مواضيع غير تقليدية فى الطب النفسى Unconventional Subjects in Psychological Medicine
1. اللعب Play
اللعب ذو أهمية خاصة في مجال الطب النفسي حيث يعتبر من الطرق الهامة في دراسة وتشخيص وعلاج مشكلات الأطفال.
تعريف اللعب:
اللعب هو أي سلوك يقوم به الفرد بدون غاية عملية مسبقة كما أنه يعد من أحد الأساليب الهامة التي يعبر بها الطفل عن نفسه ويفهم بها العالم من حوله.
التفسير النفسي للعب:
1. هو نشاط سار وممتع للفرد كما أنه حاجة أساسية لابد أن تشبع.
2. هو مخرج وعلاج لمواقف الاحباط في الحياة، فالطفل حين تضربه أمه يذهب ويعاقب لعبته ويعاتبها والطفل التابع يمارس هوايته في القيادة على ألعابه... الخ.
3. هو وسيلة دفاعية وتعويضية، فالطفل إذا افتقد اهتمام اسرته يفضل اللعب مع رفاقه خارج المنزل.
4. يمكن اعتباره كتمثيلية موضوعها متاعب الطفل وتهدف الى التخلص من القلق الناتج عن هذه المتاعب.
5. يمكن اعتباره نوع من الفشل في التوافق مع الواقع في حالة الإفراط.
النظريات النفسية للعب:
1. نظرية الطاقة الزائدة: تعتبر اللعب تنفيسا ضروريا للطاقة الزائدة عند الفرد.
2. نظرية الغرائز: تعتبر اللعب يرجع الى أساس غريزي، فهو نشاط ضروري لتدريب وتهذيب الغرائز والدوافع مثل المقاتلة والعدوان.
3. نظرية التلخيص: تفترض أن الطفل وهو يعوم ويبني الكهوف ويتسلق الأشجار في لعبه انما يلخص تاريخ الجنس البشري كله.
4. نظرية تجديد النشاط: تعتبر اللعب وسيلة للتسلية والرياضة وأنه كشيء ضروري بعد التعب والاجهاد في العمل.
اللعب ومراحل النمو:
1. الطفولة المبكرة: يكون اللعب بسيطا وعضليا وفرديا، ثم يتجه إلى المشاركة الجماعية مع رفقاء اللعب، وتتميز هذه الفترة باللعب الإيهامي، ويختلف لعب الذكور عن لعب الإناث فالبنت تدلل عروستها كما تدلل الأم طفلها ويلعب الذكر بالطائرة والصاروخ كما يتعامل معها الرجال.
2. الطفولة المتأخرة: تظهر الألعاب الجماعية ثم تظهر الهوايات وتبزغ الميول والاهتمامات.
3. المراهقة المبكرة: تظهر المباريات واللعب الاجتماعي والترفيه وتتضح روح الجماعة.
4. المراهقة المتوسطة والمتأخرة: يبدأ التمسك بقواعد اللعب.
الأهمية النفسية للعب وأدواته:
1. يفيد اللعب في دراسة سلوك الطفل وتشخيص مشكلاته وعلاجها عند ملاحظته وهو يلعب.
2. يفيد اللعب في النمو الجسمي للطفل.
3. يفيد اللعب في النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي للطفل.
4. يفيد اللعب في اشباع حاجات الطفل في التملك والسيطرة والاستقلال.
5. يعتبر اللعب استكمالا لبعض أوجه النشاط الضرورية في حياة الفرد.
6. يعتبر اللعب مهنة الطفل ويعبر عن ذلك بأن الأطفال عمال صغار.
7. يجعل اللعب الطفل مستمتعا بطفولته.
فوائد اللعب:
1. هو أنسب الطرق لإرشاد الطفل.
2. يستفاد منه على المستوى التعليمي والتشخيصي والعلاجي.
3. يتيح خبرات نمو بالنسبة للطفل مع اعتبار مرحلة نموه.
4. يساعد الطفل على الاستبصار بطريقة تناسب عمره.
5. يتيح فرصة التغيير الاجتماعي بصورة مصغرة للواقع الخارجي.
6. يعتبر مجالا للتنفيس الانفعالي مما يخفف عن الطفل توتره الانفعالي.
7. يمثل فرصة لإشراك الأسرة أثناء العملية العلاجية.
الأساليب المستخدمة في اللعب:
هذه الأساليب تستخدم بعد تكوين علاقة طبية مناسبة مع الطفل مع تهيئة مناخ نفسي ملائم يسوده التقبل مع مصاحبة الطفل الى حجرة اللعب. وأساليب اللعب متعددة منها:
1. اللعب الحر (Unstructured): وهو غير محدد ويترك فيه للطفل كامل الحرية لاختيار اللعب واعداد مسرح اللعب واللعب بما يشاء وبالطريقة التي يراها دون تهديد أو لوم أو استنكار أو رقابة أو عقاب. وتتوقف مشاركة المعالج على رغبة الطفل فقد يشارك الطفل في اللعب أو لايشارك أو قد يتخذ موقف متدرج فيكتفي في أول الأمر بملاحظة الطفل وهو يلعب وحده ثم يشترك معه تدريجيا لتقديم مساعدات أو تفسيرات لدوافع الطفل ومشاعره بما يتناسب مع عمره وحالته.
2. اللعب المقنن (Structured): وهو لعب موجه ومحدد وسابق التخطيط والدور الرئيسي فيه يقع على عاتق المعالج. وفيه يحدد المعالج مسرح اللعب ويختار نوع وأدوات اللعب بما يتناسب مع عمر الطفل وخبراته ومشكلته وأن يكون مألوفا له حتى يستثير لديه نشاطا واقعيا أو أقرب الى الواقع. ثم يترك الطفل يلعب في جو يسوده المودة والعطف والتقبل وغالبا يشترك المعالج في اللعب مما يساعده على عكس مشاعر الطفل وتوضيحها له حتى يدرك الطفل نفسه ويعرف امكاناته ويحقق ذاته ويفكر لنفسه وحين إذ يكون قادرا على اتخاذ قراراته بنفسه.
3. اللعب كعلاج سلوكي (Behavioral Therapy): وفيه يستخدم اللعب في علاج بعض السمات أو الاضطرابات العصابية في الأطفال مثل حالات الخواف من حيوانات معينة كالكلاب مثلا فيمكن تحصين الطفل تدريجيا بتعويده على اللعب بدمى هذه الحيوانات في مواقف آمنه وسارة متدرجة ومتكررة حتى تتكون ألفة تذهب بالحساسية والخواف مبدئيا ويمكن أن يلي ذلك زيارات لحديقة الحيوان لمشاهدة هذه الحيوانات باسترخاء وبدون خوف.
حجرة اللعب:
تخصص حجرة أو حجرات للعلاج باللعب في المراكز المتخصصة وتضم لعبا متنوعة الشكل والحجم والموضوع، وتمثل الأشخاص والأشياء الهامة في حياة الأطفال والتي توجد في مجالهم السلوكي وتعتبر بمثابة مثيرات مدروسة لسلوك الطفل. وتزود حجرة اللعب بالمناضد والكراسي المناسبة للأطفال. ويلاحظ أن اللعب والأدوات التي توجد في حجرة اللعب غير قابلة للكسر ولا تكون غالية الثمن.
وقد تخصصت كثير من الشركات العالمية في صناعة لعب الأطفال المدروسة علميا بحيث تناسب النشاط الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي للأطفال في جميع الأعمار.
أمثلة اللعب:
1. دمى وتماثيل: تمثل أعضاء الأسرة ورجال الشرطة والسلطة.
2. لعب: تمثل الحيوانات والطيور وتمثل وسائل المواصلات المتنوعة والأسلحة المختلفة.
3. قطع بلاستيكية وخشبية: تمثل مواد البناء وقطع الأثاث المنزلي والأدوات المنزلية.
4. قطع قماش: تمثل الملابس والمفروشات.
5. أحواض زمل وماء ودلاء وجواريف.
6. طين وصلصال.
7. أقلام وألوان وورق رسم.
8. بعض الأقنعة.
9. أدوات أخرى يألفها الطفل مثل الأرجوحة والأراجوز.
10. أدوات موسيسقية.
استخدام اللعب كوسيلة تشخيصية:
- يمكن دراسة سلوك الطفل وتشخيص مشكلاته عن طريق ملاحظته أثناء اللعب داخل وخارج غرفة اللعب وأيضا خارج جلسات العلاج حين يعود الى بيته وأسرته.
- الطفل عادة يعبر رمزيا أثناء لعبه عن خبراته في عالم الواقع، ويعبر الطفل المضطرب نفسيا عن مشكلاته وصراعاته وحاجاته غير المشبعة وانفعالاته المشحونه أثناء لعبه فيسقط ذلك على الدمى واللعب مما يسهل تشخيصها.
- يمكن الاستفادة بالكثير من ملاحظة سلوك الطفل أثناء لعبه مثل:
1. سن رفاق اللعب.
2. مدى الاستمتاع باللعب.
3. الحالة الانفعالية اثناء اللعب.
4. تحديد الشخصيات في اللعب.
5. مدى ظهور دلائل الابتكار.
6. تحديد حالة السواء والاضطراب في كل حالة.
- ومن وسائل التشخيص استخدام بعض اختبارات اللعب الاسقاطية مثل:
1. اختبار العالم (مارجريت لوفن فيلد): ويتكون من لعب صغيرة كالدمى والحيوانات والبيوت والأشجار والأسوار والعربات... الخ، ممكن أن يكون بها قرية أو مدينة أو مزرعة أو حديقة حيوان أو غابة أو مطار... الخ.
2. اختبار المشهد أو المنظر (جيرد هيلد فون شتابس): ويتكون من مجموعة من اللعب والدمى يمكن ثنيها وتمثل شخصيات لها اتصال بحياة الطفل وكذلك على عدد من الحيوانات الأليفة والمفترسة... الخ. مما يساعد الطفل على التعبير عن انفعالاته ورغباته الشعورية واللاشعورية.
استخدام اللعب كوسيلة علاجية:
- يستخدم اللعب كطريقة هامة لضبط وتوجيه وتصحيح سلوك الطفل فيساعد على دعم النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي المتكامل والمتوازن للطفل، فهو يقويه جسميا ويزوده بمعلومات عامة ومعايير اجتماعية ويضبط انفعالاته.
- يحتاج العلاج باللعب لمعالج على درجة عالية من التدريب وذي شخصية وقدرات تناسب التعامل مع الأطفال ويتسم بالفهم والصبر والحساسية والمرح واحساس بالوالدية والقدرة على اشراك الوالدين أو غيرهما من أفراد الأسرة أو المدرسين أو رفاق الطفل في الجلسات العلاجية.
- ويستخدم اللعب في:
1. اشباع حاجات الطفل: مثل الحاجة للعب نفسه والحاجة للتملك والحاجة للسيطرة والحاجة للاستقلال.
2. التعبير والتنفيس الانفعالي: والذي ينشأ عن الصراع والاحباط.
3. تحقيق أغراض وقائيه: لتلافي شر ردود الفعل عندما يتعرض الطفل لأحداث مفاجئة.
اقرأ أيضاً:
جيل الماوس والموبايل والريموت كونترول / الدردشة الالكترونية وحوار الأعماق / الحوار وقاية من العنف / إدمان الأطفال ....على الألعاب الإلكترونية مشاركة