بدأ الموضوع عندما كنت أوصل أختي الصغيرتين إلى مدرستهما في المنطقة الجديدة, وفي الطريق إلى المدرسة يوجد عدة خرابات أو لنقل حقول مهجورة.. وفي طريق عودتي إلى المنزل كان حولي أطفال صغار في طريقهم إلى المدرسة وعدد من الأشخاص بينما ظهر كلبان يتشمم كل منهما الآخر في اهتمام -الكلاب عندها غدة رائحة في مؤخرتها تعتبر بطاقة شخصية للكلب لذا يبدأ الكلاب التعارف من خلال الشم لهذه المنطقة- وإذا بأحد الأشخاص ممن يمشون أمامي قد تراجع للخلف وبدأ بسرعة بانتقاء حجر ليقذف الكلبان بها ظنا منه أن هذه بداية للتزاوج وتوقف الأطفال عن اللعب ليراقبوا المشهد ومشيت بسرعة من المكان وأنا أفكر: ما هي الصورة التي أخذها هؤلاء الأطفال عن الجنس؟
وأتذكر طفولتي وأول مرة اسأل فيها عن الجنس -كانت أيضا في طريق ذهابي للمدرسة!- رأيت عملية تلقيح نصف صناعية لجاموسة واستغربت أنا وصديقاتي جدا وربنا يخلي الجدات حيث أجابتني جدتي في بساطة دي حاجة اسمها الاتصال الجنسي وبتحصل كمان في الإنسان!
والحمد لله على كل حال, فلم تكن الصورة التي أخذتها عن الجنس حتى سنوات قريبة بأفضل من التدخل المشوه الذي رأيته في طريقي للمدرسة كثيرا. وأكاد أجزم أن معظم إن لم يكن كل الشباب الذين يترددون على عيادات نفسية جزء من مشكلتهم أيا كانت, هي تلك الصورة المشوهة عن الجنس. وأتساءل لماذا نصر على أن نعلم أطفالنا أن الجنس في حد ذاته خطيئة؟ لماذا لا نزرع في نفوسهم أن الجنس سلوك طبيعي للكائنات الحية؟
اقتني عصافير للزينة في منزلي من نوع الببغاء الاسترالي وهي لا تقصر في ذلك الجانب أبدا! وإذا ما بدؤوا في التزاوج وقفت أمي أمام باب القفص محاولة إخفاء ذلك عن إخوتي وذلك لتجنب فضولهم وإلحاحهم المزعج بالنسبة لها وأنا أقول يا أمي هوني على نفسك, فقالت لي في مرة: لا أدري لماذا لا استطيع الرد عليهم ببساطة كما عرفت أنا في صغري؟ وحكت لي إنها تربت في منطقة ريفية وأنها مرة بينما تلعب رأت الدجاج يتزاوج فسألت صديقها الصغير فرد عليها: ده الديك بيكسر عالفرخة عشان البيضة يطلع فيها كتكوت! ثم نسيا في لحظتها وأكملا لعبهما في سلاسة...... لم استطع الرد عليها ولكني أعجبت جدا بالجملة البسيطة المعبرة التي لا يوجد فيها ذرة كذب.
ربما أكمل الحديث في مدونة أخرى وسأكون سعيدة بمشاركة سيادتكم كثيرا.
واقرأ أيضًا:
جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4) / كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(2) / الجنس في حياة الفتاة العربية! / من يعلم الجنس لأولادي !؟