إن القذف هو ذروة الرعشة عند الرجال أي هو لحظة الحصول على اللذة النهائية الحادثة في نهاية العملية الجنسية، وذلك عندما يتم خروج السائل المنوي.
لقد ظل معالجو الحالات الجنسية يتجادلون لسنوات طويلة حول التعريف الدقيق لمصطلح القذف المبكر أو سرعة القذف، وخلال الخمسينيات من القرن العشرين قيل أن القذف المبكر هو الحالة التي يتم عندها القذف خلال فترة تقل عن زمن محدد (حوالي دقيقتين) أو عدد معين من الإيلاجات (دخول القضيب وخروجه ضمن المهبل).
إن يعتبر ذلك مجرد هراء، وهو يعود إلى الجهل وعدم معرفة الفترة التي يستغرقها معظم الرجال للوصول إلى مرحلة الذروة. لقد تفاجأ هؤلاء الخبراء عندما سجلوا أن 75% من الرجال يقذفون خلال دقيقتين من دخول القضيب ضمن المهبل، وهناك نتائج مشابهة أظهرها استطلاع قامت به إحدى الجامعات المشهورة على 11239 رجلاً، فقد تبين أن القذف يحصل في دقيقة واحدة من الإيلاج عند 20% من الرجال و 62% خلال 5 دقائق، كما أظهر الاستطلاع وجود تباين كبير بين الرجال. فعلى سبيل المثال ، 7% من الرجال قالوا إن القذف لا يحدث عندهم قبل 15 دقيقة من الإيلاج.
إن أفضل تعريف لسرعة القذف هو الوصول إلى ذروة اللذة أو الراحة الجنسية أو الإشباع أبكر مما يرغب فيه الرجل، أو مما ترغب فيه شريكته، وبالتالي ليس من الضروري –وفق هذا التعريف البديهي– أن نعتبر القذف المباشر بعد الإيلاج مشكلة، وخصوصاً إذا تمكن الرجل مع شريكته من الاستمتاع لوقت طويل قبل نهاية العملية الجنسية.. الرعشة كما يسميها العديد من الناس أو الأطباء. لكن العديد من الرجال وشريكاتهم يرغبون بأن تطول ممارستهم عما هي عليه.
أشار الاستطلاع السابق إلى أن 70% من الرجال أجابوا بنعم على السؤال التالي: هل تصل للذروة بسرعة بعد الإيلاج؟ وبعبارة أخرى، هل أنت غير قادر على الاستمرار بالجماع بالقدر الذي ترغب فيه؟ مع الأخذ في الاعتبار أن كل الأزواج المحبين يرغبون في تطويل وقت الجماع لأنه وسيلة فعالة وحقيقية للتعبير عن المحبة والمودة والصداقة والامتنان والعشق الحلال.
تعريف سرعة القذف
سرعة القذف هي بلوغ الرجل ذروة إحساسه ولذته الجنسية وقذف السائل المنوي وزوال الانتصاب قبل بلوغ شريكته ذروتها.
ينتشر هذا الاضطراب بشكل كبير بين الرجال البالغين، حيث تقدر نسبته بحوالي 30%، وفي كثير من الحالات تكون سرعة القذف عابرة بسبب الإرهاق أو الاستعجال أو العصبية أو عدم الرضى عن الزوجة في تلك اللحظة، أو بسبب الإثارة الزائدة والتفكير الكثير والمناظر المثيرة، ولا تعتبر مشكلة مرضية إلا في حال كونها مستمرة.
من التعريف السابق نستنتج أن سرعة القذف مشكلة نسبية؛ فإذا كانت الشريكة تصل إلى النشوة الجنسية بسرعة كافية فلن يشعر الرجل بسرعة القذف، بينما تظهر المشكلة أكثر حدة كلما كان هناك تأخير لدى المرأة.
هنا يجب التنبيه إلى أن حوالي 10% من النساء لا يصلن إلى ذروة النشوة الجنسية لأسباب مختلفة، لكن تنبيه أو إثارة أو تكرار لمس البظر برفق وحب ورغبة يقلل كثيراً من النسبة السابقة في معظم النساء.
أسباب سرعة القذف
1. فرط التهيج لدى الرجل بالتفكير الدائم في الجنس أو الكلام المستمر أو رؤية الصور والأفلام المثيرة أو النظر المستمر للنساء والبنات، خاصة بعد الانقطاع عن ممارسة الجنس لفترة طويلة.
2. عدم رغبة الرجل في الجماع، وقيامه بذلك من باب الواجب، مما يؤدي إلى رغبته في الانتهاء بأسرع وقت ممكن.
3. ممارسة العملية الجنسية في أماكن غير مناسبة وأوقات غير مناسبة، عند والدة الزوجة مثلاً وأثناء النهار أو في منزل الزوجية والأم والحماة خلف الباب ليتأكدوا من العفة والشرف وإعلان البشرى لمن خلف الباب، أو في حمام المدرسة أثناء اليوم الدراسي، أو تحت سلم العمارة في الصباح الباكر قبل موعد المدرسة.
4. زيادة حساسية القضيب نتيجة وجود التهابات بسيطة عليه.
5. الإرهاق العام الجسدي والنفسي عند الرجل.
6. عدم معرفة الرجل وجهله لهذا الأمر أو لرغبات زوجته، مما يجعله لا يحاول التحكم بزمن الوصول إلى حالة النشوة النهائية.
7. أنانية الزوج ورغبته في الاستمتاع والراحة وتعمده إذلال وإرهاق الزوجة أو رغبته في عقاب زوجته لمعرفته أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يرضيها.
آثار سرعة القذف
إن تكرار سرعة القذف بشكل مستمر يؤدي إلى عدم رضى الزوجة من العلاقة الجنسية وشعورها بالقلق والإهمال، وإلى شعور الرجل بالذنب وضعف إحساسه بالرجولة مما يزيد من حدة التوترات في العلاقة الزوجية، وانعكاس ذلك على الحياة اليومية والروابط العائلية.
هل تشكو من سرعة القذف؟
ما الحقيقة الغائبة عن معظم الرجال؟ إنها الحقيقة القائلة أن المرأة تحتاج إلى وقت أطول من وقت الرجل لكي تبلغ الذروة. ولذلك فإن فن أصول المعاشرة الزوجية يهدف إلى تعليمك وتعليم زوجتك كيفية الوصول إلى ذروة اللذة معاً في وقت واحد، وفي أحيان أخرى أرى أنه لا يوجد علاقة بين الوصول إلى ذروة اللذة الجنسية والراحة والهناء وبين أن يحصل عليها الزوجان معاً أو أحدهما قبل الآخر بقليل أو كثير، بل إني أرى كثيراً ممن راجعوني في عيادتي أنه يسعدهم ويسكرهم أن تحصل الزوجة على الراحة أولاً ثم ربما تجد الرجل يذهب لكي يشرب أو يدخل الحمام أو يأكل ثمرة فاكهة أو قطعة حلوى ويسامر زوجته بالكلام والضحك والمداعبة ثم يشبع رغبته على مهل.
ويستطيع بعض الأزواج الأذكياء الفاهمين التحكم في انفعالاتهم بحيث ينتظرون حتى تصل الزوجة معهم إلى المرحلة النهائية التي تتميز انقباضات عنيفة تنتهي بذروة اللذة المتبادلة.
ولكن بعض الأزواج الكرماء الذين يريدون إمتاع نسائهم يجدون صعوبة في تحقيق ذلك، وهذا هو السبب في اختلاف الزوجين اختلافاً كبيراً في توقيت الوصول إلى ذروة اللذة.
والسؤال الآن: هل هناك ارتباط بين البرود وسرعة القذف؟
في كثير من الحالات فعلاً تكون سرعة القذف هي السبب، ولكن في حالات أخرى تكون المرأة باردة وتحتاج إلى جهد وصبر من الرجل فضلاً عن الحنكة والمهارة. ما الحل؟ وكيف يمكن أن تواجه هذه المشكلة؟
ليكن معلوماً أن مدة احتفاظ الرجل بانتصابه بين الإيلاج داخل العضو الأنثوي والقذف المنوي تتراوح بالمتوسط في الحالات الطبيعية بل والقوية بين خمس دقائق وعشر دقائق فقط، وتكفي هذه المدة للاستمتاع وبلوغ الذروة عند المرأة إذا سبقها تمهيد بالملاعبة والمداعبة قبل الإيلاج –وإخواننا وأخواتنا شرحوا بما فيه الكفاية عن المداعبات-،
ويمكن القول إن دقيقتين فقط بعد الإيلاج تكفيان لاستمتاع المرأة وبلوغها الذروة إذا توافر الجو المناسب والتمهيد الماهر بالمداعبة المثيرة والمغازلة اللطيفة، وهذا الزمن القصير نسبياً مع الجو المناسب والمداعبة المثيرة هي أفضل من عشر دقائق أو حتى خمس عشرة دقيقة من الإيلاج دون تمهيد بالمداعبة المثيرة، لكن المشكلة أن بعض الرجال يقذفون عند إيلاج العضو مباشرة وبعضهم يستغرق أقل من دقيقة.
فما العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلة؟ وما وسائل التغلب عليها؟ إن سرعة القذف هي عادة قد تبدأ عند بعض الشباب اليافعين (إذا كانوا يمارسون الاستمناء أو العادة السرية أو الجنس بأقصى سرعة ممكنة خشية اكتشاف أمرهم).
القذف قبل الأوان غالباً ما تكون نتيجة مشاكل نفسية أو عاطفية مثل القلق أو التهيج الزائد أو الإجهاد العقلي أو العاطفي، وتكرار حدوثه يمكن أن يشجع على حدوث الإحباط والشعور بعدم الأمان والغضب ونشوب الخلافات بين الزوجين.
بعض الدراسات تقول أن هناك اختلاف في مستويات الهرمونات وحساسية الأعضاء التناسلية بين الأشخاص الذين يعانون من مشكلة القذف السريع مقارنة مع الأشخاص الذين لا يشكون من هذه المشكلة.
أولاً: الانفعال العصبي وسرعة القذف: يعتبر سبباً شائعاً في إحداث سرعة القذف، والانفعال العصبي ينشأ عن القلق أو قلة الاتزان أو التوتر والاستعجال والتردد، أو قلة الخبرة وقلة الثقة في النفس والإحباط، أو الرغبة في توقّي الفشل أو الخوف.
وهنا يجب على الرجل أن يثق في نفسه، ويذهب عن باله الأفكار والهواجس التي لا داعي لها وينبغي عليه أن يكون عنده شيء من الثبات، ويقنع نفسه أن الثبات والثقة من خصائص الرجال، وللمرأة هنا دور كبير في مساعدة الرجل عن طريق اللطف والتعاطف، فعلى المرأة أن تكون لطيفة مع زوجها وتشعره بتعاطفها معه وتقديرها له، وأنها تحبه لذاته، ثم تبث الثقة في نفسه وفي رجولته، كل هذه أمور لها فاعلية السحر في نفس الرجل، مما يجعله في النهاية يقوم بواجباته الجنسية على أكمل وجه.
(توكيد الذات)
(التدرب على علاج التوتر النفسي).
ثانياً: الانتصاب الناقص وسرعة القذف:
إن من أكبر أسباب سرعة القذف هو الانتصاب غير الكامل للعضو الذكري، والسبب في كثير من الحالات ناتج عن عدم استجابة المرأة لزوجها لعدم رغبتها في الجماع أو بسبب كرهها له أو بسبب تكرار الزوج لطلب الجماع عدة مرات في اليوم أو يومياً وعدم إثارتها له، فبرود المرأة وقلة إثارتها يقضي على انتصاب عضو الذكر لشعور الرجل بالإحباط أو بأنه غير مرغوب فيه أو لإيحاء الزوجة له فكرة أنه ضعيف أو غير مثير أو قليل الخبرة أو لأن الزوجة دائماً ما تحكي له أن زوجها الأول كان كذا وكذا وكذا... كذباً.
لذلك يقع الحل بيد المرأة؛ فالزوجة المتعاطفة الحنونة الوفية بإمكانها أن تساعد زوجها مساعدة كبيرة في علاج هذه المشكلة عن طريق التزيّن والتعطر وسلوك المسالك المثيرة أمامه، وقبل كل ذلك عليها أن تشعره بحبها ورغبتها القوية فيه، وأن تبث الثقة بالمغازلة والمداعبة، ومخاطبة روح الرجولة فيه وأنه سيد الرجال وأنه كامل الرجولة وأن كل من تزوجتهم قبله لم يكونوا يراعون مشاعرها أو أحاسيسها وأنت... وأنت... دون أي ذكر لأي تفاصيل عن علاقاتها الجنسية السابقة.
ثم إن الرجل نفسه عليه أن يثير خياله، ويملأه بالأفكار التي تجعل الجنس مسيطراً على كل تفكيره في هذه اللحظة، فيتخيّل العملية الجنسية، ويتخيل الأوضاع التي يمكن أن توقظ فيه كوامن الإثارة وأن يبحث في قلبه عن حب زوجته ويسقي هذا الحب بماء المودة والرحمة والعطف والحنان والعطاء الذي يدفعه دفعاً قلباً وقالباً لإمتاع وإراحة وإسعاد تلك المرأة.
ثالثاً: نقص الترطيب وسرعة القذف:
يحدث نقص الترطيب عندما لا تفرز المرأة الإفرازات المهبلية التي تليّن الطريق الذي يلج فيه العضو الذكري. ومن ثم يكون الإيلاج صعباً، فيضغط على العضو الذكري ويسبب احتكاكاً أكبر وتهيجاً أكثر فيقذف بسرعة.
الحل هو في كثرة المداعبة قبل الإيلاج حتى تفرز المرأة إفرازات أكثر، وإن لم تفلح هذه الطريقة فالحل هو اللجوء إلى المرطبات والملينات الطبية فقط وليست الكيماوية، وتتوافر بكثرة في الصيدليات مثل: K.Y. Gel كيه واي جِل، وأرخص منه كثيراً كريم الشعر "بريل كريم".
رابعاً: الطريقة الخطأ وسرعة القذف:
ربما تكون الطريقة الخطأ التي يسلكها بعض الرجال هي المسؤولة عن سرعة قذفهم، وغالباً يكون هذا الخطأ هو في استعجالهم، فتجدهم يريدون الانتهاء بأسرع ما يمكن ولا يخطر ببالهم شيء سوى اتباع أقصر طريق بين الرغبة والوصول إلى الذروة.
أما النصيحة فهي بكل بساطة: لا داعي للسرعة في الإيلاج ولا داعي للحركات العنيفة بعد الإيلاج مباشرة، بل أن على الزوج أن يمهد بالمداعبة الخارجية قبل الإيلاج بملامسة وملاعبة ومداعبة الشفرين الصغيرين وبظر المرأة برفق مع إمكانية وضع الكريم أو الملين على الأصابع والانتظار حتى يظهر على المرأة الإثارة والاستجابة والإحساس بقرب وصول ذروة اللذة الجنسية أو الرعشة، وعليه بعد الإيلاج أن ينتظر ساكناً بعض الوقت دون تحريك العضو، وهنا سيلاحظ الزوج أن شعوره بالقذف سيقل تدريجياً، خاصة إذا تحكم بعقله وشغله ببعض الأمور غير الجنسية مع أن هذا يكون صعب في البداية لكن عليك بالمحاولة. وإذا بدأ بالشعور بعدم الرغبة بالقذف يحرّك عضوه ببطء ويكرر نفس العملية السابقة وفي أثناء ذلك عليه ألا ينسى زوجته فيبادلها بالمداعبة بيده وفمه بفن وحساسية مرهفة.
وكم سيكون جميلاً ورائعاً أن تكون الزوجة نفسها متفهمة لما يحدث وتبادله حركاته بحركات لها نفس الإيقاع في البطء أو التوقف للحظات أو المداعبة، وإن شاء الله بالتدريج سيجد الرجل أنه أصبح يتحكم في توقيت القذف وفي إطالة المدة، ويجب عليه ألا ييأس فإذا فشل في هذه المرة فسيكون أكثر توفيقاً في المرة القادمة، ولكن عليه ألا يترك زوجته في وضع الإثارة واللهفة على استكمال العملية الجنسية، فلا مانع من وضع الكريم على الأصابع ولمس الشفرين والبظر كما ذكرنا سابقاً حتى تنتهي المرأة من رغبتها وترتوي.
أما إذا شعر أنه يقذف في كل مرة قبل الأوان ويئس، فهناك طريقة أخرى يمكنه استخدامها حتى للرجال الذين لا يشكون من سرعة القذف، وهي أن يحاول محاولته الثانية بنفس الليلة بعد أخذ حمام وأكلة دسمة، وسيجد أن المدة طالت معه أكثر وقد تصل الزوجة معه إلى ذروتها في اللقاء الثاني أكثر من مرة وهنا سيشعر الزوج بفحولة كاملة ورجولة متجددة، ولكن هناك رجال لا يستطيعون ذلك خصوصاً إذا كانت الرغبة الجنسية لديهم قليلة أو أنهم متقدمون في العمر، فلا مانع من تكرار العملية الجنسية بعد يوم أو يومين ولكن بعد أن تكون المرأة قد انتهت من رغبتها وارتوت كما ذكرنا سابقاً.
يتبع>>>>>>>>: سرعة القذف (2)
نقلاً عن موقع الدكتور محمد شريف سالم
اقرأ أيضاً:
استشارات عن مشاكل القذف / الرضا الجنسي بين الزوجين؟؟ / البرود الجنسي في النساء / الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز