ربما يكونُ من الغريب أن تنام مجانين كل هذا النوم وكأنما هي بعيدة عن الأحداث، كيف لا كلام ولا ملام ولا نبسا ببنت شفة ونحن تجتاحنا طائرات وصواريخ العدو الصهيوني من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال...... ومعها صواريخ الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان... ربما لم يعد الاكتفاء بباب فلسطين والعراق يد ... بيد مناسبا، هل نقول فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والصومال والسودان والشيشان.... إلخ؟ وفي كل أهل لنا وإخوة وأخوات يعيشون كوارث يصنعها البشر! أكثر مما يعيشون كوارث ترد بها الطبيعة على فعل البشر!، ثم هل نحن أصلا قادرون على متابعة ما يجري متابعة تحليلية مناسبة مثلما تستحق الأحداث المتلاحقة؟؟ لا أظن مع الأسف!
أحمد ابن عبد الله هداه الله وأكرمه كان قد اقترح منذ شهر فبراير 2004 إنشاء باب فلسطين يد بيد لمساندة أهلنا تحت الحصار وقلنا عن ذلك الباب: أننا سنحاول من خلاله أن نكونَ مع أهلنا المحاصرين المطاردين، جاعلين يدنا مع أيديهم، صحيح أن أيديهم ستبقى دائما أعلى وأغلى من كل يد بعيدة عن نار المعركة، لكننا أبينا إلا الجهاد بما نحسن وما نستطيع، وقلت لأحمد وقتها هل لأن الرسائل جاءتنا من فلسطين اخترناها كبداية؟ فقال ربما لأنها الأقدم وأهلها أكثر تواجدا على الإنترنت، وأردنا أن نفتح لهم بابا للتواصل ولو حتى تحت الحصار ومن خلال الإنترنت، إضافة إلى بذلنا الجهد في تعليمهم ما نستطيع نفعهم به والتعلم منهم لأنهم أصحاب خبرة لا يملكها أحد في العالمين.
وبينما الباب في مرحلة الإعداد وجدنا أن أهلنا في العراق أيضًا بحاجة إلى المساندة والدعم ولذلك قلت في تقديم الباب: لكن الأمر لم يعد قاصرا على الأعزاء في فلسطين (وأقصد أعزاء النفوس- وليس فقط الأعزاء علينا)، ولماذا لا نقول العراق يد بيد وأفغانستان يد بيد والشيشان يد بيد ومن يدري إلى كم يد بيد سنحتاج يوما، فمدوا أيديكم وجاهدوا معنا كل بما يحسن، فالجهاد بمعناه الواسع فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
المهم أن صاحب الاقتراح لم يكتب شيئا لذلك الباب وقد أصبحنا في 2006 ولم أكل أنا ولم أمل عن مطالبته بالكتابة، مذكرا إياه بأنني لا أكتب في السياسية عادة، وفلسطين بالنسبة لي جرح عميق والعراق مثله، ولم يكتب ابن عبد الله، وإنما ساندتنا مقالات الدكتور محمد المهدي والأستاذة لمى عبد الله والدكتورة داليا مؤمن عن التعامل مع الأزمات والكوارث وعن اضطراب الكرب التالي للرضح وعن الفئران المحبوسة وبلادة الحس العربي، ووصلتنا مواد من هنا وهناك، وابن عبد الله ما يزال ساكتا، وأنا مثله، ولكن هل يمكن أن يستمر ذلك؟؟
وربما استنزف مستشارينا ما كتبوه في مدونات مجانين عن الممارسات الأمنية ضد أي احتجاج يظهره أي فرد أو مجموعة في طول البلاد العربية وعرضها بل والله ضد ممارستهم لحقوقهم كما حدث في مهزلة انتخابات مجلس الشعب المصرية الأخيرة، وكذلك مثلما حدث في جامعة القاهرة، وصحيح أن الفرق كبيرٌ بين الاجتياح الصهيوني أو الأمريكي بالطائرات والصواريخ لعزل، وبين الاجتياح الأمني لتجمعات أهلنا السلمية من المحيط إلى الخليج، إلا أن كلا الصنفين من الاجتياح اجتياح من مدججين بالأسلحة -الأمريكية غالبا- لمسالمين مدنيين أو محاربين محاصرين ممنوعة عنهم الإمدادات والأسلحة على طريقة النظام العالمي الجديد!
ساكتة مجانين وما يحدث لحماس يحدث وساكتة مجانين وما يحدث في لبنان يحدث فهل مجانين إلى هذا الحد عاجزة، هل نحن نتصرف كتصرف الحكومات العربية باستثناء أقل القليل، وبالقول اللين أي والله، وليت شاعرنا إسلام عليوة يقرؤني الآن وأنا أتذكر سطوره الشعرية القديمة التي قالها إبان سنوات الكعبلة العربية في ثمانينات القرن الماضي محدثا أهلنا المنكوبين عن المواقف الرسمية للسادة حكام العرب إزاء ما يحدث:
نستنكر نشجب نأبى ونشاطر
والبعض بزيف القول يغامر!
تخيلوا أنه لم يعد أحد قادرا حتى على الاستنكار ولا الشجب ولا حتى على المشاطرة، ورغم كل ذلك تتخذ مجانين موقفا لا أستطيع تسميته يأسا، ربما أسميه صدمة أو انشغالا أو تساؤلا "هو في إيه" ربما... ولكنني أترك لكم تسميته على أي حال، وأما ابن عبد الله فأخيرا وبعد إلحاح كتب تحت عنوان "ما هذا الذي يحدث!!!"
ولكن ليس لمجانين وإنما لموقع ما أو جريدة إليكترونية ما لا يعرف هو حتى الآن إلا أنه يتبع منظمة للحوار العربي الأوربي الأمريكي، وبعد أن ينشر المقال هناك سننشره على مجانين، شكرا يا صاحب الاقتراح.
أحسب أن التعاطي سياسيا مع ما يجري في فلسطين أو لبنان هو مهمة تحتاج إلى أكثر مما نستطيع الوفاء به، ولذلك أفكر جديا في تغيير اسم باب فلسطين والعراق يد بيد لأنني أشعر بكثير من التقصير من جانب أغلبنا وأخشى أن نصنف مع الذين صمتوا عندما وجب الكلام ورضوا بأن يكونوا من المخصيين سياسيا رغم أننا لسنا موقعا سياسيا، ولا تابعين لحكومة أو حكومات المخصيين سياسيا التي هي أغلب حكوماتنا العربية، أفكر في جعل الاسم معبرا عن ما نستطيع لأن الكلام لمتابعة وتحليل ما يجري في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان هو كلام في السياسة بالضرورة ولا يبدو أن لدى مستشارينا باستثناء المهدي والدكتور خليل فاضل جزاهما الله خيرا استعدادا لتحمل مسئولية هذا الباب.
ولذلك قد يكونُ من المفيد أن نرجع للهدف الأصلي من إنشاء الباب وهو تقديم الدعم والمساندة النفسية لمن يحتاجها سواء كان سبب الاحتياج هو العدوان أو الحصار أمريكيا أو إسرائيليا أو أمنيا منا فينا فكل هؤلاء فعلا بحاجة إلى الدعم والمساندة النفسية، فهل ترون من المناسب أن أضرب عصفورين بحجر واحد فأغير اسم الباب إلى المساندة النفسية، ونقصر ما نلزم به أنفسنا على حدود تخصصنا، وفي نفس الوقت يصبح لدينا باب جديد أتوقع فيه مساهمة أكبر من كل مستشاري وأصدقاء مجانين، ما رأيكم دام فضلكم؟
اقرأ أيضا:
شيزلونج مجانين: ليه مش بتمسك إيدي؟/ تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله