الدين والطب النفسي
كتب الاستاذ عوني الحوفي (39 سنة)من مصر يقول:
أحسنت الابنة الطيبة دانة أن عرضت على الموقع هذه الفكرة، وأحسن الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني أن تلقاها و(بإيصالها) إلى الأستاذ الدكتور وائل، ويعلم الجميع بأن الدكتور وائل أبو هندي هو أول من نادى بفرضية الطب النفسي الإسلامي، ويمكن الرجوع إلى كتابه القيم (الوسواس القهري) من منشورات سلسلة عالم المعرفة الكويتية، والذي ربط فيه بين الأعراض الوسواسية والاضطرابات القهرية وبين العلاجات الإسلامية على خلاف كافة النظريات الغربية مفتتحاً بذلك دعوة للعودة إلى تراثنا العربي التليد وعلمائنا الموسوعيين الذين أخذ عنهم الغربيون علوم الطب والفلك والرياضيات والفلسفة والكيمياء والفيزياء وغيرهم، فهل يعود مجد العلماء المسلمين بالاستجابة لهذه الدعوة على هذا الموقع؟ نأمل ذلك وأول الغيث قطرةٌ ثم ينهمر، ورحلة المليون ميل تيدأ بخطوة واحدة والله يهدي إلى سواء السبيل.
عوني الحوفي
الخال العزيز عوني الحوفي؛
جميل تعليقك، ونتمنى جميعا أن ننهض بأمتنا من حيث الطريق الذي سلكه أجدادنا العظماء، ذلك الطريق الذي عرفه سيدنا عمر بن الخطاب في الاهتمام بالجوهر قبل المظهر، وبالأصول قبل الفروع، ومعرفة الأهم قبل المهم، فرد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما طلبوا منه وهو بالشام وبعد فتحها بقليل أن يغير ملابسه البسيطة الرثة المرقعة، وأهل الشام أغنياء ويهتمون بالمظاهر، وخصوصاً بعد أن احتل الروم تلك المنطقة لقرون عديدة من الزمان، وسيدنا عمر رضي الله عنه هو كبير المسلمين وأميرهم وحاكمهم؛ وهم القادة والفاتحون الجدد للأرض في ذلك الوقت؛ فأرسلها ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه زفرة قوية عظيمة قائلاً: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام"، وهذا هو الطريق لمن يريد طريق السلامة والنهضة، ولم ولن يعزنا الله بمظاهرنا ومناظرنا!، ولا بتقليد مظاهر أصحاب حضارة البيبسي والشيبسي الضارين جداً بالصحة!.
ولي استدراك بسيط لإحقاق الحق، جعلنا الله من أهل الحق وأهل الصبر، ألا وهو:
أن الدكتور وائل أبو هندي حفظه الله ليس هو أول من دعى إلى الالتفات إلى تراث الأجداد العظيم في استخدامهم للقيم الدينية الطيبة في علاج مرضى الوسواس وغيرهم من المرضى النفسيين، فهناك من المحدثين على سبيل المثال لا الحصر: أ.د. محمد عثمان نجاتي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة؛ وله كتاب الدراسات النفسانية عند العلماء المسلمين، من دار الشروق، وكانت طبعته الأولى في عام 1993م ، ويمكن الرجوع إلى كتاب آخر له عن علم النفس في آيات القرآن الكريم ولا أذكر تفاصيله بالضبط.
وهناك الدكتور الزبير بشير طه له مقالات رائعة عن دور العلماء المسلمين في العلاج السلوكي والمعرفي، وبالذات عن أبي زيد البلخي وتقديمه لكتابه "مصالح الأنفس والأبدان".
وأظن أيضا أن للأستاذ الدكتور طه بعشر كتابات رائعة عن علماء المسلمين واستخدامهم للدين في العلاج، وله تجربة عن علاج المرضى النفسيين بالزوايا الدينية في السودان.
وكذلك الأستاذ الدكتور فخر الإسلام، والذي له مجموعة أبحاث عن العلاقة بين الدين والحياة الاجتماعية والاضطرابات النفسية المختلفة، وبالذات في دول الخليج ومصر.
ولقد شاركه الأستاذ الدكتور السنديوني في بعض تلك الأبحاث وانفرد بالبعض منها، تلك الأبحاث التي درست دور الدين وتأثيره على علاج مختلف الاضطرابات النفسية.
أما الدكتور مالك البدري فله نشاط مكثف في دراسة المخطوطات وتحقيق كتب التراث التي تحدثت عن دور الدين وتأثيره على الطب النفسي وعلم النفس.
وأنا أناشد كل من لديه معلومات أكثر عمن كتبوا من المسلمين المحدثين عن علاقة الدين بالطب النفسي أن يشاركنا ويدلوا بدلوه، وجزاه الله خير مقدما.
واقرأ أيضًا:
النشرة اليومية: د. وائل أبو هندي/على باب الله: القرآن يتحدى 8/4/2007/ الطب النفسي الإسلامي