اليوم: الخميس الموافق 11 / 5 / 2006 .
المكان: قاعة الصحافيين بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات.
السادة الحضور:
1- أ- د/ وائل أبو هندي: أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق.
2- أ- د/ هبه العيسوي: أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس.
3- د/ داليا الشيمي: أخصائية علم النفس الإكلينيكي جامعة عين شمس.
منظم الندوة: أ- وليد عبد المنعم/ مسئول المساندة النفسية في صناع الحياة ومدير إدارة الأوراق المالية ببنك مصر.
بداية تفضل الأستاذ/ وليد عبد المنعم مشكورا بتقديم السادة الحضور ثم تفضل بافتتاح الندوة حيث ذكر من خلال متابعته لأحوال المستثمرين اليومية ما يتعرضون له من صدمات قوية سواء أثناء انخفاض السوق أو صعوده، وأيضا تأثير العامل النفسي في تعاملات المستثمرين على اختلاف أنواعهم، وما للعامل النفسي من تأثير على حياة المستثمرين الشخصية خارج نطاق العمل.
وما قد تسببه ضغوط هذه التعاملات من أمراض مثل القلق والاكتئاب، والأعراض النفس جسدية وكانت البداية للأستاذ الدكتور/ وائل أبو هندي تناول هوس بعض المستثمرين بالبورصة وكيف استحوذ الاهتمام بالبورصة على عقول الكثير من المستثمرين حتى وصل إلى حد المرض لدرجة قيام المستثمر بإيقاف كافة نشاطات حياته المختلفة وتسخير كل عقله للبورصة وأوضح الدكتور وائل أبو هندي الفارق بين المضارب الصحي الذي يتعامل في البورصة بشكل متعقل وعملي وبين من فقد السيطرة تماما وأصبحت عملية المضاربة نفسها هي من يتحكم فيه وهي مصدر اللذة بغض النظر عن المكسب أو الخسارة وأوضح أيضا أن هؤلاء المرضى بالمضاربة من الممكن أن يصل الفرد منهم إلى مرحلة الرغبة في تعذيب الذات في حالة الخسارة باستمرار التعامل.
كما أوضح الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي الفرق بين صدمة تحقيق الربح وبين صدمة الخسارة فصدمات البورصة مثل صدمات الحياة ولكن مع فارق أن البورصة فيها الأمر ممتد ومستمر ويكتسب المستثمر وتسيطر عليه حالة من الحزن في حالة الخسارة ومع العكس في حالة المكسب فإنه يصل إلى حالة تشبه الهوس الخفيف حيث يكون سعيدا أو مندفعا بعض الشيء وفي هذه الحالة يكون لديه ما نسميه باضطرابات المزاج المستمرة.
ويقرر الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي أن البورصة ربما تخرج للمجتمع شكلا جديدا من أشكال الإدمان وستكون عاملا مرسبا لبعض الناس التي لديها الاستعداد للإصابة بمرض نفسي قريب من المقامرة المرضية ولكنها سوف تكون عاملا ليس مباشرا، كذلك فإن أهم ما يميز السلوك الإدماني هو الجانب القهري فيه بحيث أن سلوكا ما يتحكم في حياة الشخص ويقيدها ويسيطر عليها بدلاً من أن يثريها ويقويها.
وأما عن الأستاذ الدكتور هبه العيسوي فقد أوضحت أن المتعاملين في أسواق الأوراق المالية يعانون من القلق المستمر وليس ما نسميه بالقلق المرضي لذلك نجدهم يتجهون للبورصة ويتسم أيضا هذا المستثمر بصفة الخوف الدائم من المستقبل وقد يعتبر هذا الشخص أن توجهه للبورصة نوع من تطبيب الذات ولكن الواقع يقرر أنها تؤدي إلى قلق وأمراض نفسية، كما أن بعض المستثمرين يصابون بهوس بالبورصة بعد العمل بها مما يجعله غير قادر على متابعة أي شيء آخر غيرها أو الخروج من دائرة العمل بالبورصة حيث أنه يستمد لذة ومتعة من هذا القلق والتوتر الذي يحيط بالعمل في سوق الأوراق المالية مما يجعل العمل بالبورصة لدى البعض يتحول إلى إدمان حيث يبدأ بالمتابعة لمدة ثلاث ساعات يوميا وينتهي به الأمر إلى أن تكون شاشة البورصة هي محور حياته.
وهناك العديد من الأمراض النفسية الأخرى التي تصيب المستثمرين كما أوضحت الدكتور هبه العيسوي مثل الاكتئاب هذا بالإضافة إلى أمراض نفس جسمية مثل الإرهاق المستمر والصداع النصفي وتصل هذه الضغوط إلى القلق المرضي وزيادة ضربات القلب وسهولة استفزاز الشخص في هذه الحالة، وتوضح الأستاذ الدكتور هبه العيسوي أن من أسباب نجاح المستثمر في سوق الأوراق المالية هي عدم الخوف من البورصة (أي عملية الربح والخسارة) وأكدت ما لهذا الهوس بالبورصة من أثر على الحياة الاجتماعية للمستثمر حيث يتحول الهوس بالبورصة كعزيمة للزوجة أو الزوج وأيضا عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي بين المصاب بالهوس وبين الناس من حوله حيث تكون البورصة هي شغله الشاغل.
وفي نهاية حديثها اقترحت على العاملين بالبورصة بضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء لمساعدتهم على التقليل من آثار هذا الضغط، وهنا تدخل الدكتور وائل منبها إلى الأثر الغائب للصلاة في حياتنا ومشيرا إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:(إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري ومسلم.
وقد شارك بالحوار مع السادة الحضور، مهندس إبراهيم، وكان من السادة المستفيدين باللقاء.. حيث اشتكى كثيرا من أثر انشغاله بمتابعة أخبار الأسهم والصعود والهبوط، وكيف أنه وصل به الحال أحيانا إلى عدم فعل أي نشاط آخر مع أسرته، ووعدته الدكتورة داليا الشيمي بأن تتضمن كلمتها ما يساعده على مواجهة مثل هذا النوع من الضغوط.
وأما الدكتور داليا الشيمي فاتجهت إلى التعرف على الحالة النفسية للمستثمرين في أسواق المال من خلال استبيان قامت بتوزيعه خلال مؤتمر معرض البورصة وضعت فيه أسئلة عن الشعور الذي ينتاب المتأمل في حالة تعرضه لخسارة مادية وكذالك تحقيق المكسب، وفي حديثها تناولت كيفية التعامل مع الضغوط التي يتعرض لها المستثمر حيث اقترحت إقامة دورات تدريبية للتعامل مع هذه الضغوط وأيضا دورات البرمجة اللغوية العصبية أو معرفة الذات وكيفية التعامل مع النفس.
واقرأ أيضًا:
الفلوس والنفوس : الحالة النفسية للمتعاملين في البورصة / البورصة والتعامل معها2