قلبت قناة التلفزيون فإذا بالدكتور صلاح الراشد يقول: اسأل نفسك سؤال إيجابي!! ولا تنتظر الإجابة فأخذت أجرب الأمر فسألت نفسي: لماذا استقبلني أحد زملائي (وهو أستاذي أيضاً) بترحيب شديد اليوم؟... ولماذا أهداني أستاذ آخر سبحة بمناسبة عودته من العمرة؟ ولماذا أخذتني معالي زميلتي بحضن دافئ وجميل؟... ولماذا تثق فيّ رئيستي؟.... وبينما أنا مستمرة ومستغرقة في سؤال نفسي هذه الأسئلة الإيجابية... وأنا سعيدة بتلك الأسئلة.... وجدت الدكتور يكمل: لا تسأل نفسك لماذا؟ فهو سؤال غبي!!! فكثير من الناس يسأل نفسه لماذا يحدث لي مصائب؟ ولماذا أنا فاشل في كذا؟ ولماذا..... فقلت في نفسي :إذا كيف يكون السؤال؟؟؟... فإذا به يجيب اسأل نفسك كيف؟ مثلاً كيف أكون أكثر سعادة؟ كيف أحصل على كذا؟....
فتذكرت حوارا بيني وبين صحفية زارتني اليوم في مكتبي وقد كان موضوع اللقاء حول الهوية العربية وكانت إجابتي تدور حول كيف نكون أكثر أملاً في المستقبل؟ (سؤال ذكي الحمد لله) وكيف نوفر فرص عمل لأنفسنا وأصدقائنا؟ وكيف نساهم في إحداث إصلاح سياسي واقتصادي؟ وكيف نزيد الوعي الديني؟ وكيف ننجح في عرض تجارب ناجحة لنا ولغيرنا؟ وكيف تكون طموحاتنا خارج نطاق بلدنا... بحيث تشمل أمتنا العربية؟ وكيف نشجع الشباب على العمل أثناء الدراسة وفي الأجازات؟ وكيف نشجع العمل التطوعي؟ وكيف ننجح في إقامة مشروع صغير؟ وكيف نتقبل بصدر رحب العمل في غير التخصص الذي درسناه؟ ................
وهنا دار الحوار حول التدريس الجامعي فتساءلت بيني وبين نفسي- ثم أجبت على أسئلتي- فالحمد لله أن الصحفية لم تطرح سوى سؤال واحد مفتوح وتركت لي حرية تداعي الأفكار.... فوجدتني أجيب عن: كيف يستفيد الأستاذ من الطلاب المتميزين في نشر الوعي بأهمية تحديد أهدافنا في الحياة؟ وكيف تساعد الحرية المتاحة للأستاذ الجامعي والمتعلقة بوضع المناهج الدراسية في تطوير هذه المناهج من عام لآخر؟ والأدعى كيف يمكن أن يحدد الأستاذ محتويات المنهج بشكل يفيد الطالب؟ وكيف يمكنه يعرف إذا كان المنهج مفيد أم لا؟
سأقول لك إجابتي على سؤالي الأخير فقد قلت لها كل أستاذ منا على اتصال بزملاء عاملين في نفس تخصصه وهو على علم –إلى حد ما- بالأماكن التي يمكن أن يعمل بها الخريج.... ويمكن أن يسأل زملائه وطلابه الخريجين عما يحتاجه سوق العمل... ومن ثم يعد مناهجه بحيث تشتمل على المهارات والمعلومات التي سيحتاجها الخريج.... ويمكن أن يصر على تدريس مادة جديدة أو إضافة تخصص جديد مفيد وووو.......
المهم أترك لك حرية في الإجابة على التساؤلات الأخرى.... فإن لم تجب فإن السؤال الإيجابي أهم بكثير!! نعم فالعقل يجيب على سؤال.... تخيل أي سؤال يبحث له العقل عن إجابة... فإن لم ترد أن تجهد نفسك بالإجابة فلا تحرمها من لذة الأسئلة الإيجابية... التي سيجيب عنها العقل –أردت أم لم ترد- بإجابات إيجابية خلاقة...
المهم لا تنسى أني في انتظار مشاركاتك لتطوير التدريس الجامعي بما يخدم امتنا العربية... ودمتم
اقرأ أيضاً على مجانين:
التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري / الخط الساخن في خدمة المرأة / العلاج المعرفي