عليك أن تستثمر كل دقيقة من وقتك إذا كنت تريد أن تعرف كل ما يمكن أن تعرفه في رحلة الحياة القصيرة. لا تضيع دقائق ثمينة في الالتفات إلى الصغائر، أو الاستغراق في التوافه من الأمور.
فإذا حدث وسقطت في الفخ.. فإنك تتحول إلى فريسة سهلة لمن اعتدى عليك وأهدر حقوقك وحرمك من دواعي وأسباب الوجود.
لماذا يجعلك الآخرون مستباحا بلا حصانة تدافع عنك غوائل الاقتحام، وبلا أسوار واقيه من عواقب الهجوم والافتراس.
لماذا يعتبرون وقتك من ممتلكاتهم الخاصة التي يحق لهم وضع اليد عليها؟ لماذا يفترضون أن ساعات نهارك وليلك مسخرة للاستمتاع بمواهبهم في الثرثرة الفارغة؟
نحن في زمن يحتاج إلى تفرغ كامل ومتابع فورية لكل ما هو جديد من اكتشافات علمية واختراقات مذهله وإبداعات مذهلة في الميادين، كما يحتاج إلى كل دقيقة لرصد وفهم وتحليل الأحداث الجارية. ومع ذلك يفرض علينا البعض كل ما هو عقيم وسخيف وعبثي.
أنهم يتطفلون علينا لاستعراض عقدهم النفسية في محاولة لتجاوز معاناتهم من مركبات النقص لديهم. لماذا يصرون على دفاعنا إلى دوامه لا تنتهي من المجالات الركيكة والتهويمات السقيمة؟
كنت أتابع عن كثب صراعات ومواجهات ومشاحنات مستديمة، على طول الأيام والسنين، سقط أطرافها صرعى بعد أن تقطعت أنفاسهم وأصابهم الملل وأدركهم الإعياء إلى أن سكنوا في مقابرهم ونالوا نصيبهم من الراحة.
وأتلفت حولي الآن.. فلا أجد أثرا لتلك الملاسنات الساخنة، ولا أسمع حتى مجرد أصداء من ذلك الصخب اللفظي الذي أهدر وقتا ثمينا كان يمكن استثماره فيما هو أجدى وأنفع لأصحابه.. وللآخرين.
نقلا عن: جريدة الاخبار10 /12/2006
واقرأ أيضا:
عندما تقول المرأة : أنا عتريس ...!/ يوميات ولاء: لو كنت كفيفة/ ليسوا وحدهم أصحاب الديك البلاستيك !/ لسه جوانا شيء يعشق الحياة !/ يوميات ولاء: اسمه أحمد !/ يوميات ولاء: الخدعة الكبرى