لم يكن ورقة وسقطت ولا راكب قطار جاءت محطته؛
لا أميل للكتابة عن الأحزان لأنني أعلم كم هي موجعة لمن يقرأ، ولكنى قررت أن اكتب لكم، فكما تعودنا وكما يطلب منا مؤسس الموقع فأنتم لستم قراء نكتب لهم، ونزين كلامنا، بل نحن نعتبركم بالفعل أعضاء في أسرتنا الكبيرة التي تجمعنا معكم، عبر تلك الشاشة التي تقرب المسافات، فوق ما كنا نتخيل، فنتعارف، ونتحاور وبيننا ألاف الأميال..
ما أريد أن اكتب عنه هو خبرة شخصية مررت بها خلال الأيام الماضية، وهى رحيل والدي، الذي لا أذكيه على الله، ولن أقول كم كان رجلا عطوفا وودودا، كم كان قريباً ومحباً، كم كان متفهماً لنا.......... مئات الكلمات لن تكفي.. ولكني لم أدخل لأعدد لكم صفاته، فكل منا يرى والديه أفضل أناس العالم.. ولكن ما دخلت لأنقله لكم.. هو ما أحزنني بالفعل، وما تعجبت له، فأردت أن أشرككم فيه...
أعلم أن الوفاة هي أمر محتوم، وأن الموت كما يقولون على رؤوس العباد.. وراضية تماماً بقضاء الله، ولكنى غاضبة من ذلك الصديق الذي تحدث إلي ليواسيني، وهو من المقربين، ليقول لي أن والدي كان ورقة في شجرة حينما ذبلت وقعت!! وهكذا الحياة، أو راكب في قطار جاءت محطته فنزل!!
على المستوى المنطقي كل هذا متقبل، ولكن في لحظات المشاعر نحن نحتاج إلى كلمات أكثر لطفاً من ذلك، أكثر وداً من تلك، حتى إن أردنا أن نوصل هذه الحقائق فعلينا أن نغلفها بما يقلل من وطأتها..
لقد تعلمنا في أولى قواعد الإرشاد النفسي أنه يجب علينا توصيل مدى شعورنا بألم الشخص، وأنه بالفعل مر بظروف صعبة، وإننا نطلب من الله أن يخفف عنه، وأنه ربما يتحمل مالا نطيق.. ثم نبدأ في حديث العقل، بعد فترة من الصدمة.. كنت أعلم ولكنى تأكدت أن الكلمة تساوى حياة، وفعلها أشد من الفعل ذاته، فربما نجت الكلمة فرداً وربما ذهبت به لحيث لا ندري..
أردت أن أقول لكم، اهتموا بما يخرج من أفواهكم، أوصلوا مشاعركم للآخرين فربما خفف ذلك عنهم ألماً، صدق ديننا الحنيف حينما أكد على كون الكلمة الطيبة صدقة... وأخيراً أطلب منكم الدعاء لوالدي ولموتانا وموتى المسلمين أجمعين..
وأقرأ أيضاً:
مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه/ سامعين أفنان بتقول إيه !!!/ السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط/ إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم/ فريق مركز طب الأزمات مصر بخير