أ.ب مساندة نفسية هيا نتعلم (2)
كتبنا في الحلقة السابقة من سلسلة محاضرتنا حول كيف تقوم بالمساندة النفسية للأفراد المتضررين من الحروب والكوارث، ضرورة الاهتمام بالتواصل الجيد مع الشخص الذي تريد تقديم المساندة له، ويتم ذلك من خلال قدرتك على إقامة علاقة جيدة معه، تسمح له بالتعبير عما يشعر به من ألم، وهناك بعض النقاط التي يجب أن تضعها في اعتبارك أثناء تعاملك مع الحالة، وهي:
1- اجتهد في إشعاره بأنك تأتي لمساعدته، وأنه يهمك بغض النظر عن أي شيء آخر، ولتحقيق ذلك يمكنك استخدام الكلمات التي تعبر عن ذلك، وبمنتهى الوضوح، أنك اهتممت بما حدث، ورغبت في التواجد معه هو والآخرين، وأن هذا دورك، كما يجب عليك أن تعرفه بنفسك، فمن حقه أن يعرف إلى من يتحدث.
2- حاول أن تظهر له تعاطفك مع ما تعرض له، وفى ذلك يمكنك استخدام إيماءات الوجه المناسبة أثناء الاستماع له، فتظهر له مدى تأثرك بما تسمعه منه.
3- حاول تستمع له أكثر بكثير مما تتحدث، فذهابك له كان من أجل الاستماع له.
4- ساعده على التحدث بكلمات مفتوحة غير محددة، بمعنى ألا تطلب منه أن يسرد لك ما رآه، ولكن حاول استخدام صيغة "أنا عاوز أطمن عليك" أو ما شابهها.
5- عبر له لفظياً، بأن ما عاناه كان كثيراً، وأن قوته الذاتية والشخصية تدخلت في حفاظه على ذاته، وتماسكه، ولا مانع من أن تذكر له، أنك تشك في قدرتك على تحمل ما رآه.
6- لا تحاول في بادئ الأمر استخدام صيغة دينية لتهدئته، من قبيل "ده نصيبنا"،"ده ربنا كاتبه "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" فهذه الكلمات قد تجعله يتحرج من التعبير عن الغضب الذي يشعره، باعتباره أمر الله الذي لا اعتراض عليه، كما أنه في بعض الحالات قد يثير غضب الشخص، وربما يدفعه للتفوه بأمور قد يتضايق عند مراجعة نفسه عليها.
7 - حاول تبلغه أن ما يعانيه من شعور بالضيق أو التوتر أو القلق أو حتى عدم السعادة كلها أمور طبيعية في ظل ما تعرض له من ظروف قاسية.
8- أخبره بطريقة غير مباشرة أن الخوف، والقلق، كلها أمور إنسانية، يشعر بها الإنسان، بغض النظر عن قوته، أو ثباته أو إيمانه بقدرة الله.
بوجه عام:
حاول أن تتنبه لكل كلمة يخرجها من فمه، وتفاعل معها بالشكل المقبول والمناسب دون إفراط أو تفريط، أي دون إهمال أو مبالغة.... كذلك تلك الإيماءات التي تظهر عليه، وحركات الجسم اللا إرادية التي يصدرها عند بعض الأحداث.. وإليك بعض المحاذير الهامة التي يمكن أن تؤثر على جودة علاقتك به وتتضمن:
1- حاول ألا تقبل على لمسه جسدياً، بأن تضع يدك عليه، فاللمس غير محبب بالنسبة لتلك الحالات حيث يعتبرونه نوعا من الاختراق الذي ربما لا يطمئن.
2- حاول ألا تلح عليه إن هو طلب التوقف عند نقطة معينة وذكر أنه لا يستطيع أن يكمل، عندها أنهِ اللقاء، ولا تنسى تحديد موعد آخر.
3- إياك وعدم الالتزام بالموعد الذي تحدده له، فهذا لا يفقده الثقة فيك أنت فقط، بل أيضاً في كل من يأتي بعدك لمساعدته.
4- إياك والكتابة أمامه، فإن كنت تهتم بتدوين طبيعة كل حالة فليكن ذلك بعد ترك الحالة، ويكون ذلك فور الخروج من عنده حتى لا تنسى المعلومات التي جمعتها..
ولنا لقاء آخر في حلقة قادمة.
*اقرأ أيضا:
شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تخيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 .