي الناس المختلفة. لكن يبدو وأن هناك خط أحمر لا يريد أي من الطرفين الاقتراب منه، ويبدو أننا ـ في أغلب الأحيان ـ نتحدث في القشور، وفى ظواهر الأمور، دون لبها ودون الغوص في أعماقها، ومن ثم فلا بأس من الحديث، لكن ما العمل؟
0 يتضح مما لا شك فيه أن الخلافات الزوجية قد ازدادت بشكل يصعب التعامل معه، وأن نسبة الطلاق عالميا محليا في ازدياد. إذن ما هو السر وما هي الأسباب؟ هل على الزوجين فعلا كما قال رجل محبط زوجيا، أن علىهما أن يديرا ظهريهما لبعضهما كالجند في الحراسة لكي يريا من أين يجيء الخطر ومن ثم يهاجمانه، أم يواجهان بعضهما ليريا أيضا من كل الجهات لكن ذلك يحمل النظر في العينين، رؤية ملامح وقسمات وتعبيرات الوجه؟ ما هي الحكاية إذن؟ وهل من سبيل للتخفيف منها إن لم يكن تفاديها؟ هل ذلك ممكن؟ أعتقد ذلك، وأملك هنا على هذه الصفحات حق التفاؤل، مجرد التفاؤل، وبعض الأفكار والآراء فقط، لا للنصائح، لا للوعظ والإرشاد ولا لتنصيب النفس حكما في أمور يدركها أهل البيت حينما تغلق علىهم الأبواب. إذن فلنر ولنبدأ بحكاية الصياد والسمك وشباك الصيد.
انتهى أحد العلماء المتخصصين في شؤون الزواج إلى أن (الزواج) مثل (شباك الصياد) ، فالصيادون يرمون بشباكهم إلى البحر كل يوم، يصيدون السمك ويتوجهون إلى الأسواق لبيعه. هناك صياد يأخذ السمك من الشباك كل يوم، لكنه يترك خلفه النفايات والطحالب وكل ما يجلبه البحر مع السمك، تتراكم كل تلك البقايا في الشبك لدرجة يصبح معها الصياد عاجزا عن إنزال الشباك من القارب إلى البر، فجأة، وفي نوبة غضب، يمزق الشباك، يمضي إلى بيته خالي الوفاض، ومن ثم يعجز عن صيد أسماك أخرى، ينتظر فرج الله حتى يشترى شباكا جديدة؟
وهناك ـ أيضا ـ صيادا آخر، ينظف شباكه كل يوم، يأخذ منها السمك لبيعه، في كل مرة يحرص على أن تبقى شباكه نظيفة وفى حالة جيدة، ومن ثم فهو قادر في كل مرة يطرح فيها تلك الشباك على اصطياد أسماك جديدة وعلى بيعها، ومن ثم يضمن الرزق للعيش هو وأسرته.
إذا ما جازت المقارنة هنا فإن تلك الاحتياجات العاطفية (الوجدانية) الزوجية التي تشبه تلك الأسماك، بينما تبقى النفايات والطحالب مكاره الزواج ومعوقاته، هي تلك العادات غير الطيبة والتي تتسبب في عدم السعادة ـ إن لم نقل (التعاسة). مثلا، نوبات الغضب، الحكم على الطرف الآخر بشكل مهين، السلوك المزعج، الطلبات الأنانية وعدم الصدق والأمانة، إذا تجمع كل ذلك مع مرور الوقت فإن عبء حمله وتحمله سيفوق قدرة أي طرف، وسيدمر أي رغبة في تحقيق التصالح والتعاطف، وهنا قد يحدث الصمت المفزع، ثم الطلاق العاطفي، أو الهروب إلى العمل ساعات طويلة أو إدمان أي شيء، ثم الانفصال أو الطلاق الفعلي.
وهذا تحديدا هو موقف الصياد الأول الذي خسر شباكه ومزقها، خسر رزقه وانتظام حياته، أما الصياد الثاني الذي يخلص شباكه كل يوم من شوائبها، ويبقيها نظيفة فإنه كالزوج أو الزوجة التي تحرص على إزالة العقبات من وجه أي فرصة لتحقيق التناغم طالما كان بالإمكان ذلك.
أهم الاحتياجات العاطفية:
ولا أعني بالعاطفية هنا كلمات الحب والغرام، لكن أعنى تحديدا الود والرحمة، الاحتياجات الوجدانية والإنسانية بين الزوجين. الاحتياج العاطفي هو نوع من الشوق، والاحتياج إذا ما أُشبع خلف وراءه سعادة جمة، سلاما وطمأنينة، وإذا لم يشبع فسيترك شعورا بالتعاسة والإحباط، إذا أحصينا الاحتياجات العاطفية فلسوف نجدها ـ ربما ـ بالآلاف، تتراوح ما بين حفل ندعو فيه الأصدقاء إلى سندوتش طعمية من يدي الزوج أو الزوجة الحلوة، ربما كوب ماء يروى الظمأ، أو كوب شاي يعدل المزاج، وقد يكون مشاركة لمشاهدة برنامج تليفزيوني مفضل (سويا)، بالطبع تختلف هذه الاحتياجات وتلك طبقا لمفهوم كل من الزوجين، ثقافتهما، وعيهما، وانتمائهما الطبقي، تحديدا تطلعاتهما، إمكاناتهما وتوجهاتهما، بشكل محدد هناك احتياجات عاطفية معينة، إذا ما أشبعت تحقق الحب وعمت السعادة النفس وتوهجت بها الروح، وانتشى بها القلب.
أهم تلك الاحتياجات العاطفية تشكل تلك اللبنة الأساسية اللازمة لبعث الدفء في أوصال عش الزوجية لنتخيل سويا أن زوجا وزوجة يقرآن الآن هذه الدراسة، وأنهما يحتاجان إلى مشورة أو مساعدة تخص علاقتهما ببعض. إذن فلنحاول سويا أن نحدد ما هي أهم الاحتياجات العاطفية (الوجدانية) لكل منهما. بمعنى ماذا يمكن أن يفعل كل منهما للآخر لكي يجعله سعيدا وفرحا؟ إذا عرفنا ذلك، ربما، نستطيع أن ندرك كيف يمكن تحقيق ذلك، سؤال هام ومحرج؟ ترى كيف يحب كل منهما الآخر؟ هل برومانسية عبد الحليم حافظ (على الرغم من أنها قد تكون مطلوبة أحيانا)، وهل بغرام الخطوبة ووهجها ـهل هذا ممكن ـ هل هو حب عملي فعلي متماسك.
إذا سألنا القارئ والقارئة، الزوج والزوجة، الآن عن أهم عشر احتياجات عاطفية، فربما قال كل منهما (الإعجاب والتقدير، الحنان، الحوار مع الطرف الآخر، المساعدة في المنزل(ليس بمعنى غسل الصحون فقط، وإنما المشاركة في هموم البيت والأولاد مثلا)، التعهد العائلي بـ (المسئولية الكاملة للأسرة)، الدعم المادي، النزاهة والصراحة، الجاذبية الجسدية، المشاركة في النشاطات الترفيهية، الإشباع الجنسي).
بدون إدعاء بأننا سنقرأ أفكار القراء المتزوجين، لكن على ما يبدو أن ثمة سر يقبع خلف خلافات الأزواج، بمعنى أننا على وشك أن نفهم لماذا من الصعب على الأزواج والزوجات إشباع حاجات الطرف الآخر، أو تلبية متطلبات وحاجيات كل منهما؟ غالبا أن كل من الزوج والزوجة يذكران نفس الاحتياجات العاطفية(الوجدانية) لكن بترتيب مختلف تماما، أو معكوس تماما أي أن أهم خمس احتياجات للرجل هم أقل خمس احتياجات للمرأة، والعكس ـ بالطبع ـ صحيح. وهنا ـهنا فقط ـ نكتشف أن الرجل والمرأة لم يختلفا، ولكنهما يفقدان تلك القدرة السحرية على الإحساس بالآخر، على التعاطف.
إن كل منهما، ربما حاول قدر جهده القيام بواجباته، لكن تلك الجهود غالبا ما كانت(غير موجهة)، أو (في الاتجاه العكسي) فالذي توده الزوجة أكثر لا يوليه الزوج أي اهتمام وهكذا. وبالطبع فإن كل إنسان مختلف ومتفرد وله خصوصياته، بمعنى أنه ربما نجد أن معظم الرجال يشتركون في أولوياتهم وهكذا النساء، لكن هذا لا يعنى وجود أناس مختلفين تماما، ومن هنا أود أن دعوة كل من الزوجين إلى نسيان (الدور النمطي) لكل منهما في المجتمع، ويحاولان ـ قدر الإمكان ـ تحديد أولوياتهما كما يودان فعلا ـ كناس عاديينـ، لا كرجل وامرأة.
وهناـ قد نصل إلى ما يريده الرجل من زوجته فعلا، وما تريده المرأة من زوجها حقا، وهناك كشف أسئلة أو (استبيان) يساعد على تحقيق ذلك، ومن ثم قد نتمكن من تحديد (احتياجاته) و (احتياجاتها).
لكن أن تلبى احتياجات الطرف الآخر ـ فقط هو ـ نصف المشوار، فإذا كان أحد الزوجين يبذل عطاءه، يجب أن يتأكد أنه لا يودعها في مصفاة يتسرب منها كالماء، ويجب أيضا ألا يتراجع أحد الطرفين ويسحب عرضه إذا عرض، فهذا الأمر سيسبب إزعاجا وجرحا وإيلاما، ومن ثم نستنفذ طاقات المحبة والتفاهم ونترك وراءنا النفس قفرا يبابا.
10 وصايا … لزواج سعيد
علاقات الحب مهمة جداً للناس جميعاً، ولكنه بالرغم من ذلك، فقليلاً ما نفكر في كيفية تنمية هذه العلاقات. ولذلك نحرص هنا على تقديم بعض الأفكار التي ثبت أنها تقوي علاقات الحب عموماً والعلاقات الزوجية بصفة خاصة.
1- التواصل: رغم ان التواصل هو أهم المهارات التي تحافظ على علاقات الحب إلا انه نادراً ما يتواصل الناس، بل يبدو كما لو أنهم يتحدثون إلى أنفسهم طوال الوقت، فهم أما غير واضحين لما يريدون قوله أو أنهم غير قادرين على تحويله إلى الكلمات المناسبة. ومن الواضح أيضاً أن المستمع الجيد أندر من المتحدث الدائم. أما المشاركة، فهي أساسية لبناء التفاهم والتواصل، تتوقف تماماً عندما يشعر المتحدث أن المستمع قد توقف عن الاستماع... ولذلك فان أية علاقة حب، ستقوى كثيراً إذا استمع كل طرف إلى الآخر وتصرف تبعاً لهذه الاقتراحات:
يجب أن يحاول كل واحد التعبير عن حبه للطرف الآخر بالأفعال والأقوال. ولا يجب علىه أن يعتقد أن الطرف الآخر يعرف مشاعره... وحتى لو بدا الطرف الآخر خجولاً وأنكر أنه بحاجة إلى اهتمام. فلا يجب تصديقه.
المجاملات مهمة جداً حتى مع الأداء الجيد للعمل المفروض، ومطلوب أيضاً التخفيف من غلواء الفشل إذا حدث.
ضرورة أن يخبر كل من الطرفين الطرف الآخر عندما يشعر بالحزن أو الوحدة أو سوء الفهم... فمعرفة أحد الزوجين أن بإمكانه مساعدة شريك حياته يجعله يشعر بالقوة ويجب تذكر أن الحب لا يعني أنه يمكن للمرء أن يقرأ عقل حبيبه.
ضرورة التعبير عن المشاعر والأفكار المفرحة بتلقائية، فهذا يمد العلاقة بالقوة والحيوية، ويسمح للأحداث الطارئة بتجديد روتين الحياة.
أيضاً، يجب الاستماع إلى الطرف الآخر، وعدم نقل الشعور الخاطئ بأن ما يشعر به تافه... وغير حقيقي...لأنها في النهاية تجاربه..... ولذلك فهي مهمة وحقيقية بالنسبة له.
ضرورة مطلوبة من كلا الزوجين أن يجعلا الآخرين يعرفون أن كل منهما يقدر شريكه، التأكيد العلني للحب من قبل أحد الزوجين يشعر الطرف الآخر بالأهمية والفخر.
2- العاطفة: يبدو أننا نخاف من التعبير الجسدي عن الحب أو تلقي هذا التعبير من الآخرين... وقد يرجع هذا إلى أن اللمس مرتبط بمحرمات قديمة، غالباً محرمات الجنس اللاشعورية. ولكن إظهار العواطف مهم جداً للصحة، فالأحضان يمكنها أن تزيل الاكتئاب، وتولد حياة جديدة في الجسد المتعب، وتجعل الشخص يشعر بأنه أكثر حيوية ونشاطاً.......
أما إذا كانت العواطف الجسدية غريبة على الشخص، فمن الطبيعي أنه سيشعر بعدم الراحة في البداية.... ويمكن البدء مع العائلة والأصدقاء بالتصافح بالأيدي، أو بربتة خفيفة على الظهر أو لمسة من الأصابع.... ومن كل هذا يمكن أن يتطور إلى حضن دافئ أو قبلة رقيقة.... ففتح الأذرع لشريك العمر يأخذ مجهوداً قليلاً، ولكن تكون فيه أوضح علامات الحب.
3- التسامح: هناك دفء وقوة في كلمة "تسامح"، فهي توحي بقوة اللطف والشفاء ولم الشمل والتجدد. ولكن قد يكون الغفران صعباً جداً إذا لم يجد أحد الزوجين تبريراً لتصرف جارح صدر من الطرف الآخر.... ولكن يمكن أن يغفر فقط عندما ينظر إلى شريكه بحنو وبتقدير أنه إنسان... ولذلك فهو غير كامل وهو معرض للخطأ والضعف مثله تماماً. الحب يمكن الانسان من رؤية الخطأ بمعزل عن مرتكبه. وبذلك يمكن أن يرى علاقة الحب المستمرة كأعظم وأكثر قيمة من الألم المؤقت الناتج عن تصرف خاطئ منفصل.
4- الصدق: الأمان الشخصي ينبع دائماً من افتراض أن كلاً من الزوجين سيكون صادقاً مع شريكه، وعندما يهتز هذا الشعور بالأمان عن طريق الخداع - تدمر الحياة الزوجية.
الثقة شئ مستحيل بدون صدق فعندما ينعدم الصدق، لا يمكن أن يكون هناك حب... ويمكن حتى للخداع التافه الذي يقصد به المحافظة على مشاعر الطرف الآخر أن يقود إلى عدم الثقة.
الحقيقة يمكن أن تقدم بطريقة محببة وودودة، مثلاً التصريح: أنا لا أحب هذا الفستان بقدر ما أحب الفستان الأحمر، ولكن تذكري، هذا رأيي أنا فقط وأنا لست إيف سان لوران.... هذا أسهل كثيراً من "هذا الفستان بشع.. أنا أكرهه". ويجب أن نقبل حقيقة أننا قد لا نستطيع أن نكون أمناء طول الوقت، ولكن إذا أردنا لعلاقاتنا أن تنمو وتستمر، فيجب أن يكون الصدق والثقة هدفنا الدائم.
بجانب هذه الصفات الأربع الاساسية، هناك الصفات الأخرى التي يمكنها أن تساعد على تقوية العلاقة الزوجية:
5- عدم الغيرة: حيث أن القليل من الناس فقط هم الذين يستطيعون التجرد تماماً من الغيرة، وهنا يجب أن تنظم العلاقة مع هذه الصفة.
الغيرة يمكنها أن تصبح وحشاً قادراً على تحطيم حياة أي شخص، وتحطيم حياة من يحبهم أيضاً... أو تكون تحدياً للشخص في احترامه لنفسه ومعرفته لذاته.
والغيرة لا يمكن أن تتضاءل إلا إذا قبل الشخص أخيراً حقيقة أنه لا يمكن أن يمتلك إنسانا آخر، وأن يتعلم أن حب شريكه يعني أنه يريده أن يكون نفسه... مهما كان هذا مؤلماً..... فيجب أن يطلق سراح الحب وعندما يعود فقط يمكن للإنسان أن يتعرف على الحقيقة.
6- القبول: ضروري أن يقبل كلا الزوجين الآخر كما هو باعتباره ليس كاملاً......
فإذا ما خاف الشخص التصريح عن نفسه غير الكاملة، فلا يمكنه أن يتوقع من شريكه أن يفعل هذا وبهذا يصبحان غريبين.... ولكن هناك أزواجاً يعترفون بأنهم لا يملكون الكثير.... ولكن هذا هو كل ما عندهم.. ولذلك يجب الاكتفاء بما هو موجود. ولكي تتشكل علاقات زوجية سعيدة، يجب أن يكون الزوجان سعيدين بنفسيهما كما هما..... ويجب أن يحترم كل من الطرفين حقوق الآخر ومواقفه ومشاعره.
7- الاحترام: غالباً ما لا تكون المشاكل الكبيرة سبباً في فشل العلاقات الزوجية..... ولكن الخطأ ينشأ من سلسلة من الأشياء الصغيرة عبر فترة طويلة من الزمن:
تصرفات صغيرة مستهترة، أو تعلىقات تقال بدون تفكير، أو كلمات لم يتحدث بها صاحبها، أو نيات طيبة لأفعال حسنة تؤجل دائماً. نحن دائماً ما نعامل المعارف العارضين باعتبار أكثر مما نعامل الناس القريبين إلى قلوبنا. "أشكرك" و "من فضلك" و "إذا لم يكن لديك مانع"ـ هي طريق لإظهار الحب لشريك الحياة.ضروري أن يخلق مناخ من الدفء والاحترام بين الأزواج، بأن يعامل كل منهما الآخر بكرامة واحترام.
8- التقاليد: تعامل التقاليد غالباً هذه الأيام على أنها طرافات رومانسية....
توقفت عشاءات العائلة في أيام الأجازات، ومعها توقف الاحتفال بالمناسبات التي تجمع أفراد الأسرة معاً. تذكر الأغنية القديمة، إعادة قراءة الإهداء المكتوب على ظهر صورة أو كارت بوستال، والكعكة التي تخلد ذكرى سنة جديدة من الحياة الزوجية، كلها هي أشياء تربط وتقوي العلاقة بين الزوجين.
9- مشاركة الأحلام: ترفع الأحلام الإنسان فوق العالم الدنيوي المادي وتثري مستقبله بالتوقعات، ولذلك فإن الحلم المشترك من شأنه أن يضيف عنصر الجدة والدهشة إلى العلاقة الزوجية.... الأحلام تقدم نجاحات الغد، كالأطفال والسفر والأمان المادي، بالإضافة إلى السلام والسعادة والفرح.
والحلم هو مكان خاص، ولذلك فإن مشاركة من الزوج يسمح لكلا الزوجين أن يكون واضحاً للآخر.
10- الشجاعة: يمكن للخجل أن يمنع الطرفين من الالتقاء عند نقطة واحدة...
فالعلاقة الزوجية تتطلب الجرأة، والمشاكل والخلافات والإحباطات حتمية. ولذلك فإن الزوجان يحتاجان إلى شجاعة لمواجهتها..... يجب أن تعطى العلاقات الفرصة، لأنه ليس هناك ما هو أعظم من أن يحب الإنسان شخصاً آخر.... أو أن يتلقى الحب في المقابل.
اقرأ أيضاً على مجانين:
الأب .... حَبّة اللقاح / الصمت الزوجي / سيكولوجية المرأة